مؤتمر «الحوار اللبناني» يجمع على إدانة عدوانية إسرائيل ويرجئ إلى 25 يوليو تحديد الموقف من سلاح «حزب الله»

السنيورة يؤكد أن «لا جديد» في العلاقة مع سورية

TT

عقد مؤتمر الحوار الوطني اللبناني جولة جديدة امس لم تحسم موضوع سلاح المقاومة او ما اصبح يعرف بـ«الاستراتيجية الدفاعية».

فقد تعاقب عدد من المتحاورين على الادلاء بتصورهم حول الاستراتيجية، ما عدا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان نجم الجولة الجديدة، كونه عاد مساء اول من امس من دمشق، حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد، حاملاً معه «هدية» من الحلوى السورية المعروفة بـ «البرازق» الى المشاركين في الحوار، فتبرع النائب سعد الحريري بحصته ليتم توزيعها. وكانت البرازق خلال فترة الوجود السوري «شعاراً» للتدليل على تدخل دمشق في الشؤون اللبنانية.

وعقب رفع الجلسة الى 25 يوليو (تموز) المقبل، عقد الرئيس بري، الذي يتولى ادارة الحوار، مؤتمراً صحافياً قال فيه ان المتحاورين أدانوا «العدوانية الاسرائيلية المتمادية التي تمثل أعلى درجات إرهاب الدولة»، داعيا المجتمع الدولي الى «تحمل مسؤولياته إزاء الهجمة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وما يحصل في غزة».

وقال: «ان لبنان، شعبا ومجلسا نيابياً وحكومة، يعلن تضامنه الاخوي مع الشعب الفلسطيني الشقيق. ويطالب مؤتمر الحوار الحكومة اللبنانية بالتعاون مع الدول العربية لتحريك مجلس الأمن والأمم المتحدة إزاء هذا الاجتياح والحرب المعلنة والواقعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني».

واضاف: «ان مؤتمر الحوار يتوجه الى الاتحاد البرلماني الدولي واتحاد برلمانات دول منظمة المؤتمر الاسلامي، واتحاد البرلمانات الاسيوية من اجل السلام، والاتحاد البرلماني العربي، والجمعية البرلمانية الفرنكوفونية، مطالبا الجميع بالتحرك الفوري لممارسة الضغوط على اسرائيل لوقف حربها المفتوحة على الشعب الفلسطيني وتحرير اعضاء المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي».

وأشار بري الى ان المتحاورين عاودوا مناقشة موضوع سلاح المقاومة، موضحا ان المناقشات «سارت في شكل ايجابي ومتقدم ومطمئن على رغم كل ما قيل، آملين ان يصار الى موقف واحد موحد إزاء سلاح العدوان وفي الوقت نفسه يعني ذلك إزاء الخطة الدفاعية اللبنانية».

وافاد ان مؤتمر الحوار «أكد بالاجماع على الاستمرار في التزام ميثاق الشرف الذي سبق وتعهدنا به في المرة السابقة».

ورأى «أن جزءا من التحرك المطلوب من قبل لجنة الحوار هو التنفيذ باعتبار ان ما قررناه كبير جدا. ولكن هذا الكبر في حاجة الى تنفيذ لانه اذا لم يكن هناك من تنفيذ لأي قرار مهما كان كبيرا يصبح كأنه لا شيء».

وسئل بري عن الجديد في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، فقال: «النائب وليد جنبلاط قدم ورقته في المرة السابقة. وهذه الورقة وزعت، الا ان بعض الزملاء لم تصلهم فأعدنا ايصالها اليهم. واليوم قدمت ورقة جديدة، بعد شرح قدمه الرئيس امين الجميل. وايضا كان شرح من عدد من الزملاء الاخرين، بينهم الزميل بطرس حرب والزميل غسان تويني. والوحيد الذي لم يتمكن من تقديم ورقته حتى الان هو انا، اذ لم يتسن لي ذلك. وسأكون ان شاء الله آخر العنقود»، معتبرا «ان الايجابية التي تتعلق بالخطة الدفاعية استنتجتها من داخل المؤتمر وهي حرص الجميع على ان للبنان عدوا وان الكل لديهم الحرص نفسه للحفاظ على وحدة لبنان وسيادته والدفاع عنه. هذا الامر كان جليا وواضحا وصريحا من جميع المتحاورين من دون اي تمييز او استثناء».

وقلل بري من اهمية وصف النائب العماد ميشال عون الحوار بـ «العقيم» وقوله انه (بري) يتلكأ عن الواجبات الداخلية بالهروب الى الخارج. وقال: «العماد عون ليس اقل حرصاً لا بل اكثر حرصاً على موضوع الحوار. ما قصده العماد عون ان التنفيذ بالنسبة الى الحوار لم يتم في الامور التي تقررت، اذ لم ينفذ منها شيء. وهذا امر صحيح. وأوضحنا ان مهمة الحوار، حتى لو انتهى جدول الاعمال، هي متابعة التنفيذ ومساعدة الحكومة على ذلك. هناك التباس في الموضوع. والعماد عون ليس أقل حرصاً من غيره».

وسئل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن طعم «البرازق» فقال: «لذيذة جداً» مشيراً الى ان جميع المشاركين أكلوا منها. ووصف الجلسة بـ«المهمة جداً»، موضحاً ان «لا جديد» بشأن العلاقة مع سورية.

وسئل اذا كان تحدد موعد جديد لزيارة دمشق، فأجاب: «لماذا العجلة، أنا لست مستعجلاً، وكل شيء يتم بهدوء، فاذا حصلت الزيادة اليوم جيد ، واذا لم تحصل يمكن ان تحصل غداً... وفي النهاية انا قلت واكرر: ليس هناك من بديل من ان نجلس معاً وان نعالج امورنا بصراحة ووضوح وبالتمسك بالمسلمات الوطنية العربية واللبنانية».

اما وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت، فقد وصف الجلسة بانها «أحسن جلسة حوار». وقال رداً على سؤال: «أنا احب البرازق. ولي أخوة في الشام (دمشق) يرسلون لي البرازق دائماً».

أما النائب سعد الحريري فقال، رداً على سؤال عن الكلام الذي نقل عن الرئيس السوري بشار الأسد ان ابواب دمشق مفتوحة: «مفتوحة للرئيس السنيورة. اما بالنسبة لي فهناك تحقيق دولي وهناك محكمة دولية وعندما ننتهي نرى». وعن موعد زيارة السنيورة لدمشق أفاد: «هذا الأمر يعود للأخوة السوريين» معتبراً ان «المسألة ليست زيارة الرئيس السنيورة. الموضوع هناك علاقات دبلوماسية وتحديد الحدود. وبغض النظر عمن يذهب، إن كان الرئيس السنيورة ام الرئيس بري، المهم ان تكون هناك علاقات دبلوماسية وتحديد الحدود».