مع بدء موسم الاصطياف، وقبل أيام من بدء مباريات ربع النهائي في المونديال في ألمانيا، رفع اتحاد حماية البيئة الألماني «البطاقة الحمراء» في وجه شركات إنتاج أحواض السباحة البلاستيكية المخصصة للأطفال. وحذر المواطنين من استخدام هذه الأحواض التي يقول خبراء البيئة في مجلة «ايكو ـ تيست» الألمانية إن معظمها تحتوى على ملينات البلاستيك المسببة للعقم والأمراض السرطانية. كما حذر من وجود مواد ضارة مماثلة في قمصان «تي شيرت» وشالات وباروكات يستخدمها مشجعو كرة القدم.
وكانت «ايكو ـ تيست» قد أخضعت 12 نوعا من أنواع أحواض السباحة البلاستيكية إلى الفحوصات المختبرية وتوصلت إلى أن 10 منها تحتوي على مادة «فاثاليت» بتركيز ضار بصحة الأطفال. وجاء في عدد المجلة لشهر يوليو (تموز) التي طرحت قبل أيام من موعدها، أن نوعين فقط من أنواع الأحواض نالا درجة «مقبول»(وهما « 100 تي بي أو ـ لاين» و«بيغ ساند)، في حين نالت بقية الأنواع تقديري «ناقص» أو«سيئ». وكشفت الفحوصات أيضا عن وجود مركبات الزرنيخ والألديهايد والفاثاليت، القابلة للذوبان في الماء، في 11 نوعا من أحواض السباحة التي تحمل أسماء «ماكسي بلانش» و«سويم فن» و«نيمو بوول».
وسبق لعلماء البيئة أن حذروا في السابق من وجود الفاثاليت في مصاصات وعضاضات الأطفال وتحدثوا بالأرقام عن ذوبان هذه المادة في لعاب الأطفال وتسربها بالتالي إلى الدم. ولا توجد دراسات موثوقة حول تأثير هذه المواد على الإنسان في مرحلة البلوغ، إلا أن التجارب على الحيوانات المختبرية أثبتت تسبب الفاثاليت في إصابة الحيوانات بالعقم والأمراض السرطانية في المستقبل. كما يشك بتسبب هذه المادة الملينة للبلاستيك في أصابة الكبد والكليتين بأضرار وظيفية.
ويعتقد الأطباء أن سرعة ذوبان الفاثاليت في الماء تزداد بتأثير ضوء الشمس وحرارة الماء المكتسبة من الجو الحار وحرارة أجساد الأطفال. ومن الممكن أن تتسرب المادة أيضا خلال نفخ الحوض، أو البالونات، أو«الأجنحة المساعدة على الطفو» بالفم. وأكد غيرهارد تيم، من اتحاد حماية البيئة، أن الاتحاد الأوروبي حذر في العام الماضي من استخدام الفاثاليت في صناعة ألعاب الأطفال، وطالب الشركات بالبحث عن ملّين آخر للبلاستيك، غير ضار.
وقللت « ايكو ـ تيست» من حماس بعض المشجعين الألمان الذي لا يستطيعون مشاهدة المباريات بدون «حزام نجاة المونديال» المؤلف من الشال والفانيلة والصفارات والقبعات والباروكات التي تحمل العلم الألماني. وذكر خبراء المجلة أن بعض هذه المواد، المحتوية على الكثير من المواد الصناعية، ضارة بالصحة.