موسكو: «قمة دينية عالمية» في إطار التحضير لقمة «الثماني»

TT

في اطار الاستعدادات الروسية لاستضافة قمة دول «مجموعة الثماني» في سان بطرسبورغ في منتصف يوليو (تموز) الجاري، بدأت في موسكو أمس اعمال «القمة العالمية لزعماء الطوائف الدينية» بمشاركة نحو 150 من كبار رموز الاديان السماوية الثلاثة والبوذية والهندوسية من اربعين دولة، وتعقد هذه القمة الدينية العالمية بدعوة من «مجلس الاديان وبطريركية الكنيسة الارثوذكسية».

وقالت مصادر روسية ان المؤتمر سيناقش خلال ايام انعقاده الثلاثة مختلف القضايا المقرر ان يبحثها زعماء دول «مجموعة الثماني»، لكن من منظور ديني مثل مشاكل التعليم واخطار الامراض المعدية والارهاب. واشارت مصادر مطلعة الى ان اللقاء يتناول ايضا الجانب الاخلاقي والمعنوي لرأس المال بما يعني التطرق الى قضايا الفساد واستغلال الآخرين وغير ذلك من الظواهر السلبية المواكبة لتراكم رأس المال. وقال المطران كيريل رئيس دائرة العلاقات الخارجية في البطريركية الارثوذكسية في موسكو: «لن تكون قمة لاهوتية»، وقد سعى بذلك الى تبديد ارتياب بعض الاوساط الارثوذكسية المحافظة التي تتوجس من «محاولة لتوحيد جميع الاديان». واضاف المتروبوليت كيريل في تصريح صحافي، ان القمة التي ستتمحور حول «اهتمامات الانسان المعاصر»، وستكون مختلفة عن الخطاب الذي ساد بعد 11 سبتمبر (ايلول) 2001، عندما كان الزاميا القول انه لا علاقة للارهاب بالدين. لكنه اشار الى ان الارهابيين انفسهم يقولون ذلك موضحين ان «حوافز دينية تقف وراء ما يقومون به»، ملاحظا انها انعكاس لبروز «العامل الديني» في العالم.

ورفضت اللجنة المنظمة دعوة الدالاي لاما زعيم الطائفة البوذية للمشاركة في لقاء موسكو تحسبا لخلافاته مع الصين وحرصا على علاقاتها الطيبة مع بكين. ورفضت اللجنة ايضا توجيه الدعوة الى ممثلي الطوائف الدينية في العراق، حسب بيان المطران كيريل، بسبب تصاعد العنف والتوتر في العراق ومقتل الدبلوماسيين الروس الذين سبق أن اختطفتهم جماعات ارهابية هناك. ومن المقرر ان يشارك ممثلو قمة موسكو الدينية اليوم في افتتاح معرض «حوار الحضارات» الذي تقيمه المنظمات الاسلامية والمسيحية واليهودية تحت شعار «بالايمان والحب والامل ندخل الالفية الثالثة». وقالت مصادر الادارة الدينية لمسلمي روسيا ان المسلمين سيخصصون احد ايام المؤتمر الثلاثة لـ«المعرض الاسلامي» الذي يشارك فيه عدد من دور النشر الاسلامية وتقدم من خلاله المأكولات المصنوعة على الطريقة الاسلامية، الى جانب اقامة عروض الازياء الاسلامية وتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع «الترجبة الايجابية للحوار بين الاديان» بمشاركة العديد من الشخصيات الدينية والثقافية والاجتماعية. وكشفت مصادر «مجلس المفتين في روسيا» عن ان المعرض يستهدف ايضا اطلاع ضيوف موسكو على النموذج الذي تقدمه روسيا في مجال التعاون والتعايش السلمي بين ممثلي مختلف الاديان، فضلا عن استمرار اعمال المعرض الى ما بعد فترة انتهاء قمة «مجموعة الثماني» لزعماء الطوائف الدينية حتى الحادي عشر من يوليو الجاري.