لبنان يتبلغ شرطين إسرائيليين لوقف العدوان: إطلاق الأسيرين وانسحاب «حزب الله» إلى ما بعد الليطاني

وزير من «حزب الله»: لن نقصف المنشآت النووية الإسرائيلية

TT

تبلغ مجلس الوزراء اللبناني، أمس، شرطين اسرائيليين لوقف العملية العسكرية المستمرة منذ الخميس الماضي، الاول اطلاق الجنديين الاسيرين. والثاني انسحاب مقاتلي «حزب الله» الى ما بعد نهر الليطاني الذي يبعد عن الحدود الاسرائيلية ما بين كيلومترين و30 كيلومتراً.

وكان مجلس الوزراء اللبناني عقد امس جلسة جديدة في اطار جلساته المفتوحة منذ بدء العدوان الاسرائيلي. واوضح فؤاد السنيورة انه اتصل امس بالامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي يتوجه الى اجتماع قمة الدول الثماني في سانت بطرسبورغ وسيكون موضوع لبنان حاضراً فيه. وقال: «لقد أبدى الامين العام كل الاهتمام بما يجري مؤكداً انه متحسس جداً حياله وحيال المشاكل التي نعاني منها. وقد يأتي اليوم (امس) مبدئياً وفدان، السيد سولانا من جهة ووفد الامم المتحدة من جهة ثانية لمناقشة ما يجري. والشيء الوحيد الذي تلقيته حتى الآن كان مكالمة من رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي ابلغني فيها ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ابلغه شرطين لوقف النار: تسليم الجنديين الاسرائيليين الاسيرين وانسحاب حزب الله الى ما بعد الليطاني. ولا نعرف ماذا سيأتي من افكار بعد القمة. وانا على تواصل مع رئيس مجلس النواب واجتماعات مجلس الوزراء بحضور فخامة الرئيس (اميل لحود) مفتوحة. ونحن منفتحون على الجميع. وأي شيء سيأتينا سيكون أمامكم. المهم أن نقدر دقة المرحلة وخطورتها وان نستنهض كل القوى ونؤكد تضامننا ووحدتنا الوطنية ونستنفر كل المؤسسات لخدمة الناس. وستبقى اتصالاتنا مفتوحة مع كل المرجعيات الدولية للوصول الى اعلان وقف فوري وشامل للنار». وتوجه الى كل اللبنانيين بالدعوة الى «استقبال اخوانهم النازحين واحتضانهم وتوفير كل المساعدة والمساندة والرعاية لهم». وفي هذا السياق، أفاد رئيس مجلس الوزراء انه تلقى اتصالاً من سفير المملكة العربية السعودية، عبد العزيز خوجة، أبلغه فيه تحيات وتضامن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الشعب اللبناني وحكومته ووقوفه الدائم الى جانبهم وتقديم مبلغ اولي بقيمة 50 مليون دولار للمساهمة في رفع المعاناة عن الناس. كما اعلن ان عدداً من الوزراء العرب من سورية والسعودية والامارات والكويت وغيرها من الدول اتصلوا بنظرائهم اللبنانيين واكدوا استعدادهم لتقديم ما يلزم من مساعدات وانه بالفعل بدأ بعض هذه المساعدات بالوصول.

وعن اعتبار فريق من الوزراء انه من السابق لاوانه الكلام عن ان قرار السلم والحرب يجب ان يكون بيد الحكومة اللبنانية وان قرار الحرب اخذته اسرائيل وليس «حزب الله» والداخل اللبناني، قال السنيورة: «يجب الا ندخل في هذا الكلام الآن. من المعروف ان اسرائيل هي البلد الذي يعتدي على لبنان وعلى ارضنا. هذا امر مفروغ منه. نحن الآن نواجه حرباً تشنها علينا اسرائيل. وبالتالي يجب ان تكون كل الجهود منصبة على مواجهة اسرائيل. من جانب آخر، يجب ان نحدد الطريق الذي يوصلنا ايضاً الى مخارج. وهذا ما يطمح اليه اللبنانيون. ويجب ان نكون صادقين مع اللبنانيين ونعالج الامور، ونسير على الطريق الصحيح».

وعلق وزير الطاقة والمياه محمد فنيش الذي يمثل «حزب الله» في الحكومة قبيل الجلسة على كلام رئيس الحكومة بأن قرار السلم والحرب يجب ان يكون بيد الحكومة اللبنانية التي ستبسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية، قائلاً: «ليس الآن وقت نقاش وسجالات. نحن الآن في معركة مع عدو فتح حرباً على البلد وتجاوز حدود ما زعمه بأن له علاقة بأسر جنديين». واضاف: «من الواضح انها حرب تدمير وتصفية حسابات وفرض معادلات جديدة على لبنان وجعله مرة اخرى مكشوفاً امام الآلة العسكرية الاسرائيلية. اليوم المقاومة تواجه، والشعب اللبناني صامد، والقوى السياسية تجمع على ضرورة اعطاء الاولوية لموضوع مواجهة هذا العدوان. اي طرح سياسي الآن مرتبط بتطورات ميدانية. واعتقد انه يجب عدم استعجال طرح مشاريع سياسية. العدو يرفض الآن اموراً قد تفرض التطورات الميدانية عليه ان يقبل بأقل ما يطرحه. وبالتالي لسنا مستعجلين بطرح مبادرات ومشاريع سياسية». وافاد: «هناك مسألتان أساسيتان وقف اطلاق النار من دون اي شرط وتبادل الاسرى. نحن جاهزون لعملية التبادل، غير ذلك، ليس الوقت وقت مثل هذه الطروحات».

ورداً على سؤال اذا كانت المقاومة ستضرب منشآت نووية اسرائيلية، قال فنيش: «لا، ليس المنشآت النووية. المقاومة تتعاطى بمنهجية فيها الكثير من الحكمة والمسؤولية. لم تبادر المقاومة الى توجيه ضربات لأي هدف او منشآت الا في اطار الرد المشروع، لانه عندما يستبيح المحتل أمن المدنيين ويقصف بطائراته وبوارجه المناطق المدنية والطرقات والجسور كما حصل امس (الاول) بشكل مكثف وطوال الليل، لن تقف المقاومة موقف المتفرج. وهي قامت برد وأعقبت هذا الرد بتحذير بأن هذا الرد مدروس وفي اطار تنبيه العدو انه اذا اعاد ارتكاب حماقات جديدة سيكون الرد الآخر اشد ايلاماً». وعن احتمال ضرب المنشآت البتروكيماوية الاسرائيلية، قال: «اذا استهدفت منشآتنا فمنشآت العدو لن تكون بمنأى عن ضربات المقاومة».