مجلس الأمن يتجاهل طلب لبنان بإصدار قرار ويؤيد بعثة الأمم المتحدة إلى المنطقة

TT

انتهت الجلسة الطارئة لمجلس الأمن التي دعت إلى عقدها الحكومة اللبنانية بإصدار بيان أدلى به للصحافة رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر سفير فرنسا جان مارك دي سابليير رحب فيه المجلس بقرار الأمين العام كوفي انان بإيفاد بعثة رفيعة المستوى إلى الشرق الأوسط. ودعا المجلس في بيانه الذي تم إعداده في جلسة مغلقة للمشاورات جميع الدول والأطراف إلى تقديم تعاونها الكامل إلى البعثة، وأعرب مجلس الأمن عن تطلعه إلى تسلم تقرير من الأمين العام في أقرب وقت ممكن عن مهمة البعثة.

وفي البيان الذي أدلى به السفير اللبناني نهاد محمود أمام مجلس الأمن دعا فيه أعضاء المجلس إلى اتخاذ قرار صريح وواضح يقضي بوقف فوري وشامل لإطلاق النار وفك الحصار البحري والبري والجوي ووضع حد للعدوان الإسرائيلي، وطالب المجلس بالعمل فورا لمعالجة الأزمة الراهنة التي حصلت على الخط الأزرق وأسبابها وتداعياتها. ولوحظ أن السفير اللبناني لم يشر في بيانه إلى العملية التي قام بها مقاتلو حزب الله باختطاف الجنديين الإسرائيليين واكتفى بالتنديد بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، وقال «لست بحاجة لأشرح لكم من هو الضحية والمعتدي، ذلك ما تقوم به إسرائيل هو عمل عدواني وتخريبي يهدف إلى تركيع لبنان وتقويضه بشتى السبل». وأكد نهاد محمود نيات إسرائيل التصعيدية بتجاهلها للنداءات التي أطلقتها الحكومة اللبنانية بشأن استعدادها الكامل للتفاوض عبر الأمم المتحدة وأطراف أخرى لمعالجة ما جرى من أحداث وما آلت إليه والأسباب إلى ذلك. وتجاهل السفير الأميركي جون بولتون بيانه الإشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان وحمل سورية وإيران مسؤولية ما يجري الآن في لبنان وفي قطاع غزة، واتهم بولتون سورية وإيران بتحريض مقاتلي حزب الله للقيام باختطاف الجنديين الإسرائيليين عبر الخط الأزرق. وأشار بولتون إلى رغبة المجتمع الدولي في أن تبسط الحكومة اللبنانية نفوذها على جميع أراضيها. وخص بالذكر قرار مجلس الأمن 1559 الذي يطالب بنزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وعلى رأسها ميليشيات حزب الله، وقال «إنه لا ينبغي أن تقوض تطلعات الشعب اللبناني تصرفات حزب الله غير المسؤولة».

وأضاف السفير الأميركي «من الضروري إلقاء المسؤولية لهذه التطورات على حكومتي سورية وإيران لدعمهما لحزب الله وحركة حماس» وطالب البلدين بوقف هذا الدعم وذكر أن الولايات المتحدة تنخرط حاليا مع أطراف أساسية وقادة معنيين آخرين للمساعدة في تهدئة الوضع وإلى التوصل لحل لهذه المشكلة، وأشار إلى وجود مسؤولين أميركيين في القدس لهذا الغرض. وحذر سفير بريطانيا أمير جونز باري من تصعيد الأزمة وتأثيرها على أمن المنطقة، وشدد على منح الأولوية للعمل على تهدئة الوضع وحث جميع الأطراف على العمل لمعالجة الأزمة الراهنة. وطالب السفير البريطاني بإطلاق سراح الجنديين المختطفين لدى حزب الله وبوقف هجمات الحزب على المواطنين الإسرائيليين، مؤكدا في الوقت ذاته حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها، وقال «لكن عليها أن تمارس ذلك بدون اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية المفرطة».

وأدان السفير الفرنسي جان مارك دي سابليير العدوان الإسرائيلي على لبنان وطالب في الوقت ذاته بالإفراج عن الجنديين الإسرائيليين، وأفاد السفير قائلا «إنه من حق إسرائيل الدفاع عن مواطنيها ولكن فرنسا تشجب الأسلوب الذي اتخذته في ممارسة هذا الحق والذي عرض للخطر الخطوات التي أنجزتها الحكومة اللبنانية خلال العام نحو الديمقراطية والاستقلال الوطني».

وندد بالحصارات التي فرضتها إسرائيل على لبنان، وحذر السفير الفرنسي من خطورة أخذ الشعب اللبناني كرهينة وطالب بضرورة إصلاح كل ما دمرته إسرائيل، وأكد أن هذه الأزمة لا يمكن أن تحل عسكريا، وقال «إنه قد ثبت أن الصراع العربي ـ الإسرائيلي لا يمكن حله بالوسائل العسكرية».

وتحدث دان جيلرمان السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة الى اعضاء مجلس الأمن الدولي قائلا ان الحكومة اللبنانية هي التي جلبت ذلك على نفسها لانها لم تنزع سلاح حزب الله وسمحت له بالابقاء على سيطرته على جنوب لبنان، الامر الذي مكنه من عبور الحدود لخطف جنديين اسرائيليين.

وقال لبنان اليوم محتل بالارهاب متهما حزب الله بانه يشكل محور ارهاب مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، ودعا جيلرمان الحكومة اللبنانية الى تحرير نفسها من هذا المحور ببسط سلطتها على جميع اراضيها وممارسة سيادتها على لبنان حر. واشار الى ان الكثير من اللبنانيين يتفقون مع رؤيته للازمة، وقال مخاطبا محمود انت تدرك في قرارة نفسك انه لو كان بمقدورك لجلست هنا الى جانبي الان لانك تدرك اننا نقوم بالشيء الصواب واننا اذا نجحنا فسيكون لبنان هو المنتفع.

وحذر ابراهيم جمبري مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية من ان التصعيد ليس في مصلحة احد.