بوش يدعو إيران وسورية إلى مطالبة «حزب الله» بوقف الصواريخ

بلير يتهم دمشق وطهران بدعم «حزب الله» وأنان يتحدث عن «صلاحيات» قوة الاستقرار

TT

كررت الولايات المتحدة الاميركية قولها ان اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ودعت ايران وسورية الى ممارسة نفوذهما على «حزب الله» لوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو امس ان «حزب الله» هو الذي بدأ الصراع وينبغي لسورية وايران ان تستخدما نفوذهما لوقفه، مشيرا الى هجمات حزب الله على اسرائيل انطلاقا من لبنان.

وقال سنو ان الرئيس الاميركي جورج بوش يعتقد «ان الرئيس السورى بشار الاسد لا يبذل جهدا كافيا لاحلال الاستقرار في الشرق الاوسط». وتابع سنو «الرئيس يعتقد انه في الوقت الحاضر لا يبذل الرئيس الاسد ما يستطيعه لاحلال السلام وهو الكف عن ايواء منظمات ارهابية وتوفير ملاذ آمن لها والسماح لأشخاص بتنفيذ عمليات ارهابية او على الاقل التخطيط لها على ارضه». كما ابدى سنو عزوفا عن تأييد وقف اطلاق النار على الفور قائلا «وقف لاطلاق النار يترك بنية اساسية ارهابية سليمة ليس مقبولا»، وأضاف «عندما يحدث وقف لاطلاق النار.. سيفسر حزب الله ذلك على انه نجاح لاساليبه». من ناحيتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس ان الجميع يريد وقفا لاطلاق النار في الشرق الاوسط «حينما تكون الظروف مواتية». وتابعت رايس انها مستعدة للذهاب الى الشرق الاوسط عندما يكون ذلك مناسبا وضروريا ومفيدا.

وعبرت رايس ووزير ووزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في واشنطن علنا عن خلافهما حول توقيت وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله. فبعد ان اتفق الوزيران بعد ان اجريا مباحثات اولى حول الوضع في المنطقة قبل غداء في وزارة الخارجية على ضرورة وقف اطلاق النار، قال ابو الغيط ان ذلك يجب ان يحدث «الان»، فيما استخدمت رايس عبارة «عندما تتوفر الظروف الملائمة».

الى ذلك، اتهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ايران وسورية مباشرة بدعم حزب الله في الازمة الحالية في الشرق الاوسط. وقال بلير امام النواب «في بيان مجموعة الثماني نددنا بنشاطات المجموعات المتطرفة وبشكل ضمني الذين يدعمونهم. ويرى معظمنا في مجموعة الثماني انه يمكن القول بوضوح اكبر ان حزب الله مدعوم من ايران وسورية». وأضاف ان حزب الله مدعوم «أولا بالأسلحة وهي اسلحة مشابهة جدا ان لم تكن مماثلة تماما للاسلحة التي استخدمت ضد القوات البريطانية في البصرة (جنوب العراق) وثانيا بوسائل مختلفة لاسيما المالية منها من قبل البلدين».

من ناحيتها، أعربت المفوضية الأوروبية عن تأييدها الكامل لاقتراح إرسال قوة دولية جديدة إلى لبنان. وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية للصحافيين بعد اجتماعه مع أنان «ندعم بشكل كامل الدعاوى التي تطالب بنشر قوة لاحلال الاستقرار في جنوب لبنان». وأضاف أن بعض دول الاتحاد الأوروبي أعربت عن رغبتها في المساهمة في قوة حفظ السلام الدولية.

واستطرد أن إرسال قوات دولية إلى لبنان، «مهم للغاية» لمساعدة الأطراف على إنهاء العنف.

لكنه أكد أنه «لا شيء يمكن أن يحل محل رغبة من يعيشون على الأرض، فلا أحد يمكنه فرض السلام، رغما عن من يعيشون هناك». كما قال باروسو إن المفوضية تعمل مع بعض الدول الأعضاء بالاتحاد لوضع مشاريع دعم لاعمال التعمير في لبنان.

غير أن وزير الخارجية الاسباني ميجيل أنجيل موراتينوس قال أمس، إن بلاده لن تساند إرسال «بعثة دولية من أي نوع» إلى لبنان بدون «التأييد الكامل» من مجلس الأمن الدولي. وقال موراتينوس في تصريحات لاذاعة «ساردينا سير» إن نشر فرقة من الأمم المتحدة «هو أحد الحلول المحتملة». وأضاف أن أسبانيا لم تدرس بعد ما إذا كانت ستشارك في مثل هذه البعثة.

واتهم وزير الخارجية الاسباني المجتمع الدولي «بالفتور وغياب الإرادة السياسية»، في التعامل مع هذه الأزمة. وتعهد موراتينوس بأن الدول التي لها «تأثير معين وقناة اتصال» مع أطراف الصراع مثل أسبانيا «ستواصل العمل» مع أجل التوصل إلى حل.

ووسط الجهود الدولية لوقف التصعيد فى الشرق الأوسط، أرسلت روسيا نائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف إلى المنطقة أمس. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن نائب وزير خارجيتها سيسعى الى كسب التأييد من أجل نشر قوة مقترحة تابعة للأمم المتحدة لتأمين منطقة الجنوب اللبناني. وقالت الوزارة «سيولي خلال اجتماعاته مع زعماء الدول اهتماما خاصا بإيجاد سبيل لإنهاء إراقة الدماء والعنف سريعا». ولم يحدد بيان الخارجية الروسية الدول التي سيزورها سلطانوف.

من ناحيته، أكد تيري رود لارسن مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط أمس، أن الجهود الدولية الرامية لوضع حد لدائرة العنف في الشرق الأوسط، من الممكن أن تؤدي إلى هدنة في المنطقة. وفي بروكسل جدد الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا أمس، تأكيده انه يستعد للعودة مجددا الى الشرق الأوسط. وقال سولانا في مؤتمر صحافي مشترك مع أنان فى بروكسل، «كنت في الشرق الأوسط في الايام الاخيرة، ويمكنني أن اتابع جولتي في الساعات المقبلة». وقالت الناطقة باسم سولانا، ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية إن الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية، الذي توجه الى بيروت الأحد، سيتوجه مجددا ليل أمس الى الشرق الأوسط الى وجهة لم تحدد بعد. وفى باريس، أعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس جاك شيراك، دعا الى بذل «أقصى ما هو ممكن»، من أجل «امداد لبنان بالدعم الانساني، الذي هو بأمس الحاجة اليه»، وذلك بعد اجتماع مع رئيس وزرائه دومينيك دو فيلبان العائد من بيروت. واطلع دو فيلبان شيراك على نتائج زيارته الخاطفة اول من امس الى بيروت، حيث التقى نظيره اللبناني فؤاد السنيورة، فوصف له «الخطورة البالغة على صعيد الوضع الانساني». وشدد الرئيس الفرنسي على «اهمية هذه الزيارة للتعبير عن تضامن فرنسا مع لبنان». وأفاد قصر الاليزيه ان شيراك «طلب ان نقوم بأقصى ما هو ممكن بالارتباط مع شركائنا، لإمداد لبنان بالدعم الانساني، الذي هو بأمس الحاجة اليه».