جنود وضباط إسرائيليون يدعون الطيارين للتمرد على أوامر الغارات على غزة

اعتبروا الهجمات على أكثر المناطق ازدحاما في العالم جرائم حرب

TT

في الوقت الذي قررت فيه الحكومة الاسرائيلية الاستمرار في سياسة الاغتيالات بالغارات الجوية على قطاع غزة والشكوى لدى الولايات المتحدة من صواريخ القسام الفلسطينية، خرجت منظمة الجنود والضباط الاسرائيلية المعروفة باسم «الجرأة على الرفض» بدعوة صريحة الى الطيارين كي يتمردوا على الأوامر، محذرة إياهم بأنهم يرتكبون جرائم حرب.

وجاء في نداء علني من هذه المنظمة أن سياسة الاغتيالات الاسرائيلية تكسر العامود الفقري لأخلاقيات اسرائيل وتظهرها مجرمة حرب وحسب. فالأمن الحقيقي لا يمكن أن يأتي لاسرائيل من قتل الأطفال الفلسطينيين. بل ان الغارات الأخيرة التي أدت الى قتل عشرات المدنيين من بينهم عدد كبير من الأطفال عادت على اسرائيل بالمزيد من صواريخ «قسام» وأثبتت أنها ليست ناجعة في مواجهة هذه الصواريخ البدائية، والأمر الوحيد الذي حققته هو وجبة دسمة أخرى من الكراهية لاسرائيل في صفوف الفلسطينيين والعرب والعالم بأسره.

وقال دافيد زونشاين، رئيس المنظمة، إن التاريخ القريب والبعيد بين اسرائيل والفلسطينيين أثبت بما لا يقبل الشك أنه لا يوجد حل عسكري للصراع عموما والقسام خصوصا. ولكن المأساة الكبرى تكمن في الغارات الوحشية. واضاف موجها حديثه للطيارين الذين ينفذون هذه الغارات «عندما تطلق الصواريخ من الجو الى الأرض في منطقة مثل قطاع غزة الذي يعتبر أكثر المناطق ازدحاما في العالم، فإنك ترتكب جريمة حرب بكل المقاييس، إن كنت قتلت أو لم تقتل. فكم بالحري عندما يكون هناك قتلى، وليس أي قتلى بل نساء حوامل وأطفال».

وكان هذا النداء، أمس، واحدا من عدة نشاطات أخرى تقوم بها قوى اليسار الاسرائيلي والعديد من القوى الليبرالية ضد عمليات الاغتيال الاسرائيلية. ومن أبرز النشاطات الأخرى انضمام العديد من المحاضرين الجامعيين والكتاب المعروفين الى الدعوى التي رفعتها النائبة زهافا غلأون، رئيسة كتلة «ميرتس» في الكنيست، الى محكمة العدل العليا لإلزام الحكومة بوقف هذه الغارات بشكل مطلق. ومن بين هذه الشخصيات، شولميت ألوني مؤسسة حزب «ميرتس»، التي شغلت منصب وزيرة المعارف في حكومة اسحق رابين. وقالت ألوني مفسرة انضمامها الى هذه الدعوى بالقول إن الواجب يحتم ردع الجنرالات الذين يعتبرون الحاكم الحقيقي في اسرائيل. فهؤلاء يحولون اسرائيل الى دولة ارهاب، ترتكب جرائم الحرب بشكل يومي وتقتل النساء والأطفال، من دون أن يرمش لهم جفن. واضافت انها تستنكر اطلاق صواريخ القسام على البلدات الاسرائيلية ووصفت هذا الاطلاق انه «نوع من التخلف الجنوني، لأنه يعطي جنرالات اسرائيل الحجة التي يتذرعون بها لتنفيذ جرائم القتل والهدم بحق أبناء شعبهم الفلسطيني».

يذكر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، دعا قادة الجيش والمخابرات والوزراء المختصين، الى جلسة تشاور حال عودته من اللقاء الثلاثي مع الملك عبد الله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، مساء الأول من أمس، حيث استمع الى التقويمات حول آثار الغارات الأخيرة على غزة والتي أدت الى قتل المدنيين الفلسطينيين بالعشرات، خصوصا الأطفال والنساء. ورغم تأكيد أن هذه الغارات تثير عداء واسعا في العالم لاسرائيل ولليهود وأن الغالبية تتعاطف مع الفلسطينيين من جرائها، فقد تقرر الاستمرار في الغارات لتصفية «كل من له صلة بإطلاق صواريخ قسام على البلدات الاسرائيلية». ونقل على لسان أولمرت قوله في هذه الجلسة: «أنا آسف وحزين لمقتل الأطفال الفلسطينيين، ولكن حياة أهل سديروت (البلدة الاسرائيلية التي تتعرض للقسام) تهمني أكثر».

وفي هذا السياق اتصلت نائبة رئيس الحكومة وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، أمس، مع وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، تشكو أمامها من الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان سديروت بسبب صواريخ «قسام» وراحت تقص لها الحكايات عن أطفال البلدة الذين لا ينامون الليل وينهضون مذعورين، وقرأت لها رسالة وجهتها طفلة يهودية من هذه البلدة الى الله سبحانه وتعالى تتساءل فيها إن كان يعرف ان الفلسطينيين يطلقون على بلدتها صواريخ «قسام».