تدمير الجسور ومحطة الكهرباء الرئيسية في غزة يعيد الحياة إلى مظاهرها البدائية

TT

«مصائب قوم عند قوم فوائد»، هذا المثل ينطبق تماماً على فريد، 21 عاماً، صاحب عربة كارو يجرها حمار. يعتقد هذا الشاب أن بداية الاجتياح العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة ستضاعف دخله من هذه المهنة. ففريد يتوقع أن يقوم جيش الاحتلال بسد الشارع الساحلي الذي يربط مدينة غزة بوسط وجنوب قطاع غزة، الأمر الذي لن يكون معه مفر بالنسبة لعشرات الالاف من الفلسطينيين، بعد تدمير 3 جسور في شمال ووسط غزة، إلا سلوك شاطئ البحر مشياً على الأقدام في رحلتهم اليومية من وإلى المدينة، الأمر الذي يعني أنه سيكون بوسعه نقل النساء والاطفال والشيوخ، الذين لا يقدرون على المشي، بعربته. ويؤكد هذا الشاب الذي يقطن مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، أن مقدار ما يحصل عليه من دخل من نقل الناس يوازي ما يحصل عليه من عمل عادي خلال شهر على عربته داخل المخيم. وهذا يمثل عودة الفلسطينيين الى الحياة البدائية بفعل عمليات جيش الاحتلال. ولا تتوقف الاستعدادات للعودة لمظاهر الحياة البدائية عند ذلك فقط. فكثير من العائلات شرعت في جمع الحطب من كروم اللوز وبساتين البرتقال لاستخدامها في طهي الطعام في ظل انقطاع التيار الكربائي وفي ظل توقف تزويد القطاع بالغاز بعدما دمرت طائرات الاحتلال محطة الكهرباء الرئيسية في مدينة غزة. في نفس الوقت شرعت الكثير من العائلات في تخزين المواد الغذائية سيما القابلة للتخزين مثل البقوليات المجففة. وهذا يعكس شعورا لدى الجمهور الفلسطيني أن الحصار وعمليات جيش الاحتلال ستطول. وأدى انقطاع التيار الكهربائي الى توجه الكثير من اصحاب المصالح الى شراء المولدات الكهربائية، الأمر الذي ادى الى ارتفاع اسعارها بشكل كبير، في نفس الوقت ارتفعت اسعار الوقود بشكل خيالي بفعل الطلب المتزايد عليه، وفي ظل انقطاع امداداته. وتستعد الكثير من العائلات سيما التي تقطن في اطراف المدن وفي مخيمات اللاجئين للتوجه الى آبار المياه الارتوازية الموجودة في الريف للتزود بالمياه، بعد أن قامت اسرائيل باستهداف شبكة المياه في القصف الذي طال الجسر القريب من قرية المغراقة. الى جانب ذلك، تفكر العديد من الاسر التي تقطن مناطق التماس والقريبة من الخط الفاصل الذي يفصل اسرائيل عن القطاع في ترك منازلها والتوجه الى مناطق اخرى تحسباً من عمليات الاقتحام.