الجنرال كيسي: دعم إيران للمتطرفين ازداد

أكبر قائد أميركي في العراق قال إن نفوذ طهران أحد أهم 4 مشاكل في العراق

TT

ذكر كبير القادة الاميركيين في العراق، أن الدعم الإيراني للمتطرفين في العراق زاد «زيادة ملحوظة» هذا العام، وان القوات الخاصة الايرانية تقدم الاسلحة والتدريب على إعداد القنابل للمجموعات المعادية لأميركا.

وقد اشتكى مسؤولون اميركيون آخرون من التدخل الايراني في العراق، إلا ان انتقادات الجنرال جورج كيسي هي أكثرها وضوحا ومباشرة حتى الآن. واعتبر الجنرال الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في البنتاغون، النفوذ الايراني أحد المشاكل الأربع التي يواجهها في العراق.

وأوضح كيسي «نحن على ثقة من ان الايرانيين، عبر القوات الخاصة، يقدمون الاسلحة والعبوات الناسفة والتدريب للجماعات المتطرفة الشيعية في العراق، ويجري التدريب في ايران، وربما في بعض الأحيان في لبنان عبر عناصرهم». ويستخدم الايرانيون «عناصرهم لتنفيذ عمليات ارهابية في العراق، ضدنا وضد الشعب العراقي».

وتجدر الإشارة الى ان التصرفات الايرانية تثير القلق، ليس بسبب الهجمات على القوات الاميركية فقط، ولكن لأن استمرار الحكومة العراقية الجديدة يعتمد، في جزء منه، على رغبة الأقلية السنية العراقية على قبول الحكومة. ومن غير المرجح أن يفعل السنة ذلك إذا ما لعبت الحكومة الايرانية دورا في دعم وتسليح الاجنحة الشيعية التي تؤمن بالعنف.

وأضاف الجنرال كيسي «منذ شهر يناير(كانون الثاني) الماضي، شهدنا زيادة في دعمهم، ولا سيما للجماعات الشيعية المتطرفة. وهم يقدمون الأسلحة والتدريب والمعدات الى المتمردين الشيعة، وهذه المعدات تستخدم ضدنا.

وتعرض كيسي خلال مؤتمره الصحافي الى عدة جوانب اخرى لحرب الولايات المتحدة في العراق على مدى السنوات الثلاث السابقة. وقال ان هجمات المتمردين ازدادت، لكنه أصر على ان «التمرد لم يتوسع» وان 90 في المائة من هجمات التمرد تشن داخل مساحة 30 ميلا حول بغداد. وحول وضع تنظيم «القاعدة» في العراق منذ مقتل ابو مصعب الزرقاوي قال كيسي إن «القاعدة تعرضت لضربة قوية، لكنها لم تنته تماما، وان تشعر بالألم الآن»، على حد تعليقه. وأعرب كيسي عن ثقته في القوة المتزايدة للجيش العراقي، لكنه اعرب ايضا عن مخاوفه إزاء حالة الشرطة العراقية، خصوصا في منطقة بغداد، حيث تؤثر الميليشيات في عملياتها. ودائما ما يتهم السنة الشرطة العراقية، التي تخضع لمسؤولية وزارة الداخلية، بالعمل بصورة وثيقة مع فرق الموت الشيعية. وقال كيسي ايضا إن هناك تحديات تواجه الشرطة العراقية، وأضاف «ان أداء الشرطة يتفاوت بصورة كبيرة في مختلف مناطق العراق»، وقال ايضا ان اكبر تحد لوزير الداخلية الجديد في العراق يتمثل في إعادة الثقة للشعب العراقي بصورة عامة وسكان البلاد من المسلمين السنة، خصوصا في القوات التابعة لوزارة الداخلية. ويبدو أن كيسي لا يزال متمسكا بتأكيده السابق على خفض أعداد القوات الاميركية في العراق خلال العام الحالي ـ وكان قد صرح قائلا في يوليو (تموز) 2005 بأن العملية السياسية في العراق إذا سارت بصورة ايجابية وان تطوير وبناء قوات الأمن العراقية اذا سارا حسبما مرسوم له، فإن الولايات المتحدة ستقوم بخفض عدد كبير من قواتها. وأضاف وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، الذي لعب دورا مؤيدا خلال المؤتمر الصحافي، قائلا ان «حجم القوات الاميركية سيخفض تدريجيا اعتمادا على الظروف والاحتياجات».

*خدمة «واشنطن بوست»