إيران تهدد بتعليق معاهدة الانتشار النووي وتؤكد حقها في إنتاج دورة الوقود

طهران تستفيد من صرف الانتباه عن برامجها النووية مع التصعيد بالمنطقة

TT

قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده لها كل الحق في انتاج الوقود النووي بدون أن يظهر أي اشارة على التراجع بخصوص الانشطة النووية قبل اجتماع لمجلس الامن التابع للامم المتحدة. وكان دبلوماسيون قد قالوا ان مجلس الامن سيجتمع هذا الاسبوع لصياغة مشروع قرار يطالب ايران بوقف الانشطة النووية الحساسة التي يخشى الغرب من امكانية استخدامها لصنع اسلحة نووية. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الايرانية الرسمية عن أحمدي نجاد قوله امس «امتلاك دائرة وقود نووي هو الحق الواضح للامة الايرانية»، وكرر القول بأن ايران تسعى لامتلاك دائرة وقود نووي فقط لبناء محطات للطاقة. الى ذلك، حذر رئيس لجنة الامن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بورودجردي امس من ان ايران قد تتبنى قانونا يعلق انضمامها الى معاهدة حظر الانتشار النووي في حال مارس مجلس الامن الدولي ضغوطا عليها لحملها على تجميد انشطتها النووية. ونقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية عن النائب الايراني قوله «اذا اراد مجلس الامن الدولي تبني قرار يفرض على طهران وقف تخصيب اليورانيوم، فإن مجلس الشورى سيطرح بالتأكيد مسألة تعليق انضمام ايران الى معاهدة حظر الانتشار النووي». وقال «نأمل في ألا يتخذ مجلس الامن قرارات غير عقلانية قد تحمل ايران على تغيير موقفها». واكد ان ايران حتى الان «احترمت معاهدة حظر الانتشار النووي والتسوية التي اقترحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

ويرى محللون غربيون أن ايران تستفيد من الهجوم الذي تشنه اسرائيل على لبنان لانه سيحول الانتباه بعيدا عن برنامجها النووي، ويقولون ان «حزب الله» لا يمكن أن يكون قد تصرف بدون موافقة طهران. وبالرغم من أن ايران مولت ودعمت «حزب الله» خلال الثمانينات فانها تنفي تزويده بالاسلحة، ويصر مسؤولون على أن المساندة الايرانية تقتصر على الدعم المعنوي.

وقال برويز داوودي نائب الرئيس الايراني لوكالة أنباء الجمهورية الايرانية اول من امس في تأكيد لتصريحات رسمية سابقة «على الدول الاسلامية مساعدة الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني من خلال تقديم الدعم السياسي والمالي والاقتصادي». وأضاف «لا بد أن تعزل الدول الاسلامية النظام الصهيوني من خلال الجهود الدبلوماسية» بدون أن يحدد دورا بعينه لايران.

ويتفق المحللون على أن ايران من المرجح أن تحجم عن العودة الى جنوب لبنان، ويرون أنها تستمتع بتحويل الانتباه بعيدا عن برنامجها النووي الذي يقول الغرب انه يهدف الى صنع أسلحة نووية. وقالت كلير سبنسر رئيسة برنامج الشرق الاوسط في المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية «الاستراتيجية الايرانية هي أنه يمكن اتهامها بدعم حزب الله بأي حال لذلك فانها تحاول اضاعة بعض الوقت بشأن الملف النووي في الوقت الذي يضيق فيه الخناق قليلا». وأضافت «في رأيي فان حزب الله لم يكن ليمضي قدما من دون التشاور مع ايران». وتقول اسرائيل ان أسلحة ايرانية أطلقت عليها، وذكر مصدر عسكري اسرائيلي يوم السبت ان صاروخ أرض ـ بحر ايراني الصنع موجهاً بالرادار ضرب احدى البوارج الاسرائيلية وألحق بها أضرارا بالغة. ويقول «حزب الله» انه أطلق صواريخ «رعد 2 ورعد 3» على مخزن للسكك الحديدية في مدينة حيفا. والصاروخ «رعد» هو صاروخ ايراني. وللحرس الثوري الايراني تاريخ في المشاركة في القتال بجنوب لبنان وتم نشره هناك لدعم حملات «حزب الله» على اسرائيل في الثمانينات. واشتهر الايراني مصطفى شمران الاب الروحي للحرس الثوري الايراني بأنه زعيم لحرب العصابات ضد اسرائيل في لبنان.

ولكن سبنسر قالت ان «حزب الله» يثبت الان أنه من الكفاءة بحيث لا يحتاج لتعزيزات من ايران.

وتابعت «ليست هناك حاجة لوجود الايرانيين بأنفسهم هناك». وتصر طهران على عدم وجود أي قوات لها في المنطقة. ويتفق مارك توماس منسق برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والامنية على أن ايران ربما تكون قد أعطت الضوء الاخضر لـ«حزب الله» ولكنها لن تتباهى بضلوعها في الامر. قال «هناك قدر كبير من الإنكار لوجود شيء ما يحدث هناك... انهم لن يقوموا بأي عمل صريح». ومضى يقول «تحاول ايران تحويل الانتباه عن برنامجها النووي». وعندما سئلت سبنسر عما اذا كانت علاقة ايران بـ«حزب بالله» ستجعل المجتمع الدولي أكثر تصميما على اتخاذ اجراء ضد الانشطة النووية الايرانية في مجلس الامن قالت «كان حزب الله بالفعل جزءا مما يؤخذ عليهم». واتفق توماس مع ذلك وقال «مميزات اللعب بهذه الورقة أكبر من المساوئ».