جدل حول ظروف وفاة رضع في أرقى مستشفى بالجزائر

تضارب في الأعداد وأسباب الكارثة

TT

أثارت وفاة رضع في ظروف غامضة بمستشفى جزائري، في الآونة الأخيرة، جدلا كبيرا في البلاد. ففيما تضاربت التقارير الإعلامية حول عدد حالات الوفاة، واضعة العدد بين 13 و22، أكدت إدارة المستشفى أن الرضع المتوفين لا يتجاوز عدهم السبعة وأن غالبيهم فارقوا الحياة إما بسبب عاهات ولدوا بها أو لعدم اكتمال نموهم.

ويقع المستشفى المعني في قلب العاصمة الجزائرية، وتحديدا في حي حسين داي. وتعد مصلحتا توليد النساء وطب الأطفال فيه من أشهر ما يوجد في مستشفيات الجزائر كلها بالنظر لتوفرهما على أفضل الأطباء وأحسن التجهيزات. وقال مدير الوقاية بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، حكيم وحدي، في لقاء مع «الشرق الأوسط» بالمستشفى، إن الحادثة وقعت بين يومي الأحد والخميس الماضيين، مشيرا إلى وفاة أربعة من الرضع بسبب عدم اكتمال الجنين حيث كان وزن الأربعة أقل من كيلوغرامين. وتوفي رضيع خامس اختناقا مباشرة بعد الولادة، ثم سادس بسبب تشوه عضوي خلقي. أما الرضيع السابع فقد أصيب بالتهاب سحايا الدماغ بفعل جرثومة بحسب المسؤول الحكومي الذي أضاف قائلاً: «هذه الوفيات بالنسبة إلينا عادية، لكن ما أثار كل هذا الجدل في الصحافة أنها وقعت في أوقات متقاربة، ولم يكن هناك أي تقصير طبي من جانب المشرفين على مصالحة التوليد وقسم الأطفال الحديثي الولادة».

وقال المصدر ذاته إن ما بين 9 و12 رضيعا يتوفون كل شهر في مستشفيات الجزائر، وأسباب الوفاة عادية، تتراوح بين تشوهات خلقية أو عدم اكتمال نمو الجنين. وتابع وحدي: «حالات مثل هذه تحدث حتى في المستشفيات الراقية، وما رأيك إذا قلت لك أن مستشفى جورج بومبيدو الباريسي الشهير أغلق أبوابه لفترة معينة بسبب انتشار عدوى ناجمة عن وسائل التبريد بالمستشفى».

وأفادت صحف جزائرية أمس في تفسيرها للحادثة بأن الرضع أصيبوا بفيروس نقلته سيدة دخلت إلى المستشفى بغرض الولادة. وذكرت صحف أخرى أن فيروسا ناجما عن انعدام صيانة وتعقيم الأجهزة الطبية أتى على الرضع.

ولتحديد الأسباب بدقة، أمر وزير الصحة عمار تو بفتح تحقيق ينتظر أن يكشف عن نتائجه للصحافة بعد غد. وأشار مدير المستشفى عبد العزيز جفال لـ«الشرق الأوسط» إلى كثرة الضغط على الهياكل التي يديرها، وأوضح أن مصلحة التوليد استقبلت 3542 امرأة بغرض الولادة من خارج العاصمة في الفترة بين 1 يناير (كانون الثاني) و31 مايو (أيار) الماضيين. واستقبلت مصلحة جراحة التوليد 1441 مريضة من خارج العاصمة في ذات الفترة «وهذه الأرقام تبين أن المستشفى يتحمل أكثر من طاقته، ففي كثير من الأحيان نضطر لوضع مريضين في سرير واحد»، على حد قول جفال.

من جهته قال امحمد بوزكريني، رئيس مصلحة التوليد في المستشفى، لـ «الشرق الأوسط»: «لقد سجلت الوفيات في أيام متقاربة، وهذا ما أحدث هذا الضجة الإعلامية، والحقيقة أنه لم يقع أي خطأ طبي من جهتنا، وكل الرضع بمن فيهم الذين توفوا، استفادوا من متابعة طبية بفضل طاقم يضمن المداومة على مدار الساعة». وموازاة مع التحريات التي تجريها الوزارة، فتح قاضي محكمة حسين داي تحقيقا في ظروف الوفيات.