الفاتيكان يناشد كل الأطراف العودة إلى «طريق العقل»

التصعيد في الشرق الأوسط يقسم العالم.. هولندا تطلب حماية المدنيين ومظاهرات ضد إسرائيل في إندونيسيا

TT

ادت الازمة الحالية في الشرق الاوسط الى تقسيم العالم بين مؤيد ومعارض لكل من حزب الله اللبناني وإسرائيل. فقد أدان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر امس دائرة «الارهاب» والانتقام العسكري في الصراع الحالي بين إسرائيل ولبنان وأعرب عن قلقه بشأن ارتفاع عدد الخسائر البشرية. وفي صلاته الاسبوعية من المقر الصيفي البابوي في ليس كومبس ناشد البابا كافة الاطراف في الصراع بالعودة إلى «طريق العقل» والسعي إلى الحوار. وقال بنديكت «ليس هناك تبرير لاعمال الارهاب ولا للاجراءات الانتقامية وخاصة عندما يكون لها عواقب مأساوية بالنسبة للمدنيين».

وقال البابا إن سبيل العنف يؤدي إلى «نتائج غير ايجابية كما أوضحت التجربة المريرة»، مضيفا أنه يجب الصلاة من أجل أن يسعى السياسيون إلى إمكانيات جديدة للحوار والتفاهم».

الى ذلك، ذكرت الاذاعة الوطنية الهولندية أن وزير الخارجية الهولندي بين بوت أبدى تفهمه للهجمات التي تشنها إسرائيل حاليا مع تصاعد الازمة في الشرق الاوسط لكنه طلب الحفاظ على حياة المدنيين. وأضافت الاذاعة أن بوت قال لنظيرته الاسرائيلية تسيبي ليفني عبر الهاتف أن «هولندا تتفهم ما تفعله إسرائيل إلا أن دعم إسرائيل سيكون أكثر صعوبة إذا قتل عدد كبير من المدنيين». ونقلت الاذاعة عن مصادر موثوقة في لاهاي أن بوت طلب من إسرائيل العمل على إجلاء المواطنين الهولنديين الموجودين في لبنان وعبر عن أمله في ألا تمنع إسرائيل الهولنديين الراغبين في مغادرة لبنان عن طريق البحر. وقالت متحدثة باسم الخارجية الهولندية إن نحو 200 هولندي سجلوا أسماءهم لمغادرة لبنان.

وفى جاكرتا، تظاهر آلاف المسلمين الاندونيسيين احتجاجا على الهجمات الاسرائيلية على لبنان والأراضي الفلسطينية متهمين إسرائيل بأنها «الارهابي الحقيقي». وخرجت المظاهرة في الساحة الرئيسية بوسط جاكرتا بمشاركة عدد كبير من النساء والاطفال من التنظيمات الاسلامية في إندونيسيا ومن بينها حزب العدالة والرخاء وردد المشاركون فيها هتافات «الله أكبر». وحمل بعض المتظاهرين لافتات كتبت عليها عبارة «أنقذوا فلسطين» في حين رفع البعض الاخر يافطات كتب عليها «أميركا وإسرائيل هما الارهابي الحقيقي والصهيوني». وحث تيفاتول سيمبيرينج زعيم حزب العدالة والرخاء الحكومة الاندونيسية على أن تنشط في محاولة حمل واشنطن على إقناع إسرائيل بوقف عمليتها العسكرية في لبنان والاراضي الفلسطينية. كما حث سيمبيرينج العالم الاسلامي على مقاطعة المنتجات الاميركية والاسرائيلية.

وفى سيدني وصف رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد حزب الله بأنه «ألعوبة في أيدي سورية»، وقال إن الحركة الاسلامية هي الملومة في الازمة الحالية المندلعة في الشرق الاوسط.

وقال هوارد في ترديد لنفس وجهة نظر الرئيس الاميركي جورج بوش إن العنف تفجر بسبب اختطاف جنديين إسرائيليين. وقال هوارد لشبكة ايه بي سي الاسترالية: «إذا كنت قد اتخذت موقفا أكثر استفزازا.. فالمرء يتفهم موقف إسرائيل. فمن حقها الدفاع عن نفسها».

وأضاف: «هذا البلد (إسرائيل) يتعرض لهجوم مستمر لما يقرب من 50 عاما منذ تأسيسه ولا يزال هناك عدم رغبة من جانب العديد في المنطقة لقبول حق إسرائيل في الوجود». وتابع رئيس الوزراء الاسترالي «حتى يكون هناك قبول تام وأيضا قبول غير مشروط من جانب الاخرين للحاجة لوجود دولة فلسطينية بجانب إسرائيل فلن يكون بوسعنا التوصل إلى تسوية دائمة».