السفير العراقي بواشنطن لا يزال ينتظر التقرير الأميركي حول مقتل ابن عمه العام الماضي

الصميدعي: تبرئة المسؤولين من أي خطأ هو خطأ في حد ذاته

TT

هيوستن ـ رويترز: قال سمير الصميدعي سفير العراق لدى الولايات المتحدة انه لا يزال ينتظر تقريرا من الجيش الاميركي بشأن مقتل قريب له العام الماضي والذي وصفه في ذلك اليوم بانه «جريمة ارتكبتها بدم بارد» القوات الاميركية في بلاده.

ورغم مرور شهرين على طلبه الحصول على نسخة من التقرير قال الصميدعي انه لا يزال ينتظر وصول التقرير الذي برأ القوات الاميركية من اي ذنب في الحادث. وزادت خيبة امله مع تحقيق الجيش في حوادث اخرى سقط خلالها مدنيون قتلى على ايدى الجنود الاميركيين. ويشكو عدد كبير من العراقيين من مقتل مدنيين بدون مبرر بايدي الجنود الاميركيين وان عددا قليلا من تلك الحوادث هي التي تثبت رسميا في التحقيقات.

وقال الصميدعي لرويترز في مقابلة اول من امس خلال منتدى اقتصادي اميركي عربي في هيوستن «في هذه الحالة تحديدا كل ما اطلبه هو نسخة من التقرير. وما زلت أنتظر. لقد كتبوا لي يقولون ان الامر سيستغرق وقتا. الان مر شهران وهذا من وجهة نظري وقت كاف لتسليم تقرير». وصرح بأنه يعتقد ان ما خلص اليه الجيش من تبرئة جنوده من أي خطأ هو خطأ في حد ذاته لكنه يجد من الصعب ان يجادل في ذلك الى ان يتسلم التقرير. وقال الصميدعي «هذا لا يتسق مع ما حدث لعائلتي. شعرت بخيبة امل حين علمت ان التحقيق لم يرصد اي اخطاء».

وصرح السفير وقت وقوع الحادث بان ابن عمه محمد الصميدعي،21 عاما، قتل في يونيو (حزيران) من العام الماضي حين كان جنود مشاة البحرية الاميركية يقومون بعمليات تفتيش منزل الى منزل واراهم بندقية قديمة بلا ذخيرة. وحين غادر الجنود الاميركيون عثر عليه في غرفة النوم مقتولا بطلق ناري في عنقه. وقال الصميدعي العام الماضي «كل المؤشرات تشير الى مقتل مدني بريء أعزل انها جريمة ارتكبت بدم بارد». وقال الصميدعي خلال المقابلة التي جرت اول من امس انه خلال التحقيق استجوب الجيش الاميركي افراد الاسرة لكنه لم يقبل بعرض للسماح لخبراء الطب الشرعي بتشريح الجثة.

ولا يزال سفير العراق في واشنطن يعتقد ان قتل المدنيين العراقيين بايدي القوات الاميركية هو شيء غير طبيعي لكن التحقيق في مثل هذه الحوادث يجب ان يتم في اطار جهد مشترك مع اشتراك بعض «العناصر المستقلة» فيه بدلا من ان يجريه الجيش وحده. وأضاف «من الواضح ان اعضاء نفس الفصيلة الذين خاضوا صراع الحياة والموت معا سيتكاتفون. انه شيء انساني ان يحمي كل فرد الاخر».