مبارك وعبد الله الثاني يحذران من «مغامرات لا تخدم المصالح العربية»

قمة مصريةـ أردنية في القاهرة تؤكد دعمها للحكومة اللبنانية.. ومشروع البيان الوزاري العربي يطالب بوقف كل العمليات العسكرية

TT

حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك أمس الجمعة من خطورة «انزلاق المنطقة الى مغامرات لا تخدم المصالح العربية» وتقوض فرص السلام وتفتح الباب أمام دائرة جديدة من العنف والتوتر لا يعرف أحد مداها، مؤكدين دعمهما الحكومة اللبنانية «لبسط سلطتها على كامل التراب اللبناني».

وجاء ذلك عشية الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المقرر عقده اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث شهدت القاهرة قمة مفاجئة بين الرئيس المصري والعاهل الاردني للبحث في التصعيد بين إسرائيل وحزب الله. وفيما تلقى مبارك اتصالا هاتفيا من نظيره الأميركي جورج بوش حول الموضوع نفسه، اتصل الملك عبدالله الثاني هاتفياً بكل من بوش وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح للبحث في الامر نفسه.

وندد الزعيمان في بيان مشترك صدر في ختام القمة المصرية الأردنية أمس بالعمليات العسكرية الواسعة للقوات الإسرائيلية في لبنان والأراضي الفلسطينية وطالبا بالتوقف الفوري عن التعرض للمدنيين واستهداف المنشآت والمرافق الحيوية والبنية الأساسية اللبنانية والفلسطينية، مشيرين إلى تناقض ذلك وقواعد الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي الإنساني، كما اكدا ضرورة التوصل إلى تسوية للموقف الخطر الراهن على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية بما يتيح إطلاق الأسرى كوسيلة لإنهاء الوضع المتدهور الراهن. واكد الزعيمان ضرورة التزام جميع الأطراف الإقليمية بأقصى قدر من ضبط النفس والمسؤولية وعدم القيام بأعمال تصعيدية غير مسؤولة تستهدف جر المنطقة إلى أوضاع خطيرة وتورطها في مواجهات غير محسوبة تتحمل تبعاتها دول المنطقة وشعوبها، مؤكدين أهمية الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط والحيلولة دون تفاقم الوضع بصورة يصعب تداركها. ونوها بمعارضة المجتمع الدولي للعمليات العسكرية والتصعيد الجاري داعين لتغليب لغة الحوار بدلا من لغة القوة التي لن تؤدي إلا لمزيد من العنف وردود الفعل المتبادلة.

وحذر الزعيمان من انجراف المنطقة إلى مغامرات لا تخدم المصالح والقضايا العربية، وعبرا عن دعمهما الكامل للحكومة اللبنانية في جهودها للحفاظ على مصالح لبنان وصون استقلاله وسيادته وبسط سلطتها على كامل التراب اللبناني، كما أكدا دعمهما للسلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس.

إلى ذلك، أعرب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن قلقه من التطورات الأخيرة في لبنان، ودعا الى وقف التصعيد العسكري والاحتكام الى صوت المنطق واعتماد الحوار والطرق الدبلوماسية لحل الأزمة.

وأكد في بيان بثته «وكالة الأنباء البحرينية» (بنا) وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، أن «البحرين تقف ضد كل ما من شأنه تعريض لبنان وسيادته الى مخاطر غير محسوبة». ودعا «الأطراف الدولية المؤثرة الى ممارسة نفوذها من اجل وقف العمليات العسكرية فوراً والعودة السريعة لطاولة المفاوضات وإحياء مبادرة السلام العربية ليعم السلام الحقيقي المنطقة».

وشدد الملك حمد بن عيسى على «أن موقف البحرين ثابت في إدانة استخدام القوة واستهداف المدنيين العزل وما ينتج عنه من خسائر بشرية وتدمير للمؤسسات والمنشآت المدنية».

على صعيد متصل تلقى الرئيس مبارك اتصالا هاتفيا أمس من الرئيس جورج بوش تطرق إلى سبل احتواء الوضع المتفجر على الساحة اللبنانية والتصعيد على الساحة الفلسطينية. وفي الاطار نفسه، تابع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في اتصالين هاتفيين أمس مع الرئيس بوش وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح تطورات الأوضاع في لبنان وقطاع غزة.

وقال الديوان الملكي الاردني ان الملك عبد الله الثاني أكد خلال اتصاله مع بوش أهمية العمل على الوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان والأراضي الفلسطينية والعودة للحوار والطرق الدبلوماسية سبيلا وحيدا لحل الخلافات. واضاف الديوان الملكي في بيان صحافي ان الملك عبد الله الثاني تبادل في اتصال مع أمير الكويت وجهات النظر حول الجهود والمساعي المبذولة عربيا ودوليا لإنهاء الوضع المتدهور في منطقة الشرق الأوسط.

وعلى صعيد الاجتماع الوزاري العربي المقرر اليوم في القاهرة، قالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ«الشرق الأوسط» إن وزراء الخارجية العرب سيبحثون العديد من البدائل للتعامل مع الوضع الراهن والعمل على تطويق النيران المشتعلة والحيلولة دون انحدار الموقف نحو حرب شاملة، مشيرة إلى أن الوزراء العرب سيدينون حرب التدمير الشاملة التي تشنها إسرائيل على لبنان والفلسطينيين واستهدافها للمرافق والبنية التحتية، فيما أشارت أيضا إلى تحركات متعددة باتجاه الجمعية العامة لعقد دورة استثنائية تحت بند الاتحاد من أجل السلام بعد فشل مجلس الأمن في النهوض بدوره ومسؤولياته عن حفظ الأمن والسلم الدوليين. وتتضمن التحركات العربية، من خلال مشروع بيان أعد لهذا الغرض سيناقشه الوزراء، العمل على سرعة وقف متبادل لكل العمليات العسكرية ودعوة كل الأطراف لتحمل مسؤوليتها والتنبيه إلى خطورة جر المنطقة إلى عواقب ستضر بمصلحة الجميع من دون استثناء.

كما سيناقش الوزراء اقتراحا يمنيا بعقد قمة عربية استثنائية، فيما استبعدت بعض المصادر أن يلقى قبولا أو توافقا عاما خاصة أن الاقتراح تضمن ثمانية موضوعات لجدول أعمال القمة رأت المصادر أن الوقت لا يتسع لها الآن من بينها مناقشة الأوضاع في العراق والسودان والصومال، لكنها لم تستبعد أن تدفع أطراف عدة بقوة وراء عقدها من بينها الأمانة العامة للجامعة لأهميتها وضرورتها في ظل بروز خلافات وتباينات في وجهات النظر حيال المسؤولية عن انفجار الأوضاع خاصة على الجانب اللبناني.

وقال محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إن وزراء الخارجية العرب سيؤكدون في اجتماعهم الطارئ ضرورة دعم لبنان وفلسطين في مجلس الأمن لإدانة العدوان الإسرائيلي وكيفية معالجة آثاره ماديا على الشعب المحاصر بقطاع غزة والضفة الغربية ومعالجة الوضع الكارثي الذي سببته إسرائيل بجنوب لبنان، موضحا أن هذا الاجتماع يأتي من أجل الوصول إلى موقف عربي موحد في إطار تمسك الجامعة بقرارات القمم العربية الداعمة للسلطة الفلسطينية ولسورية ولبنان في وجه التهديدات والاعتداءات المتصاعدة من قبل القوات الإسرائيلية لها داعيا إلى تعزيز الموقف العربي في ظل العدوان الإسرائيلي والموقف الخطير في فلسطين ولبنان.