العرب يلجأون إلى سفارات بلادهم لتأمين خروجهم من «الفخ اللبناني»

حافلات الفارين «تتسلق» سلسلة جبال لبنان بدلا من أن «تخترقها»

TT

كانت شوارع بيروت «الآمنة» حتى الساعة، شبه مقفرة امس حتى ان شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت المستهدفة بالقصف الاسرائيلي كانت انشط حركة منها.

وفي المقابل، كانت حركة السفارات الغربية والعربية انشط من حركة اللبنانيين، فالترقب الذي ساد لدى الزوار العرب والأجانب تحول، مع تزايد حدة العمليات العسكرية، خوفا ساهم في اطلاق حركة اجلاء كبيرة للرعايا الذين «علقوا» في لبنان بكل معنى الكلمة بعدما اقفل مطار بيروت والمرفأ، وبعدما قطعت الطريق الدولية بين بيروت ودمشق بالقصف المركز الذي طاول حتى ما بعد نقطة الأمن العام اللبناني في المصنع.

سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت حجزت فندق «السفير» القريب منها لمواطنيها من اجل تأمين اقامتهم وتسهيل نقلهم في حافلات أمنتها لهم الى سورية ومنها الى السعودية بالطائرة.

وأكد السفير السعودي عبد العزيز خوجة لـ«الشرق الأوسط» ان السفارة أمنت اجلاء معظم المواطنين السعوديين، مشيرا الى ان بعض السعوديين قرر البقاء في لبنان فتركت لهم الحرية. واوضح انه تم اجلاء نحو 4 الاف مواطن حتى اول من امس عن طريق السفارة، فيما غادر اخرون بوسائلهم الخاصة ومن دون مساعدة. وفي فندق «السفير» كان عشرات السعوديين يتجمعون للصعود في حافلات احضرت لهذه الغاية. لكن القلق كان سيد الموقف، فالرحلة التي كانت تتم من بيروت الى الحدود الشمالية فالعاصمة السورية ـ على طولها وصعوبتها ـ اصبحت خطرة بعدما تعرض الشمال للقصف الاسرائيلي. ويقول احد المنتظرين لـ«الشرق الأوسط» انه قلق لأنه ابلغ ان الرحلة عبر الشمال اصبحت خطرة وان مسارها سيحول الى نقطة المصنع (قصفت أيضا) مجددا عبر طريق جبلية وعرة تمر في منطقة الارز، بمعنى ان الحافلات «ستتسلق» سلسلة جبال لبنان بدلا من ان «تخترقها».

وامام السفارتين الاماراتية والقطرية كانت الصورة مماثلة، مواطنون ومقيمون يتجمعون طلبا لمساعدة السفارة في الخروج من «الفخ اللبناني» الذي وقعوا فيه.

وبين المتجمعين امام السفارة الاماراتية، مواطن بريطاني يعمل في بيروت حضر لتأمين سفر زوجته وابنته لان لا برنامج محددا لسفارة بلاده. اما هو فقد قرر البقاء قائلا لـ «الشرق الاوسط» انه يعتقد انه طالما بقي في هذه الجهة (مشيرا بيده الى بيروت) فالوضع آمن «لذلك قررت البقاء لاكمال عملي، لكني سأرسل عائلتي لتمضية عطلة الصيف».

وحدهم «المحظوظون» من ابناء الجاليات الاجنبية يستطيعون اختراق الحصار الاسرائيلي بالرحيل عبر قبرص والوصول اليها بالطائرة من بيروت. غير ان هذا «الحظ» ليس مجانيا فالسفارة الاميركية اشترطت على ابناء جاليتها دفع ثمن الرحلة الى قبرص. ومن يعجز عن ذلك تقدم له قرضا يتعهد بإعادته. وأوضحت مصادر السفارة الاميركية ان 25 الف مواطن سجلوا انفسهم حتى الان في السفارة. لكن من غير الواضح اذا كان كل هؤلاء سيغادرون.

وصدرت عن السفارة الاميركية معلومات الى المواطنين الاميركيين في لبنان تبلغهم فيها «ان وزارة الخارجية تستمر بالعمل مع وزارة الدفاع الاميركية على خطة لمساعدة المواطنين الاميركيين علي مغادرة لبنان والانتقال الى قبرص.