الكوفة: انتحاري يستدرج عمالا إلى حافلة مفخخة فيفجرها ويقتل ويصيب 191 شخصا

8 قتلى بانفجار شمال بغداد.. و5 في اشتباكات مع القوات البريطانية بالبصرة

TT

قاد مهاجم انتحاري حافلة ودخل بها سوقا مزدحما في مدينة الكوفة بجنوب العراق امس، وأغرى العمال بركوبها على وعد بايجاد أعمال لهم، ثم فجر نفسه ليقتل 59 شخصا في أحد أشد الهجمات دموية بالعراق هذا العام. وأدى الانفجار أيضا الى اصابة 132 شخصا.

ووقع الانفجار على بعد 50 الى 100 متر من مزار شيعي، وأدى الى تدمير الحافلة بعد فترة وجيزة من خروجها من السوق بمجموعة من العمال. وقال ناصر فيصل الذي كان في مكان الهجوم: «جاء رجل يستقل حافلة كيا ويتحدث بلهجة عراقية وقال.. أريد عمالا. وبعدما دخل العمال وتكدسوا بالحافلة قام بتفجيرها». ونسبت اليه وكالة رويترز قوله «قتل أربعة من أقاربي. كانوا يقفون الى جوار الحافلة. مزق الانفجار أجسادهم الى أشلاء مبعثرة». وقال شهود عيان ان الحافلة كانت تحمل لوحات معدنية مسجلة ببغداد. ودمر الانفجار ست سيارات ومطعمين بالمنطقة.

وتعرضت الشرطة في مكان الانفجار لقذف بالحجارة من الحشود الغاضبة التي طالب الكثيرون من بينها بتولي ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر المسؤولية عن الامن في الكوفة القريبة من النجف التي تقع بدورها على بعد 160 كيلومترا جنوب بغداد.

وتجمع المحتجون حول الحطام الاسود للعربات التي دمرت. وكانت ملابس ملطخة بالدماء وسط الحطام. وصرخت امرأة ترتدي عباءة سوداء قائلة «نريد جيش المهدي أن يحمينا. نريد جيش مقتدى أن يحمينا»، بينما هتف محتجون اخرون ضد الشرطة واتهموهم بالخيانة وبعدم أداء وظيفتهم جيدا وبأنهم «عملاء للاميركيين». واطلقت الشرطة الرصاص في الهواء لتفريق الحشود وأعقب ذلك اضطرابات. وكان بعض المدنيين، وهم فيما يبدو من أتباع مقتدى الصدر، يحملون أسلحة.

وجاء الهجوم بعد يوم من قتل مسلحين أكثر من 50 شخصا في بلدة المحمودية القريبة من بغداد. وألقى محافظ النجف أسعد أبو كلل باللوم في هجوم الكوفة على من وصفهم بالبعثيين المجرمين، والارهابيين بالمحمودية.

وأصبحت تجمعات العمال في الاسواق المزدحمة هدفا مفضلا لمقاتلي تنظيم القاعدة، الذي يقول مسؤولون عراقيون وأميركيون انه عازم على اشعال حرب أهلية بين الشيعة والسنة.

من ناحية ثانية، اعلن مصدر في الشرطه العراقية، ان ثلاثة جنود عراقيين قتلوا في هجوم مسلح على نقطة تفتيش للجيش العراقي بين مدينتي اليوسفية والمحمودية. واضاف في تصريح لوكالة الانباء الالمانية، أن مسلحين امطروا نقطة تفتيش للجيش العراقي بوابل من الرصاص ظهر امس بين مدينتي اليوسفية والمحمودية، مما ادى الى مقتل ثلاثة جنود وجرح اخر.

واعلن مصدر في شرطة أمن مدينة كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد)، مقتل ثمانية اشخاص، بينهم ستة من رجال الشرطة، وجرح ثلاثة اخرين بانفجار عبوة ناسفة ضد دورية للشرطة في بلدة الحويجة (غرب كركوك). واضاف ان الانفجار وقع منتصف يوم امس الثلاثاء، مستهدفا دورية للشرطة قرب محطة حافلات بلدة الحويجة (50 كلم غرب كركوك)، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

واعلن الجيش الاميركي في بيان له يوم امس الثلاثاء، وفاة جندي اميركي متأثرا بجروح اصيب بها جراء انفجار عبوة ناسفة على دوريته جنوب بغداد. وقال البيان ان «الجندي توفي جراء جروح خطيرة اصيب بها في انفجار عبوة ناسفة استهدفت آليته في جنوب بغداد اول من امس».

وفي البصرة اعلن مصدر امني عراقي، ان خمسة عراقيين قتلوا واصيب 15 اخرون في اشتباكات مع القوات البريطانية في المدينة. من جانبه، اكد الميجور تشارلي بوربريدج المتحدث باسم القوات البريطانية في البصرة وقوع الاشتباكات، من دون الاشارة الى سقوط ضحايا. واوضح ان «مسلحين يقودون جماعة ارهابية اطلقوا النيران على القوات البريطانية خلال مداهمة قامت بها القوات في البصرة». واضاف ان «الهدف من المداهمة التي قام بها لواء من الكتيبة المدرعة العشرين كان البحث عن مخابئ للاسلحة». وقال «تعرضت القوات الى اطلاق نار خلال توجهها الى الموقع الذي يعتقد انه مخبأ للاسلحة»، مشيرا الى ان «القوات ردت على مصادر النيران، بدون تعرض اي من الجنود البريطانيين الى اذى». ووصف بوربريدج العملية، «بانها حققت نجاحا وتم خلالها مصادرة طنين من الاعتدة والصواريخ والقنابل وقذائف الهاون وكمية كبيرة من مواد تصنيع العبوات الناسفة».