إسرائيل تقصف مقر نصر الله .. وأمين عام حزب الله يتعهد بحرب مفتوحة

أولمرت يضع 3 شروط لوقف إطلاق النار

TT

واصلت اسرائيل أمس، ولليوم الثالث على التوالي، قصف المرافق المدنية والبنى التحتية في لبنان تحت شعار «تحطيم حزب الله»، كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس، فيما وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت أمس ثلاثة شروط لوقف اطلاق النار في لبنان؛ هي الإفراج عن الجنديين الأسيرين ووقف اطلاق الصواريخ وتطبيق القرار الدولي 1559 الذي ينص على نزع سلاح «حزب الله». وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف «ان هدفنا الاستراتيجي هو نزع سلاح «حزب الله» ونشر الجيش اللبناني على الحدود الدولية». وأكد ان «هذا الهدف يتطابق تماما مع هدف المجموعة الدولية كما ورد في القرار1559 الصادر عن مجلس الأمن الدولي» في الثاني من سبتمبر 2004. (وينص هذا القرار على «حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها» ويدعم «بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية»).

وأضاف المتحدث أن «اسرائيل لن تقبل ان يرفرف علم «حزب الله» من جديد على بضعة امتار من حدودها»، ونفى نفيا قطعا ان تكون اسرائيل تنوي اقامة «نظام جديد في لبنان» او احتلال جزء من أراضيه كما وقع خلال اجتياح 1982 الذي تلاه احتلال دام 18 سنة في جنوب لبنان.

وعلى صعيد العمليات الميدانية شددت اسرائيل امس حصارها البحري والبري والجوي على لبنان وتابعت شن غاراتها المدمرة التي اسفرت عن قتل اربعة مدنيين لبنانيين وجرح 63 آخرين، مهددة بتصفية الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله.

وفي تصعيد للأعمال العسكرية، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مقر الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية مساء أمس. وبعدها أعلن نصر الله ان عناصر الحزب دمروا مساء أمس الجمعة بارجة إسرائيلية قبالة سواحل بيروت، في حين اقر الجيش الإسرائيلي بـ«خسائر بسيطة».

وقال نصر الله في رسالة صوتية مسجلة بثها تلفزيون المنار التابع للحزب «البارجة التي اعتدت على بيروت انظروا إليها تحترق وتغرق أمامكم».

وقالت الشرطة بعيد ذلك إن صاروخين أطلقا من الضاحية الجنوبية لبيروت، استهدفا بارجة حربية إسرائيلية قبالة سواحل العاصمة اللبنانية.

من جهتها، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي في اتصال هاتفي من القدس إن «بارجة قبالة السوحل اللبنانية أصيبت بنيران انطلاقا من الشاطئ». واكتفت بالإشارة الى «خسائر بسيطة من دون وقوع إصابات».

وفور إعلان نصر الله، أطلقت عيارات نارية ابتهاجا في الضاحية الجنوبية التي كانت تعرضت للقصف قبل ساعة للمرة الثالثة اليوم. وقال نصر الله في رسالته الصوتية متوجها الى اسرائيل «أردتموها حربا مفتوحة ونحن ذاهبون الى الحرب المفتوحة ومستعدون لها (...) الى حيفا والى ما بعد حيفا».

وأضاف مخاطبا الإسرائيليين «من الآن وصاعدا أنتم أردتم حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة. حكومتكم أرادت تغيير قواعد اللعبة فلتتغير إذن قواعد اللعبة. أنتم لا تعرفون اليوم من تقاتلون». وأردف قائلا «نحن ذاهبون الى الحرب المفتوحة ومستعدون لها.. حرب على كل صعيد الى حيفا، وصدقوني الى ما بعد حيفا. الذي سيدفع الثمن لسنا وحدنا. لن تدمر بيوتنا وحدنا لن يقتل اطفالنا وحدنا لن يشرد شعبنا وحده. هذا الزمن انتهى... وعليكم ايضا ان تتحملوا مسؤولية ما قامت به حكومتكم». وكان مسؤول إسرائيلي قد اعلن اول من امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت اجاز لجيش بلاده متابعة عملياته في لبنان، بعد اطلاق صواريخ على حيفا، ثالث مدينة في اسرائيل، على بعد حوالي اربعين كيلومترا عن الحدود المشتركة بين لبنان واسرائيل، وهي المرة الأولى التي تتعرض فيها مدينة حيفا لصواريخ من جهة الحدود اللبنانية.

واستهدفت القوات الاسرائيلية حيا يضم مقر «حزب الله» في الضاحية الجنوبية فضلا عن عدة جسور في هذه المنطقة دمر بعضها بعد تحليق كثيف للطيران في اجواء بيروت.

وفي اليوم الثالث لحرب اسرائيل على لبنان، وسعت الطائرات نطاق غاراتها على المنشآت الحيوية والجسور والأماكن الآهلة، موقعة المزيد من الضحايا الذين افاد وزير الصحة اللبناني بحصيلة اولية لهم بلغت حتى ظهر امس 65 قتيلا و190 جريحاً. وكثفت طائرات الـ «F16» غاراتها على منشآت مطار بيروت الدولي لمنع عودة الحركة اليه. واستهدفت الصواريخ خزانات الوقود والمدارج.

اما عملية تدمير الجسور والطرق فقد تركزت على الطريق الدولية بين بيروت ودمشق في مناطق المديرج وضهر البيدر، وقد تواصلت الغارات على الجسور القائمة على هذه الطريق حتى بعد ظهر امس. وكان الطيران الإسرائيلي قد بدأ نشاطه في ساعة مبكرة امس، اذ نفذ منذ الرابعة فجراً اكثر من عشر غارات على امتداد الجسر الذي يوصل طريق المطار بمنطقة الحازمية (شرق بيروت) عبر حارة حريك (وسط الضاحية الجنوبية). وقد دمر الجسر في أماكن عدة. وتضررت منازل كثيرة وسيارات ومتاجر وسقط قتلى وجرحى. كما استهدفت احدى الغارات جسر الحديد المعروف بجسر المطار في محلة الغبيري. واستهدف صاروخ جو ـ أرض تقاطع الطرق امام كنيسة مار مخايل في منطقة الشياح ـ عين الرمانة. وتزامنت هذه الغارات مع تجدد الغارات على منشآت مطار بيروت التي كانت قد تركزت منذ التاسعة مساء اول من امس على خزانات الوقود التي اشتعلت فيها النار، وغطت سحب من الدخان الأسود الكثيف سماء ساحل المتن الجنوبي وصولاً الى محيط مدينة عاليه.

واعتباراً من الحادية عشرة ليلاً تركزت الغارات الاسرائيلية على الطريق الدولية الجبلية، فدمرت صواريخ جو ـ أرض الجسر العالي (صوفر ـ المديرج) فجسر النملية على طريق ضهر البيدر القديمة نحو سهل البقاع.

وشملت الغارات الاسرائيلية خزانات الوقود في محطة انتاج الطاقة الكهربائية في الجية حيث شب حريق هائل. وعند الثامنة والربع صباحاً استهدفت الطائرات الاسرائيلية تلال حمانا في المتن الأعلى حيث يوجد رادار قديم وهوائي لشركات الهاتف الجوال فانقطعت الاتصالات مع البقاع. وفي شمال البقاع استهدفت الطائرات الاسرائيلية وادي نهر العاصي. وتوزعت الغارات على اهداف عدة امتدادا من الهرمل حتى الحدود مع سورية مخلفة خسائر جسيمة في المنشآت والمواقع السياحية، اضافة الى الخسائر في احواض الثروة السمكية.

وفي الجنوب اللبناني، صعّدت القوات الاسرائيلية الوضع الأمني على محور مزارع شبعا. وقصفت بالمدفعية الثقيلة من مرابضها في تلة الزعرورة في الجولان المحتل اطراف المجيدية ومزرعة بسطرة والعباسية ومرتفعات جبل سدانة والطرف الشرقي لبلدة كفرشوبا ومحيط الفرديس والهبارية. وأحصي سقوط 150 قذيفة تسببت بحرائق.

وأشارت التقارير الأمنية الى ان الغارات الاسرائيلية على مناطق الجنوب شملت بلدتي الحجة والمعمارية في وادي الزهراني القريب من دارة رئيس مجلس النواب نبيه بري في المصيلح.

وافادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية ان طائرات اسرائيلية ألقت ليلاً مناشير تحمل توقيع «دولة اسرائيل» تدعو المواطنين في بيروت وضواحيها والجنوب الى الابتعاد عن مراكز «حزب الله». وسجلت ظهر امس اشتباكات بين مقاتلي «حزب الله» وقوات الاحتلال الإسرائيلي على محور عيتا الشعب ـ تلة الراهب الذي انطلقت منه شرارة الحرب حيث نجح المقاومون في خطف جنديين اسرائيليين.

الى ذلك، أعلنت «المقاومة الاسلامية» انها قصفت عند الثانية والثلث موقع سرغا العسكري قرب مدينة عكا وأصابته بشكل مباشر وأوقعت فيه اصابات مباشرة. وذكر البيان انه «عند الثانية والنصف قصفت المقاومة مستعمرة حتسور في الجليل الأعلى المحتل، كما قصفت عند الثانية والنصف مستعمرة معالوت ـ ترشيحا بعشرات صواريخ الكاتيوشا». واضاف انه «عند الثانية والنصف قصفت المقاومة مطار روشبينا العسكري واصابته اصابات مباشرة... وان مجموعات المقاومة قصفت عند الثانية والربع خزانات الوقود في مستعمرة نهاريا بعشرات الصواريخ وإصابتها بشكل مباشر حيث اشتعلت فيها النيران».

وأعلنت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ«حزب الله» ان الطيران الإسرائيلي قصف أمس مرتين ضاحية بيروت الجنوبية حيث المقر العام لـ«حزب الله»، بعد ان تعرضت لقصف مماثل فجر أمس.

ودمر قصف الدبابات والمدافع والبوارج الاسرائيلية العديد من الجسور، وقطع الطرقات، واشعل النيران في خزانات الوقود في معمل الجية الحراري على شاطئ بيروت الجنوبي.

واطلقت المضادات الارضية اللبنانية نيرانها على الطائرات الاسرائيلية المغيرة.

وأدى قصف طريق بيروت دمشق الدولية سبع مرات ليل أول من أمس الى قطعها.

وعاد اللبنانيون الى أيام الحرب الأهلية مع انقطاع التيار الكهربائي في مختلف المناطق اللبنانية بما في ذلك العاصمة بيروت، ومع اقفال العديد من المحال والمؤسسات التجارية أبوابها كما كان الأمر عليه اثناء الحرب اللبنانية (1975 ـ 1990).

ومن جانبه تابع «حزب الله» قصف شمال إسرائيل حيث اطلق دفعة جديدة من الصواريخ صباحا. وكان اطلاق مائة صاروخ على شمال اسرائيل أسفر عن مقتل مدني ين وسقوط مائة جريح.

وهدد وزير الداخلية الإسرائيلي رون باراون الجمعة بتصفية السيد حسن نصر الله، مؤكدا في تصريح للإذاعة العامة ان «نصر الله حدد مصيره بنفسه»، مضيفا «سنصفي حساباتنا معه في الوقت المناسب».

* إسرائيل توسع إطار غاراتها وتقصف أكبر مواقع «القيادة العامة» في لبنان

* بيروت: حسين درويش نفذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات منذ السابعة من صباح أمس على منطقة البقاع الأوسط. واستهدفت إحدى هذه الغارات اكبر مواقع «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة» في لبنان، وهو موقع قوسايا، بصاروخين اقتصرت أضرارهما على الماديات، نظراً للتحصينات العسكرية القوية التي يتمركز داخلها عناصر الجبهة تحت الأرض، باستثناء بعض المنافذ باتجاه سورية ولبنان.

وقد أجرت «الشرق الأوسط» اتصالا بالمسؤول الإعلامي للقيادة العامة في لبنان، أنور رجا، الذي نفى سقوط قتلى وجرحى في الموقع، قائلا: «الغارة حصلت والأضرار اقتصرت على الماديات. ولم يسجل سقوط قتلى أو جرحى فمواقعنا محصنة جدا ضد مثل هذه الغارات. وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها مواقعنا». وأكد: «أمورنا جيدة والوضع طبيعي. ونحن جزء من الاستهداف. والفلسطينيون عنوان دائم للاعتداءات الإسرائيلية لأننا نقف على مربع أمني وسياسي واحد مع «حزب الله» والمقاومة الفلسطينية». ورأى «أن هذا الاستهداف للبنان هو من اجل تطبيق القرار 1559 وبالتالي هو استهداف للشعب اللبناني والعرب جميعا واستهداف لثقافة المقاومة».