دارفور: مقتل 70 في قتال قبلي.. و72 في معارك بين الحركات المسلحة

قلق أفريقي من التصعيد على مختلف الجبهات غرب السودان

TT

في تصعيد جديد الأوضاع المتفجرة في اقليم دارفور، ارتفعت حصيلة ضحايا معارك عنيفة تدور بين قبيلتين كبيرتين في الاقليم هما «الرزيقات» و«الهبانية» امس الى 70 قتيلا و63 جريحا من الطرفين. كما استمرت المعارك بين الحركات المسلحة مع بعضها في شمال دارفور. واعلن عن مقتل 72 من عناصر المليشيات واسر67 آخرين من قوات احدى الفصائل.

وقال معتمد محلية الضعين (معقل قبيلة الرزيقات) العميد متقاعد طلحة موسي مادبو ان الصراع المسلح بين قبيلتي الرزيقات، كبرى القبائل العربية في دارفور والهبانية، وهي عربية ايضا بلغ مرحلة حرجة للغاية.

واضاف ان المعارك تدور في منطقتي «ام لبناية» و«الجرة» الواقعتين في محليتي برام والضعين. ومضى في تصريحات ان 27 من الرزيقات لقوا مصرعهم وجرح 13، كما لقي 11 من الهبانية حتفهم وجرح 27، وقال ان قوات الأمن تحركت لتدارك الموقف. فيما اعتبر صلاح علي الغالي ناظر قبيلة «الهبانية» تجدد القتال امتدادا طبيعيا لأعمال عنف بين القبيلتين وقعت في مايو (أيار) الماضي وادت الى 70 قتيلا.

وعلى صعيد المعارك التي تدور منذ اسابيع بين الحركات المسلحة الرافضة لاتفاق ابوجا لسلام دارفور وحركة تحرير السودان بزعامة منى اركو مناوى الموقعة على الاتفاق المثير للجدل، قال اب وبكر حامد احد قيادات الحركات المناوئة للاتفاق ان المعارك مستمرة حتى الآن حول «بير مزة» شمال دارفور، واضاف ان المعارك اسفرت عن مقتل 72 جنديا وجرح 67 آخرين من قوات مناوي.

وقال احمد عبد الله جمجم المستشار الاعلامى لحركة العدل والمساواة ان قوات «جبهة الخلاص الوطنى» وهي جبهة مناوئة لاتفاق ابوجا تشكلت اخيرا، كبدت قوات مناوي خسائر فادحة في مناطق «دونكي حوش» غرب مدينة كتم، فيما قال عز الدين يوسف احد القيادات العسكرية لجبهة الخلاص ان المعارك تدور الآن بين قواتهم وقوات مناوي غرب مدينة الفاشر، كبرى مدن اقليم دارفور وغرب كتم. وشدد على ان معارك الجبهة ستستمر مع قوات مناوي والقوات الحكومية. غير ان محجوب حسين، الناطق باسم حركة تحرير السودان، فصيل مناوي قال ان المعلومات المتداولة حول المعارك بين فصيله والجبهة غير صحيحة ويدحضها الواقع في الميدان. واضاف ان حركته تسيطر على كل المواقع الواقعة تحت نفوذها، وتوعد بأن جبهته سترد على كل جهة تستهدف المدنيين في دارفور.

وأبدى الاتحاد الافريقي عن قلقه ازاء تدهور الاوضاع في شمال دارفور حول «بير مزة» وكورما وغيرها من القرى، وقال قانا كنجيبي الممثل الخاص للاتحاد الافريقي في السودان في تصريحات صحافية ان التصعيد العسكري حول هذه المناطق ادى الى قتل وتشريد المدنيين. واضاف ان «الاعتداءات شملت قوات الاتحاد الافريقي في الاقليم التي تحرس اتفاق هشا لوقف اطلاق النار». وهدد باتخاذ اجراءات صارمة ضد «من يسعون لاجهاض اتفاق ابوجا».

وقبل يومين من استئناف الجولة الثانية لمفاوضات شرق السودان في اسمرة الاريترية بين الحكومة والفصائل المسلحة في الشرق (بعد غد الاثنين)، انهى مؤتمر تشاوري حول قضايا الشرق، قاطعته المعارضة السودانية، اعماله في الخرطوم، واصدر توصيات سلمت للرئيس البشير اعتبرتها المعارضة مسبقا بأنها حكومية.

وقال إن تحقيق السلام في ربوع البلاد سيمنع التدخلات في شؤوننا الداخلية ويسهم في أحداث التنمية والاستقرار وتحقيق الأمن الغذائي. واضاف «نريد الانتهاء من مشكلة الشرق لحفظ دماء أبناء السودان والحفاظ على امكانات البلاد لتحقيق التنمية المنشودة والمستدامة».

من ناحية اخرى، هددت الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم جنوب السودان بشن حرب ضروس على فصائل جنوبية مسلحة في حال عدم تحديد مصيرها بين الانضمام لها او الى القوات الحكمية حسب اتفاق السلام الموقع بين الطرفين العام الماضي والذي انهى حرب الجنوب الطويلة.

وقال تيلارا رنق وزير الدولة برئاسة الجمهورية (حركة شعبية) ان القيادة العسكرية للحركة برئاسة الفريق سلفا كير النائب الاول للرئيس السوداني قررت بأن المليشيات المسلحة امام خيارات لا بد ان تختار منها وإلا ستواجه الحرب باعتبارها معوقة لاتفاق السلام.

ويتوقع ان تبدأ اليوم في عاصمة الجنوب مدينة جوبا مفاوضات طال انتظارها بين الحكومة الأوغندية ومتمردي «جيش الرب» للمقاومة بقيادة القس جوزيف كوني الذي وصل وفده امس الى مقر التفاوض.

ووجه نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار الدعوة الى رؤساء القنصليات الاجنبية الموجودين في الجنوب، اضافة الى الزعيم الروحي لقبيلة الاشولي روات أشان، الذي وصل بالفعل امس الى جوبا.

وقال مشار إن كافة الترتيبات اكتملت لبداية المفاوضات، قائلاً ان وفد «جيش الرب» الذي وصل الى جوبا، يضم نفس المجموعة التي كانت موجودة بدعوة من جوبا الشهر الماضي، معتبرا ان مسألة رفض كوني ونائبه حضور المفاوضات مسألة ثانوية ولن تؤثر في نتائج الجولة.

وقال مشار انه ابلغ الحكومة الأوغندية بنتائج مشاوراته مع نائب كوني، لكنه رفض الخوض في تفاصيل هذه المشاورات.

من ناحيته، قال الزعيم الروحي للأشولي، التي ينتمي اليها مقاتلو «جيش الرب» روات اشان فور وصوله الى جوبا، انه يحمل رسالة للمفاوضين؛ مضمونها ان امل شعب الاشولي هو السلام. واضاف «نحن هنا حتى يغفر لنا الآخرون، ويأمل الاشولي في اعطاء المفاوضات فرصة كي يتحقق السلام».