طريقة بريطانية ثورية لتطوير يد «بيونية»

بعد محاكاة علمية لعملية نمو قرن الغزال عبر جلده

TT

في عملية، وصفت بأنها طريقة ثورية، لصنع يد بيونية (بيولوجية ـ الكترونية)، طور علماء بريطانيون تقنيات جديدة تتيح التحام الأطراف الصناعية مباشرة بالهيكل العظمي للانسان، الأمر الذي يسهل كثيرا حركتها. وفي اختراق مشهود، نجح فريق من باحثي مركز الهندسة الطبية البيولوجية، بجامعة «يونيفرسيتي كوليدج» في لندن، في ربط اصبع صناعي مع قضيب يزرع في العظم، ويخرج عبر الجلد بشكل يؤمن الالتحام به من دون أن يؤدي ذلك الى حدوث عدوى ميكروبية في الجلد أو الجسم.

وقالت الدكتورة كاثرين بندغراس التي نالت شهادة الدكتوراه لبحثها هذا في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط»، انها درست مع البروفسور غوردن بلان، المشرف على البحث، الطريقة التي ينمو فيها قرن الغزال وشعابه عبر الجلد من دون حدوث أي عدوى. ثم قامت بتصميم نظام يحاكي نظام الغزال يمكن زرعه داخل الجسم يلتحم تماما بالجلد.

واعتمدت الطريقة على زرع قضيب معدني من مادة التيتانيوم في العظم. ويمر هذا القضيب عبر الجلد، وتتصل به الأطراف الصناعية، الأمر الذي يتيح ارتباطها بحركة عظم الانسان مباشرة. وأتاحت إضافة بعض المواد الكيميائية تكوين عدد من الشبيكات التي ساعدت في تأمين التلاحم الناجح بين القضيب المعدني والجلد.

وأضافت الدكتورة بندغراس، ان الاختبارات أجريت بنجاح على أشخاص قطعت أصابعهم ووضعت لهم أصابع صناعية، كما أجريت على امرأة زرع لها قضيب في الجمجمة لتثبيت عين صناعية لها لأغراض التجميل.

وقالت الباحثة، ان هذه الطريقة تمهد لتطوير أياد أو أرجل «بيونية» تخضع لـ«تحكم الوعي والإدراك» فيها، على حد وصفها، أي لتحكم الجهاز العصبي المركزي للانسان بحركتها. وأضافت ان الاختبارات السريرية التي أجريت على عدد من الاشخاص قطعت اصابعهم، داخل مستشفى في بريطانيا، كانت مشجعة جدا. ويتوقع أن توظف التقنية في غضون عامين للأشخاص الذين تعرض ابهامهم أو أحد اصابعهم للقطع. أما المرحلة التالية فستشهد اختبارات على التقنية لتوصيل الأطراف الصناعية العليا والسفلى.