تقرير : فتاة عراقية اغتصبت ثم قتلت مع أسرتها كانت تشكو مضايقة جنود أميركيين لها

عبير حمزة محور تحقيق حول فضيحة في المحمودية جنوب بغداد

TT

بغداد ـ رويترز : شكت فتاة، قضيتها محور تحقيق يجريه الجيش الاميركي في العراق لا يتعدى عمرها 15 عاما، من مضايقة الجنود لها قبل أن تقتل مع اسرتها في مارس (اذار) الماضي.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» امس اسم الفتاة نقلا عن رئيس بلدية المحمودية قرب بغداد ومسؤولا لم تذكر اسمه في مستشفى المحمودية وجيران الضحايا المزعومين الى جانب اسم والديها وشقيقتها التي كانت تبلغ سبع سنوات في منزلهم في 11 مارس. ولم تؤكد الصحيفة أن الاميركيين هم الذين قتلوا الفتاة التي تدعى عبير قاسم حمزة ولكن السكان المحليين الذين استشهدت الصحيفة بأقوالهم يعتقدون فيما يبدو أن تلك الاسرة التي قتل أفرادها هي نفس الاسرة التي يجرى تحقيق أميركي بشأنها.

وقال مسؤول عسكري أميركي في بغداد لوكالة رويترز ان تفاصيل الحادث الذي وصفوه يتناقض مع الوثائق الأميركية في التحقيق الذي أجري منذ عشرة أيام مع ثلاثة جنود على الاقل. وأضاف أن المسؤولين الاميركيين يقولون ان عمر ضحية الاغتصاب 20 عاما. ولكنه أضاف أنه لا يعلم وقوع أي حادث اخر مشابه في نفس المنطقة. ولم يعلن الجيش الاميركي عن تفاصيل تذكر حول هذا الحادث. ويقول مسؤولون ان ثلاثة جنود على الاقل رهن التحقيق بسبب الاغتصاب المزعوم للفتاة وقتل والديها وشقيقتها الطفلة في منزلهم بالمحمودية يوم 12 مارس.

وذكر مسؤولون أن اثنين يشتبه في ارتكابهما جريمة الاغتصاب كما أن أحدهما الذي تم تسريحه من الجيش من ذلك الحين يشتبه في ارتكابه أيضا جريمة القتل.

ونقلت «واشنطن بوست» عن عمر الجنابي الذي قال انه من جيران الاسرة قوله ان والدة عبير أبلغته في العاشر من مارس بأن الفتاة شكت مرارا من أن جنودا أميركيين في نقطة تفتيش مجاورة يضايقونها. وأضاف الجنابي للصحيفة أنه كان من ضمن أول من وصل الى منزل الاسرة بعد الهجوم. وقال إنه وجد عبير قتيلة في ركن بالمنزل وقد احترق شعرها ووسادة بالقرب منها كما كان رداؤها مرفوعا حتى رقبتها.

وقالت الصحيفة ان شهادات الوفاة التي أصدرها مستشفى المحمودية أفادت بان الضحايا هم عبير قاسم حمزة، 15 عاما، التي قتلت برصاصة في رأسها وحرقا، ووالدتها فخرية طه محسن، 34 عاما، التي قتلت بطلقات في رأسها، والوالد قاسم حمزة رحيم، 45 عاما، الذي «تهشم» رأسه بالرصاص، وهديل قاسم حمزة، 7 سنوات.

وبدأ التحقيق بعد أن تقدم جنديان من الفوج 502 مشاة في الشهر الماضي للابلاغ عن زملاء لهما. وقال ضباط أميركيون ان الجيش سجل هذه الجريمة في وقت سابق على أنها من صنع المسلحين الذين يقاتلون في العراق. وقدم سكان محليون ومسؤولون بالمنطقة وهي من أكثر المناطق خطورة وعنفا في العراق أقوالا متضاربة بشأن حوادث خاصة بجنود أميركيين.

وبعد مضي عامين من تفجر فضيحة اساءة معاملة السجناء في سجن أبو غريب وبعد سلسلة من اتهامات القتل التي وجهت لجنود أميركيين واتهامات بقتل 24 شخصا في مدينة حديثة بغرب العراق فان هذا الاتهام بالاغتصاب من الممكن أن يثير غضبا عارما في العراق. وقالت هيئة علماء المسلمين التي تناهض الاحتلال الأميركي منذ فترة طويلة اول من أمس (الاحد) ان قضية المحمودية «كشفت الوجه الحقيقي القبيح» للولايات المتحدة.

ويقول المسؤولون انه في الشهور الاخيرة اتخذ القادة العسكريون اجراءات مشددة ضد الجنود المارقين في محاولة لكسب ثقة العراقيين وثقة الحكومة الجديدة بعد ثلاث سنوات من مشاعر الاستياء المتزايدة التي يقول ضباط أميركيون انها قد تؤجج العمليات المسلحة.