محامي الجهاد في مصر: زعيم «القاعدة» في العراق بقي بالأردن عامين وربما التقى الزرقاوي

عمل إماما في عمان وسافر للإمارات وإندونيسيا قبل أن يحاكم في «العائدون من ألبانيا»

TT

قال محامي جماعة «الجهاد» المصرية ممدوح إسماعيل، إن الأصولي المصري شريف هزاع، أحد المتهمين الذين برأتهم محكمة مصرية في قضية «العائدون من ألبانيا» اشهر قضايا تنظيم الجهاد الأصولي في مصر، سافر من السعودية إلى الأردن في عام 1985 وظل فيها حتى عام 1987، وإنه ربما يكون قد تعرف إلى أبو مصعب الزرقاوي ومجموعته في الأردن خلال تلك الفترة، وهذه المعلومات قد تعزز من وجهة نظر أجهزة الأمن المصرية، في أن الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وخليفة أبو مصعب الزرقاوي المدعو، أبو أيوب المصري هو نفسه شريف هزاع. وقال اسماعيل في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» إنه استقى هذه المعلومات عن هزا ع من اعترافاته في ملف قضية «العائدون من ألبانيا»، مشيرا إلى أن التحقيقات مع هزاع لم تتجاوز 8 صفحات سئل فيها عن علاقته بتنظيم الجهاد وأفكاره وزعيمه ايمن الظواهري، ونفي هزاع وجود علاقة له بالتنظيم وزعيمه أو فكره، وقال انه لا يعرف شيئا عن التنظيم وكل ما سمعه كان من الصحف وإن أحدا لم يدعه للانضمام للتنظيم، وانه غير مقتنع بفكر الجهاد وان له رسالة مطبوعة بعنوان العذر بالجهل.

وأوضح اسماعيل أن هزا ع أكد خلال التحقيقات انه سافر من السعودية إلي الأردن ومكث فيها لمدة عامين وعمل إماما لمسجد «المرابطين» بجبل النزهة بعمان، ثم عاد إلى مصر ثم سافر إلى الإمارات وعمل في مركز «الإمام الشافعي» لتحفيظ القرآن بالشارقة ثم سافر إلى إندونيسيا وعمل بمعهد الإرشاد الإسلامي ثم عاد إلى مصر قبل أن يتهم في قضية «العائدون من ألبانيا».

وأوضح اسماعيل انه تم اعتقال هزاع في مصر مرتين، في أعوام 1991 و1993، مشيرا الى أن النقطة الخلافية في محضر التحريات، أن مباحث أمن الدولة كانت تصر علي انه سافر إلي أفغانستان، بينما أصر هزاع على نفي ذلك، مؤكدا انه لم يذهب وأصر على انه صاحب فكر سلفي ولا علاقة له بتنظيم الجهاد وانه ضد العنف والعمليات الإرهابية. إلا أن تحريات المباحث في القضية قالت إن هزاع ذهب إلى أفغانستان في فترة الثمانينات والتقى بأيمن الظواهري وعمل في معسكرات التدريب هناك كداعية وتم تكليفه من جانب قيادات التنظيم في الخارج بالعودة إلى مصر مرة أخرى لتجنيد عناصر جديدة لضمها للتنظيم، ثم عاد وأقنع البعض بالسفر إلى أفغانستان.

وقال اسماعيل إن تحريات الأمن أضافت أن هزاع سافر إلى الإمارات في عام 1993 وكلف القيادي هاني الجندي بالإشراف على عناصر التنظيم في القاهرة، واتصل بالقيادي مرجان سالم الذي كان مقيما في اليمن وأعطى له رقم صندوق بريد للاتصال بأيمن الظواهري الذي كان موجودا في السودان ووصله خطاب مشفر من الظواهري ثم التقى بمرجان سالم في الإمارات وقيل انه كان يريد تقديم طلب لجوء سياسي الى إحدى الدول الأوروبية، لكن الظواهري رفض، ثم ترك الإمارات وسافر إلى ماليزيا ومنها إلى قطر قبل أن يعود إلى مصر ويتهم في قضية العائدون من ألبانيا التي ضمت 107 متهمين وصدرت فيها 9 أحكام غيابية بالإعدام. وحول ما تردد عن اعتقال هزاع في أحد السجون الأميركية، قال اسماعيل ليست هناك معلومات مؤكدة عن مكان تواجده، حيث يرجح البعض وجوده في مصر بينما يعتقد آخرون أنه غادر مصر قبل فترة.