وجهات نظر متضاربة في إسرائيل إزاء استهداف البنى الاقتصادية للسلطة الفلسطينية

TT

تثير العمليات الحربية الاسرائيلية في قطاع غزة وما يرافقها من ضرب وتدمير للبنى التحتية للفلسطينيين، نقاشات داخلية في اسرائيل، وهناك من يؤيدها وهناك من يعارضها.

وفي حديثين أجرتهما «الشرق الأوسط» مع اثنين من أبرز الأكاديميين المؤثرين في بلورة الرأي العام الاسرائيلي، أكد كلاهما تأييد «الحرب على الارهاب بلا هوادة»، لكن الخلاف بينهما ان أحدهما يطلب التفريق بين السكان المدنيين العزل وبين المسلحين الفلسطينيين الذين يمارسون العنف، في ما رفض الثاني ذلك وقال ان الفلسطينيين يحمون الارهابيين ويجب أن يعرفوا ان ذلك يكلفهم ثمنا.

وقال البروفسور يجئال نئمان، المحاضر في السياسة الدولية في الجامعة المفتوحة، ان «اسرائيل تضرب البنى التحتية الفلسطينية حتى يشعر المواطن الفلسطيني أن قادته الذين انتخبهم للتو جلبوا له أضرارا جسيمة بسياستهم العدائية العمياء لاسرائيل». وردا على سؤال عن رأيه في مبدأ العقوبات الجماعية الذي يحكم رأيه هذا وكونه يصيب الناس الأبرياء ويؤدي الى قتل وانتشار أمراض ودمار الأساس الذي تقوم عليه دولة ويزرع اليأس وبالتالي يزيد من قوة دعاة الحرب والعنف ومنفذي العمليات التفجيرية اليائسة، قال: «هذا مؤسف ومؤلم بالنسبة لي كرجل علم، ولكن القيادة الفلسطينية تتحمل مسؤولية ذلك». وسألته «الشرق الاوسط» ان يقصد بالقيادة الفلسطينية أيضا الرئيس محمود عباس (أبومازن) فأجاب: «هذا رجل فرد لا يمثل الشعب الفلسطيني، فان القيادة الحقيقية لهذا الشعب تتمثل في «حماس» وفي المسلحين الذين يمارسون الارهاب».

وحول الهدف من ضرب البنى التحتية للاقتصاد مثل محطة الكهرباء والجسور كما فعلت قوات الاحتلال، خاصة أن غلاة المتطرفين من الفلسطينيين لا يفكرون في ضرب البنى التحتية الاسرائيلية، قال: «ربما معك حق في أن هذا الضرب هو سيف ذو حدين ولكن عملية خطف الجندي هو أيضا تجاوز للخطوط الحمراء وتستحق ردا قاسيا وموجعا». وقال ردا على سؤال ان كانت الضربة الموجعة للشعب الفلسطيني باكمله «لمن اختار ان تكون «حماس» قيادة له، فهذه حركة مخالفة لروح الانسانية ومن يختارها لقيادته عليه أن يدفع الثمن».

أما البروفسور دان بار أون، المحاضر في علم السلوكيات الاجتماعي وعلم النفس في جامعة النقب، فقال انه يشعر ببالغ القلق من العملية الحربية كلها ويشك في انها ستعود بالخير على شعبي هذه المنطقة. وقال: «أنا لست راضيا بالطبع ازاء خطف الجندي وأوافق على أن هذا الخطف فرض قوانين لعب مختلفة في هذه الحرب المأساوية للشعبين، إلا انني أتوقع أن يكون هناك طرف عاقل يلجم العسكريين الموتورين من الجانبين ويمنعهم من جر المنطقة الى تصعيدات حربية جنونية كهذه. فمن يستخدم ضرب البنى التحتية في جانب واحد عليه أن يتوقع ردا في الجانب الآخر بنفس الأسلوب، ومن يخطف جنديا عليه أن يتوقع ردا مماثلا، وهكذا. ويقلقني أكثر ان العالم لا يدرك خطورة ما يجري، بما في ذلك أولئك الذين سيدفعون غدا مساعدات للفلسطينيين، فالأوروبيون هم أكبر داعم مالي للفلسطينيين، فعند تدمير الكهرباء الفلسطينية أو خطوط الماء أو المجاري، سيضطر الأوروبيون الى تمويل اعادة ترميمها بدلا من أن يدفعوا المال لأغراض أخرى أهم، مثل التعليم والصحة والثقافة وغيرها».