«صيف عراقي» ساخن بواشنطن قبل زيارة المالكي

الكونغرس يزيد تركيزه على العراق ويبدي اهتمامه بأدق التفاصيل

TT

ازداد التركيز على العراق في واشنطن على الرغم من عطلة الصيف وتطورات المنطقة، وأبدى الكونغرس الاميركي اهتماماً كبيراً بأدق تفاصيل الوضع العراقي في حين اعلن رسمياً عن زيارة نوري المالكي للعاصمة الاميركية في نهاية الشهر الحالي.

ورتب الكونغرس الأسبوع الماضي أكثر من جلسة استماع لمناقشة الاستراتيجية الأميركية ومستقبل الوجود العسكري في العراق. وكان من بين الذين شاركوا في جلسات الاستماع زلماي خليلزاد سفير واشنطن في بغداد . وخلال جلسة عاصفة اعتصر السناتور الديمقراطي جون كيري المرشح السابق للرئاسة خليلزاد بعد أن أدلى بشهادته في إحدى جلسات الاستماع، وفي هذا السياق سأل كيري الدبلوماسي الاميركي حول ما إذا كانت الولايات المتحدة منهمكة فعلاً في بناء العراق وهي عملية شاقة وربما تكون الأصعب في تاريخ الولايات المتحدة بعد بناء أميركا نفسها. وحاول خليلزاد تفادي إجابة مباشرة على هذا السؤال وقال «أعترف أننا قمنا بأخطاء كثيرة، ولكن علينا النظر إلى المستقبل، فنحن نحرز تقدما واضحا». لكن كيري أعاد السؤال وحاصر خليلزاد مرة اخرى، مشيراً الى أن الأخطاء وتجاهل التحذيرات أديا إلى ارتفاع الخسائر الاميركية في العراق، وتساءل كيري حول ما اذا كانت واشنطن قد أقحمت نفسها في صراع طويل ودام، خاصة أن معظم الدول المحيطة بالعراق هم من السُنة؟ وأجاب خليلزاد أنه زار بعض الدول العربية مثل السعودية ودول اخرى وأن جميعهم متفائلون بمستقبل العراق كونه سيؤثر ايجابيا على المنطقة. لكن كيري أمطر خليلزاد بأسئلة دقيقة حول الصراعات الطائفية التي شبت في العراق واذا ما كانت أميركا تتجاهل أم ترفض الاعتراف بوجود حرب أهلية على الرغم من أن بعض رجال السلطة في العراق يؤكدون بدايتها، وزاد قائلا إن أعداد الضحايا الأبرياء في ارتفاع مستمر، حيث ارتفع العدد من 250 قتيلا شهريا عام 2003 إلى 1500 قتيل في العام الماضي، بالإضافة لزيادة أعداد المختطفين والعمليات الانتحارية. وتعثر خليلزاد في إجابته، لكنه ما لبث أن أكد أن هناك عنفاً طائفياً وارتفاعا ملحوظا في عدد الضحايا. واوضح كيري أن لا مانع لدى الولايات المتحدة في إبقاء بعض جنودها لتدريب القوات العراقية وقسم اخر لمحاربة القاعدة «لكن العراقيين أنفسهم يقولون إن وجود القوات الأميركية يعد أحد الأسباب الرئيسية في استمرار أعمال العنف، لذلك علينا الانسحاب ونحن بذلك لا نتخلى عن العراقيين كما تتصور». وعقب خليلزاد على ذلك قائلاً «أعرف أن العراقيين يريدون خروج القوات الأميركية والقوات نفسها تريد ذلك ولكن الوقت غير مناسب، والحل هو الضغط على العراقيين كي يتحدوا لبناء بلدهم».

وفي سياق ذي صلة، واجهت إدارة الرئيس جورج بوش في جلسة اخرى عقدها في الكونغرس سيلاً من الانتقادات بسبب سياستها في العراق، في حين تم التطرق لأول مرة خلالها لموضوع «الفساد الاداري» الذي عرفته البلاد منذ اجتياح القوات الاميركية للعراق في ابريل (نيسان) عام 2003 .

وعقدت جلسة الاستماع لبحث موضوع «نجاح الاستراتيجية الأميركية في العراق» وكذا دراسة تقرير صدر العام الماضي عن مجلس الأمن الأميركي يتطرق الى مدى نجاح التجربة الأميركية.

وعبر بعض أعضاء الكونغرس عن تساؤلاتهم ومخاوفهم أثناء الجلسة من الوضع الحالي في العراق وتفشي الفساد الإداري. ووصف الجمهوري دانيس كوسنش تقرير مجلس الامن الاميركي بانه «خديعة» لأنه صدر بعد سنتين من الاجتياح الأميركي للعراق، مضيفا أن الإدارة الأميركية لا تزال تمارس نفس اللعبة في حين أن الواقع مختلف، حيث قتل أكثر من 2500 جندي أميركي وراح آلاف العراقيين ضحايا، وهذا ما يؤكد ان إدارة بوش لم يكن لديها أي تصور أو خطة واضحة لإعادة إعمار العراق وعلى ما يبدو أن ليس لديها خطة واضحة للانسحاب، على حد تعبيره.