«حماس» تنتقد بعض «الوساطات» لإنهاء أزمة الجندي الإسرائيلي الأسير

صلاح البردويل لـ الشرق الاوسط: أي حل للمشكلة يجب أن يؤدي لإطلاق سراح الأسرى

TT

قال صلاح البردويل الناطق بلسان كتلة «حماس» البرلمانية إن فشل الوساطات لانهاء الوضع القائم في قطاع غزة يعود الى اصرار اسرائيل على ضرورة اطلاق سراح الجندي الاسير غلعاد شليط فوراً ودون شروط. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، قال البردويل إن «حماس» ترى أن أي وساطة لحل المشكلة يجب أن تؤدي الى عملية تبادل اسرى حسب الشروط التي حددتها تشكيلات المقاومة المسؤولة عن اسر الجندي. واعتبر البردويل أن طريقة تعامل اسرائيل في هذه القضية يرجع الى تعودها على هذا الاسلوب خلال 15 عاماً من التفاوض مع السلطة الفلسطينية. ووجه البردويل انتقاداً مبطناً لبعض الأطراف التي توسطت من اجل انهاء القضية دون ذكرها بالاسم. وقال إن بعض هذه الوساطات لا هم لها، الا العمل على اطلاق سراح الجندي الأسير؛ مشدداً أن من يفشل في الضغط على دولة الاحتلال يحاول الضغط على حركات المقاومـة. وحول الصيغ التي طرحت من اجل انهاء الازمة ونسبت الى الوفد الأمني المصري، قال البردويل ان حركة «حماس» لا يمكنها أن تثق بالوعود التي تقطعها اسرائيل على نفسها، قائلاً أن حركته ترفض «ترك الأمور للكرم الإسرائيلي الذي يريد المنح من طرف واحد عبر وعود كاذبة».

ووجه الناطق البرلماني لـ«حماس» رسالة للوسطاء قائلاً: «كونوا وسطاء خير، وانظروا بعينين وأسمعوا بإذنين ولا ترتضوا لأنفسكم نقل الإملاءات الإسرائيلية الرخيصة إلى شعبنا، فشعبنا أقوى من كل التهديدات والإملاءات». وشدد على اهمية أن تتعلم المقاومة الفلسطينية من اخطائها في السابق بحيث تنجح في اخفاء الجنود الذين تأسرهم بسرية تامة وتفاوض مع اجل اطلاق سراح الاسرى. واعتبر أن نجاح صفقة تبادل الأسرى مرهون بصمود الشعب الفلسطيني وتوحده على قضية الأسرى، الى جانب ممارسة الضغط على الرأي الداخلي الإسرائيلي، لتحريكه من اجل الضغط على حكومته ودفع استحقاقات «هزيمة اسرائيل في معركة الوهم المتبدد، وهي تبادل أسرى مع الفلسطينيين». واعتبر البردويل أن للزمن أهمية خاصة في كسر إرادة أحد الطرفين «وأن إرادة العدو هي التي ستكسر أمام إرادة شعبنا فهي قوية قوة الحق والألم والعذاب الذي يشعر به الأسرى وقوة الظلم الذي يمارسه العدو». وحول الانتقادات التي وجهت من قبل بعض الاطراف الفلسطينية لعملية «الوهم المتبدد» وهي العملية التي نفذتها تشكيلات عسكرية ضد موقع عسكري اسرائيلي داخل الخط الاخضر وأسفر عن مقتل جنديين واسر شليط، في 25 يونيو (حزيران) الماضي، قال البردويل إن هذه الاصوات تعبر عن ثقافة الاستسلام، مشيراً الى أن اصحاب هذه الانتقادات «تعودت جيوبهم على الامتلاء مقابل الذل والضياع السياسي، ولهذا لا عجب إذا كان المقاتـلون الأبطال يقولون عن هذه التجارة إنها لن تبـور في حين يراهـا أبطال التطبيع تجـارة خاسـرة».

واضاف «كان بودي أن يقف أصحاب هذه الثقافة أمام أمهات وزوجات وأخوات الأسرى ليسمعوا بآذانهم للرد على هذا الاستهتار بمشاعر أبناء شعبنا»، مضيفاً أن «ضمير الشعب حي، وذاكرته قوية، ولن يفلح من يغدر به أو يكذب عليه أو يبيع آلامه في مزاد المكاسب الشخصية أو الفئوية». وقال البردويـل ان على اسرة الجندي الإسرائيلي الأسير أن تعي أن ما تعانيـه يعانيـه أكثـر من 10 آلاف أسرة فلسطينية يقع أبنـائها في سجون الاحتلال الظـالم وتحت العـذاب المتواصـل، بمـا في ذلك النسـاء والأطفال.