قيادي كردي: تجاهل المسلحين في مؤتمر المصالحة الوطنية سيؤدي إلى فشله

محمود عثمان لـ«الشرق الاوسط»: الخطة الأمنية ودعوة الحوار ومعالجة قضية الميليشيات لها أولوية

TT

طالب القيادي الكردي عضو مجلس النواب العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني الدكتور محمود عثمان، بضرورة خلق علاقات متوازنة بين الجانبين العراقي والاميركي، خلال الفترة المقبلة، من اجل ايقاف ما أسماه بـ«تيار العداء المتنامي من معظم العراقيين للقوات الاميركية، نتيجة السياسات الخاطئة التي قامت بها على مدار الفترة الماضية».

واصفا هذه الخطوة بالخطوة المهمة والكبيرة لتحقيق عملية السلام والاستقرار في العراق من جهة، وتحقيق المصالحة الوطنية العراقية من جهة اخرى. وقال عثمان لـ«الشرق الاوسط»، انه «خلال السنوات الثلاث الماضية لم نعرف نحن السياسيين العراقيين المسار الذي يمكن ان تتخذه العلاقات العراقية ـ الاميركية». واضاف «لم يحصل في اي يوم خلال تلك السنوات مفاوضات بين الجانبين الهدف منها تحديد كيفية العلاقة»، مشددا على ضرورة معالجة هذه القضية وفق مفاوضات رسمية بين حكومتي البلدين لخلق علاقات متوازنة بين الطرفين.

وقال القيادي الكردي، ان وضع جدول زمني لسحب القوات الاجنبية من العراق، والمساعدة في استكمال بناء القوات العراقية، يمثل امرا بالغ الجدية لهذه المفاوضات في تحقيق وخلق نوع من الطمأنينة لابناء الشعب العراقي، وبالخصوص المعارضين لهذا الوجود الاجنبي، لافتا الى ان «البعض ممن يعتبر تحديد جدول زمني لمغادرة القوات الاجنبية فيه شيء من الفائدة للارهابيين، وانا اشاطرهم الرأي في ذلك، لكنه يفيد الشعب في نواحي عديدة وكبيرة ايضا».

ووصف عثمان الامور والمهمات والتحديات التي تواجه حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بالصعبة التي تتطلب معالجة حقيقية وصحيحة لتجاوز الاخطاء السابقة، التي وقعت فيها الحكومات التي سبقت حكومة المالكي، اضافة الى ان الوضع الامني وملف الارهاب يتطلب معالجة سياسية قبل ان تكون معالجة عسكرية، اي عدم فصل مشكلة عن اخرى. واشار عثمان الى ضرورة اشراك جميع الاطراف، بمن فيهم «المقاومة» وحملة السلاح والمعارضون للعملية السياسية، من خلال اجراء حوار وتفاهم معهم لاشراكهم في العملية السياسية، وبالتالي مشاركتهم في مؤتمر الحوار او المصالحة الوطنية، المزمع عقده في البلاد بداية اغسطس (اب) القادم، معتبرا ان عدم اشراك هؤلاء سيؤدي الى فشل الخطة الامنية المطبقة في البلاد.

وشدد النائب الكردي على ضرورة مضي الخطة الامنية جنبا الى جنب مع دعوة الحوار والمصالحة الوطنية وبخط متواز، اضافة الى ضرورة وجود خط ثالث يسير بموازاة الخطين الاخرين، وهو كيفية معالجة مسألة الميليشيات المسلحة، التي تعتبر من اكبر المشاكل التي تعرقل الوصول الى حل شامل للقضايا والمشاكل العالقة في البلاد، لانجاح الجهود المبذولة في هذا الاطار من قبل جميع القوى والاحزاب والشخصيات السياسية والهيئات الدينية ومنظمات المجتمع المدني.

وحول تصريحات السفير الاميركي في بغداد والتقرير او الرسالة التي وجهها الى وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، والتي اعطى فيها صورة مأساوية عن العراق قال عثمان «لماذا لا يتكلم خليلزاد خلال الاجتماعات التي تجمعنا به عن هذه الصورة المأساوية، ومن المسؤول عن هذه الصورة، ولماذا يتم تعليق اخطاء الادارة الاميركية التي ارتكبتها في العراق ابتداء من بريمر وصولا الى زادة على العراقيين، فانا في تصوري، انهم (الاميركيين) مسؤولون عن الاوضاع المأساوية التي يمر بها العراق قبل الحكومات العراقية»، متهما السفير الاميركي بالكيل بمكيالين قائلا: «ان كلام السفير هذا، الذي يحاول من خلاله تبرئة نفسه، ويعتبر الحكومة العراقية مسؤولة عن سوء الاوضاع في البلاد، امر غير صحيح وغير مقبول، وانما هذه السياسات الخاطئة، هي سياسات اميركية بحتة ساروا عليها لمدة ثلاث سنوات ماضية، ونحن نعاني من ذلك».

وبين عثمان ان الولايات المتحدة الاميركية فشلت في العراق ويجب ان تعترف بذلك، وعليهم اعادة النظر بسياساتهم، اضافة الى فشل الحكومات العراقية السابقة في حل مشاكل الشعب العراق، داعيا الى اعادة النظر في كافة السياسات الاميركية خلال الفترة المقبلة والاتفاق مع الجانب العراقي لحل مشاكل البلاد كافة.