خاطفو الأسير الإسرائيلي يمهلون إسرائيل حتى السادسة صباحا وأولمرت يرفض التفاوض لإطلاق السجناء

«إذا لم تلب مطالبنا، فإننا سنطوي ملف الجندي» من دون توضيح الكيفية

TT

رفضت إسرائيل رسميا المهلة التي حددتها التشكيلات العسكرية الثلاثة «كتائب شهداء القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، و«ألوية الناصر صلاح الدين» الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، و«جيش الاسلام»، قبل أن تغلق باب التفاوض بشأن الجندي الاسير غلعاد شليط في الساعة السادسة من صباح هذا اليوم.

في غضون ذلك، دعت الحكومة الفلسطينية الى عدم المساس بحياة الجندي. وأعلنت لجان المقاومة الشعبية، إحدى الفصائل التي شاركت في أسر الجندي شليط في عملية ضد قاعدة عسكرية قرب قطاع غزة في 25 يونيو (حزيران) الماضي، ان التفاوض بشأن الجندي متوقف بسبب تعنت إسرائيل ورفضها المطالب.

وأمهلت التشكيلات الثلاثة، إسرائيل، في بلاغ يحمل رقم 3، حتى الساعات السادسة من صباح هذا اليوم للموافقة على شروطها للإفراج عن الجندي شليط، وإلا فإنها لن تقبل بأي مفاوضات بعد هذا الوقت، وستقطع أخباره عن العالم.

وهذه المطالب، كما وردت في البلاغ العسكري رقم 2 الصادر عن التشكيلات الثلاثة:

أولا: الإفراج عن جميع الأسيرات والأطفال دون سن الـ 18، كبادرة إثبات جدية وحسن نوايا مقابل معلومات عن الجندي المفقود.

ثانيا: الإفراج عن ألف من الأسرى الفلسطينيين والعرب والمسلمين من أي جنسية كانوا شاملا ذلك بالدرجة الأولى:

ـ جميع قادة الفصائل الفلسطينية.

ـ جميع ذوي الأحكام العالية.

ـ جميع المرضى ذوي الحالات الطبية الصعبة والإنسانية.

وقال البلاغ: «أيام أعقبت «موقعة الوهم المتبدد» (العملية التي اختطف فيها شليط) لم يزدد فيها العدو المحتل إلا غروراً وإجراماً طال دماءنا الطاهرة وأرضنا ومؤسسات الشعب وقادته وحكومته وجميع نواحي حياته، من دون أن يرعوي ويعي الدرس تماماً ويكف عن انتفاخه... جهود مضنية لوساطات الخير، أبى العدو إلا أن يفشلها ويبخس نتائجها».

وأضاف: «المرة تلو المرة، يثبت كيان العدو أنه واقع تحت سطوة وتضليل قادته العسكريين والأمنيين الملطخة بدماء الشعب الفلسطيني ولاعتباراتهم الشخصية ومن دون أي اعتبار حقيقي للحد الأدنى من الاعتبارات الإنسانية ولا حتى لجنوده، ومن دون أن يقف أمام العبر والدروس من قضايا جنوده المفقودين والذين ما زال ولعشرات السنين يلهث لمجرد خبر عنهم لأنه أضاع عشرات الفرص المؤاتية في حينها». وأمام هذا «الموقف المتغطرس من العدو، ورهانه على طول صبرنا»، يقول البلاغ: «فإننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وألوية الناصر صلاح الدين، وجيش الإسلام، وعن يميننا كل فصائل المقاومة الفلسطينية المظفرة التي آثرت الخفض النسبي لنشاطاتها العسكرية الدفاعية ضد العدو خلال الأيام الماضية، وكذلك جميع جماهير شعبنا الفلسطيني وقواه السياسية والحزبية والرسمية التي ننظر لها بعين الاحترام والوفاء لموقفها الموحد، نعلن التالي:

«إننا نمهل العدو الصهيوني حتى الساعة السادسة من صباح يوم غد (اليوم) 8 جمادى الآخرة 1427هـ الموافق 04 (يوليو) تموز 2006، ما لم يستجب العدو لمطالبنا الإنسانية الواردة في بياننا السابق حول شروط التعامل مع ملف الجندي المفقود، وابتداء من تنفيذ البند الأول فيه، فإننا نعتبر الملف الحالي قد (طوي) بإصرار قيادة العدو واستكبارها، وحينها على العدو أن يتحمل كامل النتائج المستقبلية».

ورفض أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، ما تناقلته وسائل الاعلام عن تدارس إسرائيل لخيارات إطلاق سراح سجناء لم يثبت تورطهم بأي أعمال ضدها، حيث قال: «مطالبنا واضحة ومحددة ومعروفة لديهم ولن نقبل بإطلاق سراح الاسرى الاداريين لديهم مقابل تسليم الجندي المختطف». وأعلن أبو مجاهد، المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية، ان «المفاوضات متوقفة، وقد أوقفت جميع الوساطات بسبب عنجهية الاحتلال ورفضه لتحقيق مطالب فصائل المقاومة». وأضاف ابو مجاهد في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية «اذا لم ينفذ العدو الصهيوني على الاقل المطلب الاول المتمثل بإطلاق سراح الاسيرات والاسرى الاطفال دون الـ 18 من العمر حتى نهاية المهلة المقررة صباح غد (اليوم)، فسيطوى ملف الجندي المفقود».

وردا على ذلك، قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت «لن نجري مفاوضات لإطلاق سراح السجناء. ولن تخضع إسرائيل للابتزاز من قبل السلطة الفلسطينية ولا حكومة حماس اللتين تقودهما منظمات إرهابية إجرامية»، محملا السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن حياة الجندي وعودته سالما الى إسرائيل.

ورفض رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي، الجنرال دان حالوتس، مهلة الاربع والعشرين ساعة. وقال للصحافيين بعد أن التقى عائلة الجندي «لن نرضخ لأي ابتزاز، ولا لأي مهلة تحددها أي منظمة ارهابية، وفي هذا الوضع بالذات حماس».

إلى ذلك، دعت الحكومة الفلسطينية الى عدم المساس بحياته. وقال يوسف رزقة، وزير الاعلام لوكالة الصحافة الفرنسية «نكرر النداءات انه يجب ان يبقى الجندي (الاسرائيلي) حيا، وان تحسن معاملته وعدم المس به». وتابع «طوال الفترة ونحن في الحكومة نوجه نداءات لفصائل المقاومة (للخاطفين)». وأكد رزقة ان «بقاء الجندي الاسرائيلي على قيد الحياة في مصلحة الشعب الفلسطيني، وفي صالح الحلول الدبلوماسية والسياسية للأزمة».