«حزب الله» يقصف حيفا بـ12 صاروخا ويقتل 8 إسرائيليين رغم نشر «باتريوت» المضادة

حكومة أولمرت تنقل المواد الكيماوية في المدينة إلى الجنوب

TT

في أعقاب تنفيذ حزب الله وعده وقصفه مدينة حيفا رغم نشر صواريخ باترويت المضادة للصواريخ حولها، حسب ما اعلنت مصادر اسرائيلية، ومقتل 8 مواطنين اسرائيليين في محطة تصليح القطارات شمال حيفا، أمس، أعلن الجيش الاسرائيلي عن توسيع حالة الاستنفار الأمني الى منطقة تل أبيب، تحسبا لتنفيذ حزب الله تهديداته بضرب المناطق الواقعة جنوب حيفا. وفي المقابل أعلنت حالة استنفار قصوى في مصفاة تكرير البترول والمصانع الكيماوية في المنطقة الصناعية في حيفا.

وجنبا الى جنب مع هذا الاعلان قررت الحكومة الاسرائيلية في جلستها العادية، أمس، الاستمرار في العمليات الحربية وتشديدها أكثر ضد لبنان مدعية ان هذه الحرب هي ضد حزب الله اللبناني وضد من يساعده. وقال رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، في بداية الجلسة انه لا توجد لدى اسرائيل نية للخضوع أمام ضربات حزب الله على المواطنين. وقال ان حزب الله أعلن حربا على الشعب في اسرائيل وهي ترد عليها بقوة وباصرار وببرودة أعصاب، وما هو مطلوب من الجمهور المزيد من الصبر. فهذه الحرب غير محددة بزمن.

وكانت صواريخ حزب الله قد سقطت على المنطقة الصناعية في حيفا في التاسعة من صباح أمس، عندما كانت الحكومة الاسرائيلية في بداية اجتماعها الأسبوعي. وبلغ عدد الصواريخ التي تساقطت متلاحقة على المنطقة 12 صاروخا، أحدها سقط داخل الكراج المكتظ بالعاملين. فقتل على الفور ثمانية منهم وأصيب بجراح 50 شخصا بينهم خمسة جراحهم قاسية وثلاثة جراحهم متوسطة. وحسب وزير المواصلات، شاؤول موفاز، وهو وزير دفاع سابق ورئيس أركان سابق للجيش الاسرائيلي، فإن الصواريخ ليست من نوع كاتيوشا العادية. وقال ان الكرات الحديدية التي احتوتها الصواريخ تدل على ان هذه صواريخ ايرانية تركت الصناعات العسكرية السورية بصماتها عليها. وهدد موفاز رئيس حزب الله، الشيخ حسن نصر الله، بشكل مباشر وقال: ان حزب الله هو تنظيم القاعدة في منطقتنا وحسن نصر الله هو أسامة بن لادن. هكذا ننظر اليهما وهكذا سنتعامل معهما. وبعد ثلاث ساعات أطلقت ثمانية صواريخ أخرى شمال حيفا في المنطقة الممتدة ما بين عكا ونهاريا، لكنها لم تتسبب في اصابات. وعلى الفور أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الاسرائيلي رفع درجة الاستنفار في النصف الأعلى من البلاد، ودعت الجمهور والسلطات المحلية والبلدية الى اتخاذ الاجراءات الاحتياطية اللازمة. فأمرت المواطنين في الشمال الأعلى (من حدود لبنان الى شارع عكا ـ صفد) بالبقاء طول الوقت في الملاجئ. وأمرت المواطنين في المناطق الواقعة ما بين شارع عكا ـ صفد وبين حيفا بالبقاء في الملاجئ أو غرف الأمان المبنية من الاسمنت المسلح في كل بيت. ثم أمرت سكان المناطق الوسطى من حيفا الى تل أبيب باتخاذ الاجراءات الاحتياطية وعدم الخروج من البيت أو السفر في الشوارع إلا اذا كان هناك ما هو ضروري. وفي هذه الحالة فإن حالة الاستنفار الأمني تشمل حوالي ثلثي سكان اسرائيل. وقد تم تبرير هذا التطور بتصريح من قائد اللواء الشمالي في الجيش الاسرائيلي، ملول آدم، بأن حزب الله يملك صواريخ متوسطة المدى بمقدورها الوصول الى تل أبيب. ومما تسرب الى الاعلام عن جلسة الحكومة، فان بعض الوزراء تساءلوا عن سبب نجاح حزب الله في مواصلة اطلاق صواريخ الكاتيوشا وغيرها من الصواريخ باتجاه اسرائيل، رغم العمليات الحربية الاسرائيلية الكبيرة. وفعلوا ذلك بمنتهى الحذر حتى لا يظهر انهم يعترضون أو ينتقدون العمليات. وقد رد رئيس أركان الجيش، دان حالوتس، قائلا ان هناك 10 آلاف صاروخ بأيدي حزب الله منتشرة على مناطق واسعة وقسم منها يتم اطلاقه من داخل بيوت مدنية في الأحياء السكنية. وقالت وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، ان العالم يتفهم العمليات الاسرائيلية بشكل عام، خصوصا ضد حزب الله، ولكن هناك انتقادات على اصابة المدنيين والمرافق الحيوية اللبنانية. وقالت انها تحاول التوضيح ان العمليات الحالية تتركز على حزب الله وانها تحاول ابراز الضحايا المدنيين الاسرائيليين من جراء القصف. وأكدت ان هناك شرخا واضحا في العالم العربي جراء عمليات حزب الله، «فالعرب يشعرون بأن هذه المنظمة ورطتهم في حرب لصالح قوى خارجية ولا تمت بصلة للمصالح العربية، وهناك من يرى في نشاط حزب الله الإنفرادي تهديدا لبعض الأنظمة وتأليبا للجمهور عليها».

وأكدت الحكومة في نهاية الجلسة رفضها للمبادرة التي طرحها رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، لوقف اطلاق النار لكن هذا الرفض ترافق مع اشارة الى ان اسرائيل مستعدة ومعنية بوقف النار ولكن بشرط ان يطلق سراح الجنديين الاسرائيليين المخطوفين وأن يتم تجريد حزب الله من سلاحه ونشر قوات الجيش اللبناني على الحدود مع اسرائيل وعلى المناطق الممتدة من هذه الحدود وحتى بيروت. الى ذلك أعلن مسؤول كبير في وزارة البيئة الإسرائيلية، ان المنتجات الكيميائية في منطقة حيفا التي تتعرض للقصف يجري نقلها نحو جنوب البلاد.

وقال يوسي انبار، ان «قسما من هذه المنتجات الكيميائية التي كانت مخزنة في منطقة حيفا نقل الى الجنوب». وأوضح أن «انتاج هذه المواد من قبل المصانع في المنطقة، خفض الى الحد الأدنى».

وأضاف «لقد قمنا بتجربة منذ أسبوعين حول الأنظمة الأمنية، وفي حال أصيب مخزن محروقات، ستنبعث منه سحابة سوداء انما غير سامة».