لبنان يتصدر الصفحات الأولى مجددا حول العالم

في صور وعناوين تذكر بـ«أيام الحرب» واهتمام إعلامي هو الأبرز منذ اغتيال الحريري

TT

عادت الأخبار الآتية من لبنان إلى تصدر الصفحات الاولى في الصحف العالمية، وذلك بعناوين وصور تُذكر بنظيراتها التي كانت تتصدر الصحف قبل عشرين عاما عندما كانت الحرب اللبنانية لا تزال مشتعلة. ولم يحتل لبنان مثل هذه المساحة الإعلامية منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، حيث فردت كبريات الصحف العالمية الصادرة صباح أمس مساحات كبيرة للخبر اللبناني. صحيفة الـ «انديبندنت» البريطانية، وكما فعلت عقب اغتيال الحريري، فردت كامل صفحتها الأولى لصورة الانفجار مع عنوان صغير هو «الغضب الإسرائيلي» وروجت بالتأكيد للقطعة التي كتبها «خبيرها» في شؤون لبنان والشرق الأوسط، الصحافي المخضرم روبرت فيسك. اللافت فيما فعلته الـ«انديبندنت» هو انها قسمت التغطية الى قسمين، خبرية وتحليلية، وكان القسم الاول خاصا بمراسليها في نهاريا والقدس، اما القسم التحليلي والوصفي لما حدث في لبنان فكان بتوقيع روبرت فيسك، الذي كتب مشاهداته والتجربة التي عاشها خلال القصف الاسرائيلي، ويحصي المفارقات اللافتة التي شهدها حيث يشدد على ان صحافيا استراليا استوقفه عندما سمع يقول لإذاعة استرالية «أن بعض عناصر حراس الثورة الإيرانيين يوجدون في لبنان» وأنه «ما زالت هناك بعض القوات السورية في لبنان».

ويتساءل فيسك عن اسباب ضرب مطار بيروت الدولي، ويقول «يزعم الاسرائيليون انه كان يستخدم لتهريب السلاح لحزب الله».. الا انه يضيف «اذا كان الاسرائيليون يريدون فعلا معرفة اين هو المركز (الخاص بالتهريب) فعليهم النظر صوب مطار دمشق الدولي، ولكنهم لا يعرفون ذلك، أليس كذلك؟». من جهتها خصصت صحيفة «ديلي تلغراف» نصف صفحة للخبر اللبناني مع صورة لاحتراق خزانات الوقود في مطار بيروت مفرودة على 8 أعمدة. العنوان جاء ليقول «القوات الاسرائيلية تقصف لبنان»، والعناوين الفرعية قالت «المصطافون يهربون فيما تقصف الطائرات مطار بيروت» و«ميليشيا حزب الله ترد بمجموعة صواريخ». «الغارديان» عنونت بـ «بيروت تحت الحصار فيما اسرائيل تقصف من البحر والجو» وطالبت الصحيفة الرئيس الاميركي جورج بوش بمطالبة إسرائيل بوقف اعتداءاتها العسكرية الحالية على لبنان. وأشارت الصحيفة في تعليق اليوم إلى أن البعض يزعم أن إسرائيل حصلت عام 1982 على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لغزو لبنان. وقالت الصحيفة إن الرئيس الاميركي جورج بوش منشغل حاليا بمشاكل أخرى في العراق وبأزمة الملف النووي الايراني وإن بوش ود لو اختفت هذه المشكلات.

واعتبرت الصحيفة أن «الطقوس» المعروفة بشأن إبراز حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وانتظار ما ستسفر عنه عواقب الامور «ليست كافية» وناشدت بوش بمطالبة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت بوقف الاعتداءات الاسرائيلية ومحاولة البحث عن وساطة.

وأضافت الصحيفة أن على إيران وسورية «كبح جماح» حزب الله وقالت إنه إذا كان أي بريق أمل قد لاح أمس فإن ذلك بسبب بدء العالم شيئا فشيئا في إدراك المخاطر التي تنطوي عليها هذه المواجهة التي تتسع وتنذر بالكوارث.

صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية عنونت «حرب لبنان الجديدة» مع صورة لجنود اسرائيليين يغطون اذانيهم فيما قذيفة تنطلق من دبابة قريبة... وارفقت «لو فيغارو» القصة بقصتين فرعيتين احدهما تتحدث عن تفاصيل الهجوم الاسرائيلي والاخرى تشير الى ان هذا النزاع الجديد سيضاف الى قائمة المباحثات الخاصة بدول الثمانية الكبار في سانت بطرسبورج. ومن باريس كذلك، خرجت صحيفة «انترناشونال هيرالد تريبيون» لتقول «اسرائيل تفرض حصارا على لبنان» مع قصتين احداهما تقول «اللبنانيون يتحضرون لحصار طويل» و«حزب الله يرد بالقصف الصاروخي»، ومع القصتين اخذت «التريبيون» اشارة وملخصا لمقال من صفحات الرأي يقول «المعتدلون العرب يدفعون جانبا». وجاء عنوان صحيفة «نيويورك تايمز» الشقيقة ومنافستها صحيفة «واشنطن بوست» شبيها حيث جاء العنوانان ليقولا «اسرائيل تفرض حصارا على لبنان، ردود موسعة من حزب الله».

وعبرت صحيفة «كوريرا دي لا سيرا» الايطالية عن مخاوفها من أن تزداد حدة الصراع في الشرق الاوسط وأن يطول أمده. وقالت إنه من الممكن أن تقرر إسرائيل تصفية حساباتها ليس فقط مع مرتكبي العمليات «الانتحارية» ومقاتلي الميليشيات الذين يطلقون الصواريخ على إسرائيل ولكن أيضا مع «الارهابيين الذين تحركهم أياد خفية» ويخططون لتدمير إسرائيل.