الشيخ خليفة بن زايد والمالكي يبحثان الأوضاع في العراق وجهود المصالحة

طالباني: مبادرة المصالحة الوطنية تلقى تجاوبا كبيرا

TT

اجتمع الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة امس مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي وصل الى ابوظبي في اطار الجولة الخليجية الحالية التي زار خلالها ايضا المملكة العربية السعودية.

وحضر الاجتماع الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة بدولة الامارات والشيخ حمدان بن زايد ال نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وقالت المصادر الاماراتية ان البحث تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها في مختلف المجالات اضافة الى استعراض اخر التطورات والمستجدات في العراق والمساعي التي تبذلها الحكومة العراقية للوصول الى وفاق وطني.

واضافت المصادر ان رئيس دولة الامارات اكد خلال الاجتماع حرص بلاده على تقديم الدعم اللازم للشعب العراقي للوقوف الى جانبه في محنته التي يمر بها ومساعدته على العودة الى اطار المنظومة الدولية بأسرع وقت ممكن. وابدى الشيخ خليفة قلق دولة الامارات ازاء ما يجري من احداث في العراق ودعا المجتمع الدولي الى المشاركة بفعالية في تحقيق الأمن والسلام في ربوع العراق بما يضمن لشعبه الاستقرار والمضي في عملية البناء والتنمية.

كما دعا كافة الاطياف والتيارات والمذاهب العراقية الى الاحتكام للغة العقل وتفضيل مصلحة الوطن على اية نزاعات او احقاد من شأنها ان تشتت وتغذي الفرقة بين افراد الشعب العراقي الواحد.

وقالت المصادر ان المالكي عرض على الشيخ خليفة مشروع المصالحة الوطنية الذي تعده الحكومة العراقية في محاولة تستهدف مشاركة مختلف الطوائف والقوى في العملية السياسية. وقالت مصادر مطلعة إن رئيس الوزراء العراقي «طلب دعما عربيا لمبادرة المصالحة التي عرضها وذلك بهدف عزل القوى المناهضة لفكرة المصالحة والانضواء تحت لواء العملية السياسية». وأوضحت هذه المصادر ان التعنت الذي تبديه بعض القوى السياسية العراقية تجاه فكرة المصالحة يرجع في بعض الاحيان الى احتضان بعض الدول العربية لرموز تلك القوى الامر الذي يشجعها على رفع سقف شروطها من اجل الوصول الى قواسم مشتركة تضمن اخراج العراق من دوامة العنف الحالية. وقالت المصادر ان المالكي «لا يطلب في جولته الحالية وساطة عربية لدفع جهود المصالحة بل ابداء دعم اكبر لجهود الحكومة العراقية على اعتبار انها ليست طرفا في معادلة المصالحة بل الاطار الشرعي المنتخب الذي يجب ان يكون مظلة لأي مصالحة وطنية عراقية». واضافت هذه المصادر «ان اي وساطة عربية مع القوى السياسية العراقية الرافضة لفكرة المصالحة من شأنها توجيه رسالة خاطئة مفادها ان الدول العربية تؤيد موقف هذه القوى».

الى ذلك اكد الرئيس العراقي جلال طالباني ان مبادرة المصالحة الوطنية التي أعلن عنها المالكي أخيرا، تلقى تجاوبا كبيرا من قبل العديد من الجماعات المسلحة الراغبة بالدخول في العملية السياسية التي يشهدها البلد. وقال طالباني في مؤتمر صحافي مشترك عقده امس مع وفد برلماني اميركي برئاسة النائب الجمهوري جون بوهينر، في مقر رئاسة الجمهورية ببغداد، وبحضور السفير الأميركي زلماي خليلزاد، «لقد استقبلت قبل يومين العشرات من المنظمات الديمقراطية والقوميين والناصريين وكلهم يؤيدون المبادرة، وحتى من بين المسلحين لم اسمع من يرفض المبادرة إلا الصداميين وجماعة القاعدة». وأضاف الرئيس العراقي «شرحنا للوفد الاميركي أبعاد اتصالاتنا مع بعض القوى المسلحة وأوضحنا المراحل التي تحققت نتيجة هذه الاتصالات، كما تباحثنا مع وفد مجلس النواب الأميركي حول مواضيع المصالحة الوطنية والإرهاب، إلى جانب جولة رئيس الوزراء نوري المالكي الحالية لعدد من البلدان الخليجية التي تشمل السعودية والإمارات والكويت». وردا على سؤال حول تعالي الأصوات المطالبة برحيل القوات متعددة الجنسيات من العراق، قال طالباني «لم اسمع أي جهة تدعو إلى رحيل فوري لهذه القوات وإنما هناك من يطالب بجدولة الانسحاب»، مضيفا «على سبيل المثال حتى الصدريين لا يريدون الانسحاب الفوري لكن يريدون جدولة هذا الانسحاب، وان هناك فرقا بين الانسحاب وجدولة الانسحاب»، مؤكدا ان «الانسحاب الفوري للأميركيين من العراق سيؤدي إلى كارثة كبيرة». من جانبه اكد رئيس وفد مجلس النواب الأميركي جون بوهينر دعم بلاده المستمر للشعب العراقي ليكون قادرا على ترسيخ النظام الديمقراطي الحر في البلاد، مطالبا الشعب العراقي التحلي بالصبر للوصول إلى ما يصبو إليه من أمن واستقرار.

وأشاد النائب الأميركي بالزيارة التي يقوم بها حاليا المالكي لعدد من دول الجوار واعتبرها خطوة ايجابية، مضيفا «ليس هناك بلد وحيد في العالم، كما لا توجد جزيرة وحيدة في العالم، فالعلاقات مع بلدان الجوار ستدفع بالعملية الديمقراطية في العراق إلى الأمام».