6 قتلى في معركة بالهاون أمام مسجد «براثا».. و12 في انفجار بمسجد سني في بعقوبة

حرب مساجد جديدة في العراق.. الحكومة حظرت التجول لساعات في بغداد ومقتل 10 في هجمات أخرى

TT

شهدت شوارع بغداد امس مواجهات مسلحة سقط خلالها 6 أشخاص من بينهم أربعة من عناصر جيش المهدي (التابع لمقتدى الصدر)، مما دفع الحكومة العراقية الى فرض حظر تجول مفاجئ في العاصمة حتى مساء أمس. كما وقعت مجزرة في مسجد سني في بعقوبة سقط خلالها 12 قتيلا من المصلين. وقالت مصادر في وزارة الداخلية العراقية، ان معركة بالأسلحة وقذائف الهاون اندلعت في وسط بغداد سقط خلالها 8 من افراد قوات الأمن جرحى؛ هم ثلاثة من افراد الشرطة وخمسة من جنود الجيش العراقي.

وهذه هي المرة الأولى منذ عدة أشهر التي تقع فيها اشتباكات في شوارع بغداد. وسمع صوت الاعيرة النارية التي بدأت، حسب ما افاد مصدر في وزارة الداخلية، عندما كان موكب سيارات تابع لجيش المهدي متجها الى مسجد براثا الشيعي في قلب بغداد، لتأمين المصلين بعد التفجير الانتحاري الذي استهدفه الأسبوع الماضي وأوقع 11 قتيلا.

وأوضح المصدر أن قافلة سيارات جيش المهدي تعرضت لقصف بقذائف اربي جي من قبل مسلحين لدى وصولها الى شارع حيفا القريب من المسجد. ودارت اشتباكات في الشارع أسفرت عن مقتل أربعة من أعضاء جيش المهدي واحتراق ثمانية من سياراتهم. وأضاف المصدر أن الشرطة العراقية التي جاءت الى المنطقة تعرضت أيضا لإطلاق النار وأصيب أحد أفرادها بجروح، قبل ان يقوم الجيش العراقي بتطويق المنطقة. كما قامت مروحيات اميركية بعملية مساندة للجيش العراقية في نفس المنطقة، وفق المصدر نفسه. وقال مهدي الغراوي قائد قوات حفظ النظام في بغداد لـ«الشرق الاوسط» ان مجموعة مسلحة قامت بقتل ثلاثة من المصلين وجرح آخرين اثناء توجههم لجامع براثا في بغداد لأداء صلاة الجمعة. وأكد الغراوي أن المسلحين كانوا قادمين من منطقة الرحمانية في جانب الكرخ من العاصمة العراقية بغداد، وتحديدا انطلقوا من جامع رشيد دراغ في المنطقة، وقد تصدت لهم حماية جامع براثا. وأضاف «تدخلت القوات العراقية لفض الاشتباكات وحماية المصلين الموجودين داخل الجامع»، مؤكدا ان ما حصل لن يشكل عثرة واحدة في طريق الخطة الامنية التي أعلن عنها رئيس وزراء العراق قبل حوالي عشرة أيام. وأعلن موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي قرارا عقب الحادث، بفرض حظر التجول في بغداد يستمر حتى صباح اليوم، لكن رئيس الوزراء نوري المالكي قرر إنهاء الحظر في وقت لاحق من مساء امس.

على الصعيد نفسه، أكد حازم الاعرجي، الناطق الرسمي باسم مكتب الصدر في بغداد، ان «جيش المهدي جاء لحماية جامع براثا والمصلين فيه بتوجيه من مقتدى الصدر». وأضاف الأعرجي لـ«الشرق الأوسط» أن «جماعات إرهابية اقتربت من الجامع وكانت قادمة من منطقة الرحمانية، ووجهت نيران أسلحتها نحو المتوجهين للصلاة، وقد سقط جراء الحادث عدد من المصلين». وقال ان «عناصر جيش المهدي قد سيطرت على الموقف تماما، وتمت الصلاة بأمان داخل الجامع». وقال الشيخ جلال الدين الصغير إمام وخطيب جامع براثا، ان الحادث هو الثالث الذي يستهدف جامع براثا، وان «أيادي خبيثة تحاول زرع الفتنة الطائفية، لكنها ستفشل في كل الأحوال».الى ذلك، قتل 12 عراقيا وأصيب 20 في انفجار عبوة ناسفة، امس، أمام أحد المساجد السنية بالقرب من بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد)، حسب ما قال مصدر في الشرطة.

وأوضح المصدر أن العبوة انفجرت أمام المدخل الخلفي لمسجد هبهب الكبير في حي العصري أثناء خروج المصلين منه، بعد أداء الصلاة، مما أسفر عن سقوط 12 قتيلا وإصابة 20 آخرين.وفي البصرة جنوب العراق انفجرت سيارة مفخخة في شارع بشار وسط المدينة، وأودت بحياة عشرة مواطنين وجرح ثمانية. وقال مصدر في شرطة البصرة لـ«الشرق الاوسط» إن سيارة نوع بيك آب انفجرت (امس) يقودها انتحاري. وهاجم مسلحون مجهولون مقر القوات البريطانية في منطقة الساعي بقذائف الهاون، والتي اخطأت الهدف لتسقط على مقربة من محطة تعبئة الجزائر، وأدت الى اصابة تسعة بجروح مختلفة بينهم عناصر من الشرطة العراقية.