سادت حالة من الفرح العارم أوساط الفلسطينيين بعد أن نقلت الاذاعات المحلية نبأ سقوط الصواريخ الذي أطلقها حزب الله على مدينة حيفا، وأدى الى مقتل ثمانية اسرائيليين وجرح العشرات. ففي الميدان الرئيسي لمدينة غزة، قام سائقو سيارات الأجرة الموجودون هناك بتهنئة بعضهم بعضا بالعملية. وقال سلمان البرعي، الذي يعمل على خط الواصل بين غزة وخان يونس، إن هذا انجاز «عظيم للمقاومة»، معتبراً أن ما يحدث يدلل على أنه بالامكان الحاق الاذى والضرر ياسرائيل.
وافادت مصادر فلسطينية في مناطق مختلفة من قطاع غزة أن بعض الفلسطينيين قاموا بتوزيع الحلوى فرحاً بهذا القصف. ورغم انقطاع التيار الكهربائي عن الكثير من مناطق قطاع غزة، فإن المواطنين الفلسطينيين يتابعون تطورات الاحداث على الجبهة اللبنانية ـ الاسرائيلية أولاً بأول عبر اجهزة الراديو الترانزيستور. وقال حسن المصري، صاحب احد المحلات التجارية في مدينة غزة، إن الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله يوفي بوعده دائما، وها هي المفاجآت التي وعد بها تتوالى. وبالنسبة للمصري فإنه حتى لو واصلت دولة الاحتلال قصف قطاع غزة، فإن بامكان الفلسطينيين تحمل ذلك «ما دامت الاخبار الجميلة ترد من هناك» على حد تعبيره. واعتبر جمال اسماعيل أن قدرة حزب الله على مواصلة ضرب اسرائيل تمثل معجزة تفرض على العرب أن يمدوا له يد العون من اجل كسر اسرائيل، معتبراً أن هذه فرصة ذهبية أمام العرب. واللافت للنظر أن هناك اعتقادا سائدا لدى الفلسطينيين أن الحرب التي فتحها حزب الله خففت كثيراً من الضغط العسكري الذي تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين في اعقاب اختطاف الجندي غلعاد شليط في عملية عسكرية نفذتها حركة حماس وفصيلان آخران ضد قاعدة عسكرية داخل الخط الاخضر في 25 يونيو (حزيران) الماضي.