حذر الرئيس المصري حسني مبارك من الاستمرار في مهاجمة لبنان، مؤكداً ان إسرائيل لن تخرج رابحة من هذه الحرب وأنها سوف تتسبب فقط في إذكاء العداوات ضدها». ودعا الرئيس المصري إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في لبنان، قائلاً أن على «إسرائيل أن توقف القتال والتدمير ضد الشعب اللبناني الاعزل وتتوقف عن قتل المدنيين وضرب البنية الأساسية». وكشف الرئيس مبارك في مؤتمر صحافي عقده أمس في القاهرة عن مطالبة إيران بتشكيل لجنة معينة للأزمة تضم «حزب الله» وحركة المقاومة الاسلامية «حماس»، إلى جانب مصر تحضر اجتماع جامعة الدول العربية. الا ان الرئيس المصري رأى ان تلك اللجنة قد تكون «فخاً» وانه من الصعب انشاء مثل هذه اللجنة. وصرح الرئيس مبارك بأن القتال سيتسبب في «روح متنامية جداً في كل المنطقة العربية وكل المنطقة الاسلامية ضد اسرائيل. وستأتي قوى كثيرة جداً متطرفة وتدخل ضد اسرائيل». وأضاف أن «اسرائيل لن تكسب من هذا الموضوع، هذه خسارة كبيرة لاسرائيل ولنا كلنا». ومن جهة أخرى، شدد مبارك على عدم رفضه عقد قمة عربية من حيث المبدأ، لكنه قال «يتعين علينا الاتفاق أولا على النقاط التي ستخرج بها هذه القمة حال انعقادها».
واشار الرئيس المصري إلى أن جهود بلاده في حل الازمة الراهنة شملت الاتصال بسورية لكي تتحدث مع «حزب الله»، بينما طلب الإيرانيون حضور الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب. وأضاف ان طهران طلبت تشكيل لجنة تضم «حماس» و«حزب الله» إلى جانب أطراف أخرى منها مصر بسبب إمكانها الاتصال بالإسرائيليين. واعتبر الرئيس المصري أن موضوع مثل هذه اللجنة سينطوي على صعوبة «وبمثابة فخ في ظل ظهور مطالب لـ«حزب الله» سترفضها إسرائيل وسنكون في موقف محرج». وحول الوفد الذي أوفده الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان للمنطقة وإمكانية استثمار هذا الموقف الدولي، أشار مبارك إلى القرارات الصادرة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب وقال: «إن الأمر لا يحتاج إلى اقتراحات جديدة فالاقتراح موجود وهو اللجوء إلى مجلس الأمن». وجاءت تصريحات الرئيس المصري في وقت يتهيأ وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لمغادرة القاهرة اليوم متوجهاً إلى واشنطن للمشاركة في الحوار الاستراتيجي المصري ـ الاميركى الذي يديره وزيرا خارجية مصر وأميركا.