السلطات الأميركية تحبط خطة لمهاجمة أعلى مبنى في الولايات المتحدة

مخبر من المباحث الفيدرالية اخترق الخلية الأصولية

TT

قالت السلطات الاميركية إنها أحبطت خطة للهجوم على أعلى بناية في الولايات المتحدة واعتقلت سبعة أشخاص يُرجح ان معظمهم اميركيون، ونسب الى جيران للمكان الذي كان يتردد عليه المعتقلون قولهم إنهم مسلمون، في حين قال أحد أفراد المجموعة بأنهم «مسيحيون». وقالت السلطات إن المعتقلين كانوا يخططون لمهاجمة برج سيرز في شيكاغو ومبان تابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي).

وقالت السلطات إن الخطة كانت في مراحلها الاولى. واعتقل الاشخاص السبعة في مدينة ميامي بولاية فلوريدا التي يتولى منصب الحاكم فيها جيب بوش شقيق الرئيس الاميركي جورج بوش. ولم يشأ روبرت ميلر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي تقديم ايضاحات حول العملية، وقال إن التحقيقات في مراحلها الاولى، وأوضح قائلاً «اعتقلنا عدة أشخاص في ميامي ونجري تحقيقات». واقتحم رجال أمن مستودعا (مخزن) كان يتردد عليه الاشخاص الذين يفترض انهم متورطون في العملية، وذكر انهم كانوا يستعملون المكان «كمعسكر للتدريب».

وقال مصدر رسمي ان المشاركين على ما يبدو حتى الآن لا تربطهم علاقة بتنظيم «القاعدة». وقال متحدث باسم «إف بي آي» «لا يوجد خطر على ميامي أو أي مكان آخر بسبب هذه العملية». وقال جيران يعيشون في منطقة «ليبرتي سيتي» وهي من الأحياء الفقيرة في المدينة إن المتورطين كانوا يحاولون تجنيد آخرين معهم، وقالوا إن معظمهم شباب في العشرينات من العمر، وان موظفين في «إف بي آي» طلبوا من الجيران التعرف على صور بعض الاشخاص الذين يعتقد ان لهم علاقة بالقضية. وقال أحد الجيران إن المشاركين كانوا يأتون ليلاً ويقومون ببعض التدريبات. وكانوا يغطون وجوههم بعض الأحيان ويضعون غطاء رأس (عمامة) فوق رؤوسهم. وقالت سيدة «يبدو انهم تعرضوا لعملية غسيل دماغ... كانوا يقولون إنهم مستعدون للتضحية بحياتهم من أجل الله». بيد أن احد اعضاء المجموعة أبلغ شبكة «سي إن إن» الليلة قبل الماضية أن المجموعة كانت تتعبد في المستودع (مخزن) وكانت تطلق على نفسها «اتباع ديفيد»، مؤكداً انهم جماعة سلمية وان لهم أتباعا أيضاً في شيكاغو، حيث تقول السلطات إنها كانت تشكل إحدى الاهداف. وقال الرجل الذي قدم نفسه على اساس انه يدعى «الاخ كوري» إنهم كانوا يتدارسون الإنجيل، وانهم لا يشكلون «منظمة ارهابية»، ولم يكونوا يعتزمون القيام بأعمال عنف. وقال شاهد عيان إنهم كانوا يأتون الى كنيسة مجاورة ويطلبون الماء.

من جهة ثانية قال المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته «في اليومين الماضيين اعتقلت الحكومة الأميركية سبعة اشخاص كانوا يتآمرون للقيام بعمليات جهادية في الولايات المتحدة».

ومضى المصدر قائلا «هم اعتقدوا انهم كانوا يتعاملون مع القاعدة»، مضيفا انهم حاولوا شراء اسلحة واشياء اخرى ضرورية لشن هجمات.

وقال المصدر ان الحكومة كان لها مخبر ناقش المتآمرون المشتبه فيهم معه خططهم. ومضى قائلا «لم يكن هناك أي تهديد فوري لاننا كنا على علم بما يجري في المناقشات».

وأكد مكتب الادعاء للمنطقة الجنوبية لفلوريدا حدوث الاعتقالات لكنه لم يقدم تفاصيل وقال ان الناس في ميامي لم يتعرضوا لأي تهديد.

واضاف قائلا في بيان «في وقت سابق من اول من امس نفذ مكتب التحقيقات الاتحادي بالتعاون مع سلطات اتحادية وسلطات الولاية وسلطات محلية اعتقالات في اطار تحقيق جار في مسألة متصلة بالارهاب».

وقالت مصادر أمنية إنها تشتبه في أن المعتقلين كانوا يتعاونون مع مخبر حكومي، باعتباره أحد عملاء تنظيم «القاعدة». وأضافت مصادر أخرى أن المشتبه فيهم السبعة من المتطرفين المسلمين، وأن أحدهم على الأقل أقسم على أن يعمل مع تنظيم «القاعدة». وأوضح مصدر فيدرالي آخر أن المعتقلين لا ينتمون إلى «القاعدة»، وإن لم يستبعد احتمال وجود صلة ما مع التنظيم. وأشارت مصادر أخرى إلى أن بعض الرجال المعتقلين قاموا بمسح المباني المستهدفة من المؤامرة المزعومة، والتقطوا صورا لها.  وتم اعتقال أحد المشتبه فيهم قبل الخميس الماضي، فيما قال مصدر إن أحد المعتقلين تم ضبطه في أتلانتا. وأفادت مصادر فيدرالية أن خمسة من المعتقلين، مواطنون أميركيون، والسادس مهاجر غير شرعي من هايتي انتهت تأشيرة إقامته، والسابع حاصل على إقامة.

ويعد برج سزر في شيكاغو، 110 طوابق، ثالث أطول مبنى في العالم، والأعلى في أميركا الشمالية. وقال محققون إن مباني أخرى ربما تكون مستهدفة من الهجوم.