ارتفع عدد قتلى موجة المد البحري (تسونامي)، التي ضربت جزيرة جاوة الاندونيسية اول من امس الى اكثر من 337 قتيلاً، بينهم سياح اجانب، في حين استمرت اعمال الانقاذ امس وسط جو من الفوضى، ذكر بالجو الذي ساد خلال موجة التسونامي التي ضربت شواطئ المحيط الهندي عام 2004.
واعلنت وزارة الصحة الاندونيسية امس، ان اكثر من 337 شخصا قضوا، فيما اصيب 510 بجروح، اول من امس في جزيرة جاوة الاندونيسية، اثر موجة تسونامي التي سببها زلزال وقع في عمق البحر. وقال روستام باكايا رئيس خلية الازمة في وزارة الصحة الاندونيسية، ان حوالي 150 شخصا لا يزالون في عداد المفقودين وان اكثر من 52 الف شخص نزحوا، اي اكثر بعشر مرات مما كان متوقعا. واضاف ان غالبية الضحايا سقطوا في منطقة بانغنداران السياحية في جنوب غرب جاوة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن احد سكان المنطقة عاد اسكندر قوله، ان غالبية القتلى في هذه المدينة كانوا من الاطفال والشباب، مشيرا الى ان «الاطفال والشبان ينطلقون بعد ظهر كل يوم للعب الكرة او التزلج على المياه على الشاطئ».
ولقيت فرنسية، 26 عاما، كانت تمضي العطلة مع صديق لها حتفها في الموجة القاتلة. وافاد مصدر دبلوماسي بأنه تم العثور على جثتها وتحديد هويتها. وقال ضابط محلي في الجيش الاندونيسي ان ارتفاع الامواج بلغ ثلاثة امتار، مشيرا الى ان «مستوى المياه عاد الى طبيعته». واشارت قناة «مترو تي في» التلفزيونية الى وجود ستة اجانب بين الجرحى، هم هولنديان واربعة يابانيين. وافاد مصدر دبلوماسي آخر بوجود طفلين سويديين في عداد المفقودين.
وذكرت هذه الكارثة الجديدة بالتسونامي الذي اوقع في ديسمبر (كانون الاول) 2004 نحو 220 الف قتيل، منهم 168 الف قتيل في شمال جزيرة سومطرة و50 الفا اخرين في دول مطلة على المحيط الهندي. بيد ان مركز مراقبة التسونامي في المحيط الهادئ، الذي يقع في هاواي، استبعد يوم الاثنين وقوع «تسونامي مدمر على نطاق واسع». وضربت موجات بلغ ارتفاعها عشرات السنتيمترات جزر كوك وكريسماس، وهي اراض استرالية تقع على المحيط الهندي، من دون التسبب باضرار، وصدر اول من امس تحذير من حدوث تسونامي في ارخبيل جزر نيكوبار الهندي الواقع قبالة الساحل الجنوبي الشرقي، كما اعلنت السلطات المحلية، بيد ان اي حادث لم يسجل فيها.
وقالت تيتي وهي من سكان المنطقة ان «واجهات العديد من الفنادق على شاطئ بانغنداران تضررت. وجرفت الامواج المراكب باتجاه الفنادق التي تحطمت واجهاتها الزجاجية». واضافت تيتي وهي مرشدة سياحية كانت ترافق عددا من السياح الهولنديين ان «العديد من الفنادق الصغيرة دمرت». وقالت وكالة «انتارا» الرسمية للانباء نقلا عن مقيمين في بانغنداران قولهم، ان مئات الجرحى الذين لجأوا الى محيط المسجد في المدينة بحاجة طارئة الى معدات طبية. كذلك، قال عماد رويماد، 32 عاما، وهو اب لطفلين ومن سكان المنطقة ان منزله دمر، لكن اسرته نجت. واضاف: «كل شيء دمر، أنا مرتبك، أريد العودة لكنني لا أعلم الى أين». كذلك، روى سائح بلجيكي في بانغنداران، التي يقبل عليها السياح وبها الكثير من الفنادق الصغيرة، الحادثة بقوله: «رأيت سحابة كبيرة من مياه البحر الداكنة قادمة نحوي فالتقطت حقيبتي وبدأت أركض، جذبتني المياه وقذفتني الى الاسفل، واعتقدت أنني أغرق». وتابع أنه تشبث بثلاجة وركب الموجة حتى وصل الى فندق قريب.
وكثيرا ما تتعرض اندونيسيا لهزات ارضية وثورات بركانية، حيث يقع هذا الارخبيل الضخم المكون من آلاف الجزر على «حزام النار» في المحيط الهادئ. وقال رئيس ادارة الاغاثة في الصليب الاحمر الاندونيسي بوتو سورياوان، نقلا عن عدد من السكان ان نحو 40 عاملا كانوا يشاركون في بناء سد اعتبروا في عداد المفقودين. وتسبب بموجة تسونامي زلزال في عمق البحر بلغت قوته 7.7 درجة، بحسب المعهد الوطني الاميركي لرصد الزلازل، ووقع بعد ظهر اول من امس في المحيط الهندي بجنوب جاوة. ويقع مركز الزلزال قبالة جزيرة جاوة، على عمق 10 كلم في البحر، وعلى بعد 358 كلم من العاصمة الاندونيسية جاكارتا حسب المعهد الاميركي، الذي اوضح ان كل سكان غرب جزيرة جاوة شعروا بالزلزال الذي اعقبته عدة هزات ارتدادية.