عباس أول ولادة بين النازحين ووالدته لم تسمع صوت بكائه بسبب القصف

المناطق الآمنة تباشر استقبال الهاربين وجمع التبرعات

TT

ولد عباس دبوق امس في مركز خصصته بلدية صيدا لاستقبال النازحين من المناطق التي تشملها الاعتداءات الاسرائيلية. وهو اول مولود تضعه سيدة جنوبية وصلت مع مجموعة من النازحين من بلدات جنوب لبنان، بحسب رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري. ويتوقع ألا تكون هذه الولادة الاخيرة. الأم فاطمة دبوق لم تستطع سماع بكاء مولودها عندما خرج الى النور لأن دوي انفجارات القصف الاسرائيلي لمدينة صيدا كان شديداً الى درجة وكأنه يقول ان «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة». الحرب الاسرائيلية التي لم توفر اي منطقة لبنانية، وتتصدى لها المؤسسات الرسمية والخاصة بطرق واساليب مختلفة تصب كل في اطار اغاثة النازحين وتوفير المأوى والغذاء لهم. ومن تلك الأساليب نداءات كثيرة ظهرت على مواقع الإنترنت وفي وسائل الاعلام اللبنانية، موجهة الى الاهالي المستعدين لاستقبال عائلات النازحين في منازلهم البعيدة عن المناطق التي يطاولها القصف الاسرائيلي.

وقد فتحت المدارس الرسمية ابوابها بدعوة من وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني. وغصت قاعات التدريس بالاطفال واهاليهم. وقد تمنى قباني على اصحاب المدارس الخاصة فتح ابوابها امام النازحين والمهجرين لكي لا يبقوا مشردين في الطرق. واقيمت مراكز اخرى لاستقبال النازحين الى بيروت في كل من موقف سيارات الامم المتحدة في فردان وملعب النهضة في المنارة وحديقة الصنائع.

ودعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الى «نجدة اخواننا النازحين والمنكوبين من ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية، وتقديم كل المساعدات الانسانية الممكنة لهم». وقد وجه المفتي تعليماته الى المستوصفات الصحية التابعة لدار الفتوى لاستقبال المصابين واسعافهم على مدار الساعة. ودعا «هيئة الاغاثة والمساعدات الانسانية» في دار الفتوى لتوجيه كل الامكانات لمساعدة النازحين الذين هجرهم العدوان الاسرائيلي. وأطلق نقيب الاطباء في لبنان ماريو عون نداء عاجلاً الى اطباء الصحة العامة والاطفال للتطوع فوراً والحضور الى مراكز الصليب الاحمر. ودعت هيئة المتن الشمالي في «التيار الوطني الحر» جميع الناشطين والمواطنين في القضاء للمساهمة في حملة التبرعات «لمساعدة اخوانهم النازحين» في المناطق اللبنانية كافة.

وفي صيدا اشرف رئيس البلدية الدكتور عبد الرحمن البزري على اجتماعات العمل الهادفة الى تنسيق الجهود بين مختلف المؤسسات الاهلية. واعلن افتتاح مركز جديد للنازحين من الجنوب والضاحية، واستقبال اعداد اضافية من العائلات التي اقامت في منازل اقاربها وتأمين المواد الصحية والمستلزمات الاجتماعية لها. وفي طرابلس (شمال لبنان) اتخذ المجلس البلدي سلسلة من التدابير العملية والمالية المتعلقة باستقبال النازحين الوافدين الى طرابلس ورعايتهم وتقديم الخدمات التي يحتاجونها على صعد الايواء والغذاء والطبابة والرعاية الاجتماعية. واقر نقل اعتماد بقيمة 100 مليون ليرة لمواجهة المتطلبات الفورية لهذه المرحلة.

وبدأت عكار منذ ليل السبت ـ الاحد باستقبال قوافل النازحين من المناطق التي شهدت اعتداءات اسرائيلية مكثفة، فوصل الى بلدة منيارة 70 شخصاً من رجال ونساء واطفال أمنت لهم البلدية المنازل والمواد الغذائية. كما اعلنت بلدية حلبا استعدادها لاستقبال 150 عائلة وبدأت بتجهيز المدارس الرسمية. ووصلت الى بلدة الشيخ محمد برقايل عائلات مناطق الاعتداءات. واعلن رئيس اتحاد بلديات جرد القطيع في عكار الشيخ سميح عبد الحي استعداد البلدات الجردية بمختلف مؤسساتها ومدراسها الرسمية والخاصة لاستقبال النازحين. كما اعلن عن القيام بحملة تبرع بالدم والمواد العينية لمساعدة الجرحى والمتضررين.