إسرائيل تختطف 8 وزراء بهدف إسقاط وزارة هنية وتقصف ملعب الجامعة الإسلامية بغزة

حكومة وراء القضبان

TT

في خطوة الهدف المعلن منها العمل على اسقاط الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس، اختطفت قوات الاحتلال الاسرائيلي الليلة قبل الماضية وفجر امس العشرات من وزراء ونواب ورؤساء البلديات وقادة حركة حماس في الضفة الغربية، رداً على اسر الجندي غلعاد شليط على ايدي ثلاث من حركات المقاومة في جنوب غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن عدد المختطفين لا يقل عن 62، من بينهم ثمانية وزراء و20 نائب والبقية من رؤساء وأعضاء المجالس البلدية المنتمين للحركة في الضفة الغربية، من فنادق ينزلون فيها في رام الله او منازلهم او وهم في سياراتهم طريق العودة الى منازلهم بعد مشاركتهم في اجتماعات ولقاءات جماهيرية.

واختطفت قوات الاحتلال على سبيل المثال وزير العمل الفلسطيني محمد البرغوثي عند احد الحواجز العسكرية عند طرف بلدة بيرزيت شمال مدينة رام الله، عائدا من مقابلة تلفزيونية في رام الله، الى قريته كوبر.

وفي مدينة رام الله اقتحمت قوات الاحتلال فندق جمزو، واعتقلت خمسة من الوزراء. وذكر شهود عيان أن قوات من جيش الاحتلال استخدمت مكبرات الصوت في حث الوزراء على تسليم انفسهم. وفي مدينة القدس المحتلة وبيت لحم وطولكرم وجنين وسلفيت وقلقيلية داهمت شرطة الاحتلال منازل النواب والوزراء ورؤساء البلديات وحتى مفتين. واكدت مصادر فلسطينية أن عمليات الاعتقال متواصلة، ومن المرجح أن تطال جميع وزراء ونواب حماس في الضفة الغربية. وقال وزير البنى التحتية الإسرائيلي الجنرال المتقاعد بنيامين بن اليعزر أن هدف هذه العملية ليس فقط الضغط من أجل تسريع الافراج عن الجندي الاسير، بل العمل على اسقاط حكومة حماس برئاسة اسماعيل هنية. وفي تصريحات للاذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية امس، قال بن اليعزر إن هذه الخطوة جاءت بسبب عجز الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) عن حل الحكومة والدعوة لانتخابات جديدة. وحول ما اذا كانت اسرائيل ستصفي هنية، قال بن اليعزر الذي هو ايضا عضو في مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن إن كل من يثبت أن له ضلعا في عمليات «الارهاب لن يكون محصناً». ووصف بن اليعزر الحكومة الفلسطينية بأنها «عصابة ارهابية يتنافس اعضاؤها على تبني المواقف المتطرفة». وحمل بن اليعزر رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مسؤولية اصدار التعليمات لدفع الامور الى ما وصلت اليه. وفي قطاع غزة أمرت إسرائيل عملياً عشرات الالاف من الفلسطينيين بترك منازلهم. والقت طائرات هليكوبتر الاف المنشورات باللغة العربية تطالب الاهالي بعدم التجمهر والتحرك في هذه المناطق. وجاء في البيان «ان الجيش الاسرائيلي سيعمل في العديد من مناطق غزة التي يسكنها مدنيون، ومن اجل سلامتهم ولان الجيش غير معني بالمساس بحياتهم، فانه يدعوهم لعدم التجمع والتجمهر في تللك المناطق». وحذر الجيش من ان من لم يطع هذه سيعرض نفسه للخطر. وحمل كل من يعرقل عمل جيش الاحتلال العاملة من اجل إتمام مهمة إعادة الجندي الاسير، مسؤولية حياته. وقال ناطق باسم جيش الاحتلال أن تركيز عمليات قوات الاحتلال في مناطق بيت حانون وبيت لاهيا شمال غزة وحي الشجاعية شرق في مدينة غزة يأتي على خلفية استخدامها لاطلاق صواريخ «القسام» على البلدات الاسرائيلية في منطقة النقب الغربي، خاصة مدينة سديروت. أما منطقة خان يونس جنوب غزة، كما قال الناطق، فأنها هدف مرجح لقوات الاحتلال لاعتقاد الجيش أن الجندي الاسير محتجز في مكان ما فيها. وواصل سلاح الجو الاسرائيلي عمليات القصف في قطاع غزة، اضافة للغارات الوهمية، الأمر الذي فاقم حالة الفزع في صفوف المدنيين. وفي ما يعتبر توجها لتكثيف الضغط على قادة حماس، اطلقت طائرة هليكوبتر اسرائيلية اربعة صواريخ على محيط منزل احد قادة كتائب القسام في قرية معاً، اقصى جنوب شرق غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية أن القصف استهدف محيط منزل الزكي الدرديسي واسفر عن اصابة شخص واحد بجراح بسيطة. وقصفت الطائرات ايضا منزلين في خان يونس، قالت أن احدهما يستخدم كمخازن للسلاح، والثاني تابع لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة «فتح ». كما واصلت الطائرات قصف الطرق في جنوب غزة، بحجة تقليص قدرة المقاومين الذين يحتجزون الجندي الاسير على نقله الى شمال القطاع أو تهريبه الى مصر. وفي اول عمل من نوعه لاستهداف مؤسسات مدنية تابعة لحماس منذ بدء عملية «أمطار الصيف»، قامت طائرات حربية من طراز «اف 16» الليلة قبل الماضية بقصف ملعب الجامعة الاسلامية بمدينة غزة.

وواصل جيش الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية في اطراف غزة. ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عن مصدر في جيش الاحتلال انه استكمل استعداده لاقتحام شمال غزة.

اعربت قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال عن ارتياحها لقيام قوات الأمن المصرية بتكثيف انتشارها على الجانب المصري من الحدود مع غزة بغية منع المقاومين من تهريب الجندي الاسير الى خارج قطاع غزة.

الى ذلك أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هينة، عن أسفه للموقف الأميركي حيال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، معتبراً ذلك بمثابة ضوء أخضر لمواصلة العدوان ضد المدنيين، داعياً في الوقت نفسه مجلس الأمن للتدخل بشكل مباشر لحماية الشعب الفلسطيني وإلزام إسرائيل باحترام الأعراف والقوانين ذات الصلة بحماية المدنيين تحت الاحتلال.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو قد قال: إن إسرائيل التي توغلت قواتها في قطاع غزة لها الحق في الدفاع عن نفسها لكنها يجب أن تضمن عدم تعرض مدنيين أبرياء للأذى». وقال هنية في تصريح صحافي تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه «نعرب عن أسفنا إزاء الموقف الذي صدر عن البيت الأبيض، ومن شأنه أن يعطي ضوءاًَ أخضر للعدوان على قطاع غزة، ويتجاهل المعاناة لأكثر من مليون ونصف مدني فلسطيني». واضاف أن المدنيين في قطاع غزة يتعرضون لـ «ما يشبه الحرب المفتوحة برا وبحرا وجوا»، وتابع قوله: «كان يجب على الإدارة الأميركية أن تكون منصفة، وأن تطالب الاحتلال بالتوقف عن هذا العدوان». ودعا الى وقف التصعيد العسكري «حتى لا تزيد الأمور تعقيداً والأزمة تفاقماًَ»، ومضى يقول: «إننا ندعو إلى ضرورة تدخل مجلس الأمن بشكل مباشر للجم العدوان وحماية الشعب الفلسطيني وإلزام إسرائيل باحترام الأعراف والقوانين ذات الصلة المتعلقة بحماية المدنيين تحت الاحتلال».