مع بداية الاجتياح البري.. اشتباك حدودي ينتهي بمقتل 3 جنود إسرائيليين وعنصر من «حزب الله»

مقتل طفلين فلسطينيين من الناصرة العربية بعد تعرضها لقصف صاروخي

TT

اتخذت العمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله، أمس، منحى جديدا مع سقوط 3 صواريخ على مدينة الناصرة العربية في الشمال الاسرائيلي، أسفرت عن مقتل طفلين من فلسطينيي 1948 وجرح 51 شخصا، من جهة، ووقوع اشتباكات عنيفة بين القوات الاسرائيلية التي بدأت اجتياحا محدودا في الجنوب اللبناني وبين قوة صغيرة من حزب الله نصبت لهذه القوات كمينا، وقتلت 3 جنود اسرائيليين، حسب الرواية الاسرائيلية (6 حسب رواية حزب الله) وجرحت تسعة.

فقد اعتبرت اسرائيل سقوط صواريخ حزب الله على مدينة الناصرة العربية بمثابة دليل على تراجع كبير في المستوى القتالي لحزب الله وضرب من البلبلة والضياع واطلاق الصواريخ بتسرع وخوف. وتدفقت القيادات العسكرية على المدينة واتصل رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، برئيس البلدية، رامز جرايسي، لتعزيته. وتناولت اسرائيل هذا القصف كقضية أساسية، أمس، لكي تظهر ان حزب الله معاد ليس فقط لليهود، بل أيضا للعرب. ولكن في الوقت نفسه جاءت الاشتباكات على الحدود لتثبت ان اسرائيل لا تعرف تقدير قوة حزب الله بالشكل الدقيق، وتفاجأ كل يوم بشيء جديد منه، حيث ان هذه الاشتباكات انتهت في بلدة عيترون لصالح حزب الله وهزيمة القوات الاسرائيلية.

* الناصرة

* وكانت الصواريخ الثلاثة قد سقطت على ثلاثة أحياء متفرقة من الناصرة، وهي كبرى المدن العربية في اسرائيل (يعيش فيها 70 ألفا) وتعتبر ثالث أقدس المدن المسيحية، بعد بيت لحم والقدس. وفي حي الصفافرة، الذي يضم اللاجئين الفلسطينيين من قرية صفورية عام 1948، قتل طفلان شقيقان أحدهما في الثالثة من عمره والثاني في التاسعة. وبلغ مجموع الجرحى 51، أحدهم جراحه خطيرة وثلاثة جراحهم متوسطة والباقون جراحهم خفيفة تراوحت ما بين الجرح البسيط والاصابة بالصدمة النفسية. يذكر ان الناصرة لم تكن البلدة العربية الوحيدة التي تعرضت لصواريخ حزب الله في الأسبوع الأخير، بل هناك 24 بلدة في الجليل، إذ ان نصف سكان منطقة الشمال الاسرائيلي هم من العرب فلسطينيي 48. وفي بداية القصف أصيب 25 شخصا من سكان بلدة مجد الكروم. ولكن الضربة في الناصرة، أمس، تعتبر الأقسى بالنسبة للبلدات العربية والثانية بعد حيفا من حيث عدد الإصابات وقسوتها.

وقد عكس قصف الناصرة مشكلة المواطنين العرب في اسرائيل عموما في هذه الحرب. فهم من جهة يعتبرون أنفسهم جزءا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية، يتعاطفون بشكل صريح وواضح مع شعبهم وأمتهم ويقفون ضد العمليات الحربية الاسرائيلية الموجهة ضد فلسطين أو لبنان أو أية جهة عربية، وفي الوقت نفسه هم جزء لا يتجزأ من اسرائيل يعانون من كل ما تعانيه، خصوصا في الحروب. فقد وقع الكثيرون منهم نتيجة العمليات التفجيرية والقصف الصاروخي العراقي في حرب الخليج، وها هم يقتلون بصواريخ حزب الله. وعبر المواطنون العاديون وكذلك المسؤولون في الناصرة أمس عن هذه الحيرة في الأحاديث الصحافية مع وسائل الاعلام المحلية والأجنبية، فطالبوا اسرائيل وحزب الله على السواء بوقف النار واللجوء الى لغة الحوار والمفاوضات، من أجل حقن دماء اللبنانيين والفلسطينيين والاسرائيليين.

* الاشتباكات

* وأما المواجهات المباشرة على الحدود اللبنانية فقد بدأت ظهر أمس عندما تقدمت قوة عسكرية داخل الحدود اللبنانية قرب قرية عيترون لجس النبض وتحسس الوضع، ولمعرفة ما إذا كان هناك بعد مسلحون من حزب الله. وما أن تعمقت في الأرض اللبنانية حتى وقعت في كمين نصبه مقاتلان اثنان فقط من حزب الله. فامطرا الجنود الاسرائيليين بالرصاص، فقتلا على الفور جنديا اسرائيليا وجرحا اثنين آخرين. فهرعت قوة اسرائيلية أخرى للمساندة، محملة على دبابة، فأطلق عليها المقاتلان اللبنانيان صاروخا مضادا للدبابات، فتمكنا من قتل جندي آخر واصابة سبعة بجراح، أحدهم جراحه خطيرة واثنان جراحهما متوسطة والباقون جراحهم خفيفة. وتمكن أحد المقاتلين من حزب الله من الانسحاب بسلام الى الشمال في ما قتل الثاني، وعندها استطاع الجنود الاسرائيليون انهاء الاشتباك وانقاذ الجرحى والانسحاب، لكن الاشتباكات استمرت على جبهات أخرى في المناطق الحدودية.