«أميرة الثورة البرتقالية» رئيسة للحكومة مجدداً.. وتبدأ حكمها بإنذار لروسيا

أوكرانيا تنفي اتهامات موسكو بسرقة الغاز الروسي

TT

اختار الائتلاف الحاكم الجديد في اوكرانيا يوليا تيموشينكو رئيسة للوزراء في الحكومة المقبلة، وذلك بعد خلافات طالت لأكثر من نصف عام منذ إقالتها من منصبها رئيسة للحكومة الاوكرانية خريف العام الماضي. وكانت شغلت المنصب لفترة قصيرة بعدما تولى الرئيس الاوكراني فيكتور يوشينكو منصبه بعد «الثورة البرتقالية» التي شهدت احتجاجات ضخمة نهاية عام 2004. الا انه أقالها من منصبها في سبتمبر (ايلول) الماضي وسط خلافات داخلية واتهامات متبادلة بالفساد في ادارته. وتوصلت قوى «الثورة البرتقالية» الى اتفاق اعلنته أمس، حول تشكيل كتلتها البرلمانية الموحدة في مجلس «الرادا» (البرلمان)، ولم يكن قد بقي على المهلة المحددة لحل البرلمان واعلان انتخابات برلمانية جديدة اكثر من يومين. وقالت مصادر الحزب الحاكم «أوكرانيا وطننا» الذي يتزعمه الرئيس فيكتور يوشينكو ان 239 نائبا يمثلون الحزب و«تحالف يوليا تيموشينكو» و«الحزب الاشتراكي» قد توصلوا الى اتفاق حول تشكيل الائتلاف الموحد، في وقت كشفت تيموشينكو الاتفاق حول توزيع المناصب الرئيسية في الدولة بما يكفل لها العودة الى رئاسة الحكومة، وانتخاب غريمها بيوتر بوروشينكو من الحزب الحاكم رئيسا لمجلس الرادا على ان يكون منصب النائب الاول لرئيس مجلس الرادا من نصيب «الحزب الاشتراكي».

وقالت تيموشينكو «ان هدفنا هو تشكيل قيادة البرلمان والبدء في تشكيل قيادة للحكومة الثلاثاء ـ الاربعاء». وفيما اعرب ممثلو «حزب الاقاليم» عن دهشتهم وشكوكهم في صحة توقيع عدد من نواب «الكتلة البرتقالية الموحدة» بعد صراع وخلافات احتدمت بين ممثلي الاحزاب الثلاثة منذ مارس (آذار) الماضي، بدأ رفاق الامس من ممثلي «الثورة البرتقالية» مشاوراتهم للاتفاق حول التشكيل الجديد للحكومة، في وقت قالت فيه تيموشينكو انها ستبدأ نشاطها كرئيسة للحكومة باعادة النظر في الاتفاقات الموقعة مع روسيا وتركمنستان حول اسعار الغاز. وتقول مصادر اوكرانية مطلعة، ان تيموشينكو تكشف عن مواقف مغايرة لسياسات رفيق الامس يوشينكو مستندة في ذلك الى صلاحياتها الجديدة بعد تحول اوكرانيا من الجمهورية الرئاسية البرلمانية الى جمهورية برلمانية رئاسية يقتسم فيها الرئيس ورئيس الحكومة صلاحيات القيادة، ففيما يتولى الرئيس الاشراف على الوزارات الرئيسية القوية (الدفاع والداخلية والامن والخارجية)، يشرف رئيس الحكومة على وزارات الكتلة الاقتصادية ومؤسسات الطاقة وممتلكات الدولة، ما يعني منح تيموشينكو صلاحيات عدة محورية في ادارة الدولة ومنها حق اعادة النظر فيما جرى توقيعه من اتفاقات، بما في ذلك في مجال الغاز والطاقة، الأمر الذي يعني ضمنا حتمية العودة الى احتدام التوتر مجددا مع روسيا. وفي هذا الاطار، نفت أوكرانيا ادعاءات روسية بانها تسرق الغاز، وقالت انها تبذل جهودا كبيرة لتخزين كميات كافية لضمان سلاسة وصول الامدادات الى اوروبا عبر الانابيب التي تمر بأراضيها خلال فصل الشتاء. ونقلت وكالة «رويترز» عن اولكساندر بولكيسيف القائم بأعمال رئيس شركة «نفتوجاز اوكراني» للنفط والغاز التابعة للدولة، ان وفدا من الشركة أجرى مباحثات في موسكو مع شركة «جازبروم» الروسية التي تحتكر صادرات الغاز بهدف ضمان استمرار تدفق الامدادات دون مشاكل. وقال بولكيسيف «سوينا مسائل بشأن كميات اضافية لتجنب المشاكل في الشتاء». وتزود «جازبروم» اوروبا بربع احتياجاتها من الغاز ويمر ما يصل الى 80 في المائة من هذه الكميات عبر اوكرانيا. الا ان خلافات حول قرار موسكو زيادة السعر الذي تتقاضاه روسيا من اوكرانيا مقابل امدادات الغاز أدت الى توقف الامدادات الى غرب أوروبا في يناير (كانون الثاني) الماضي. واتهم مدير رفيع بشركة «جازبروم أوكرانيا» بسرقة الغاز من الانابيب، الامر الذي قد يؤدي الى نقص في الامدادات لغرب أوروبا. الا أن بولكيسيف قال ان هذا الاتهام لا أساس له، وإن سلم في الوقت نفسه بوجود مشاكل في ما يتعلق بتخزين كميات كافية.