قطار بغداد ـ الموصل يبحث عن ركاب

يتجنّبه المسافرون خوفا من هجمات رغم أن قيمة التذكرة تعادل نصف دولار

TT

بغداد ـ رويترز: أرضيته الرخامية تلمع، وطلاء حديث يغطي أكشاك بيع التذاكر، ولكن ينقص محطة قطار بغداد التي شيدت قبل الخمسينات من القرن الماضي، وجرى تجديدها بتمويل أميركي بلغ 60 مليون دولار، شيء واحد.. الركاب.

ويخشى الركاب أن ينصب مسلحون كمائن أو يفجرون قضبان السكك الحديدية لدرجة أن القطار الوحيد الذي يقوم برحلة يومية بين بغداد ومدينة الموصل الشمالية، لا يجد ركابا. وتقبع المركبات الصفراء والخضراء بلا حراك تحت الشمس الحارقة، على أرصفة المحطة، في حين خرج كلب ينبح في مجموعة من الزائرين، من بينهم مسؤولو إعادة إعمار اميركيون. وقال محمد علي هاشم مدير سكك حديد الجمهورية العراقية «لا يوجد ركاب.. إنهم خائفون لدرجة تمنعهم من السفر. ربما تواتي الناس الشجاعة في المستقبل». وقال مسؤولو الإعمار الأميركيون، الذين تفقدوا المحطة أول من أمس، إن إعادة بناء خطوط السكك الحديدية العراقية، التي تمتد لأكثر من الفي كيلومتر ضروري لإحياء الاقتصاد، لنقل كل شيء من الوقود الى الحبوب والأسمدة والركاب. وانفق حوالي 53 مليون دولار على غرفة التحكم، التي تعمل عن طريق الاقمار الصناعية، ورممت المحطة ذاتها بستة ملايين دولار، اثر تعرضها للنهب عقب دخول القوات الأميركية بغداد. واليوم تزين البهو الرئيسي للمحطة، صور لرجل الدين مقتدى الصدر، وهو من الشخصيات ذات النفوذ في العراق بعد الحرب، ويسيطر انصاره على وزارة النقل.

وتستغرق الرحلة اليومية من بغداد الى الموصل عشر ساعات، يقطع خلالها القطار مسافة 400 كيلومتر، ويتوقف في سامراء وتكريت مسقط رأس صدام، وتتكلف ما يعادل 50 سنتا أميركيا، ومع ذلك تخلو عربتا القطار من الركاب باستثناء العاملين، وخمسة من رجال الشرطة. ويغادر القطار رقم 11 المحطة في الثامنة صباحا، ولكن ليس هناك من يخاطر بركوبه. ولا يزال المهندس الميكانيكي أحمد إبراهيم، يأمل في تحسن الأحوال، ويقول إن من المهم تسيير القطارات. ويضيف «مثلما يكون لديك سيارة، فحتى ان لم تذهب لأي مكان، ينبغي أن تدير المحرك».