أكبر حركة نقل على خط لارنكا بيروت البحري منذ عام 1982

100 صحافي متمرسا بالحروب استقلوا السفينة اليونانية في رحلتها للعاصمة اللبنانية

TT

الباخرة اييرا بترا ـ أ.ف.ب: يشهد الخط البحري بين لارنكا وبيروت حركة اجلاء كثيفة للاجانب لم يشهد مثيلا لها منذ الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، تترافق مع تدفق للصحافيين من كل انحاء العالم.

والسفينة السياحية اليونانية «اييرا بترا» تجسد صورة هذه الحركة النشطة بين لبنان وقبرص.

فقد استأجرتها وزارة الخارجية الفرنسية لاجلاء الرعايا الفرنسيين والاوروبيين من بيروت اثر الهجوم الاسرائيلي الدامي على لبنان المستمر منذ اسبوع والذي اوقع حوالي 300 قتيل.

وقد نقلت مساء الاثنين من بيروت نحو 900 اوروبي غالبيتهم من الفرنسيين وصلوا الثلاثاء الى لارنكا. وابحرت مجددا مساء الثلاثاء من لارنكا ووصلت ظهر الاربعاء الى بيروت ناقلة لبنانيين كانوا عالقين في جزيرة قبرص، وصحافيين فضلوا هذه الطريق السهلة نسبيا على مخاطر الطريق من دمشق الى بيروت.

وكما ان السفارة الفرنسية في بيروت هي المرجع الاساسي لنيل مكان على متن هذه السفينة، كذلك الحال في نيقوسيا حيث تحولت السفارة الفرنسية في العاصمة القبرصية الى خلية نحل لاعداد لوائح المحظوظين الذين سيستقلون الباخرة اليونانية.

مساء الثلاثاء تجمع نحو مائة صحافي في قاعة الاستقبال في مرفأ لارنكا بانتظار الابحار الى بيروت فجرا. استقلوا السفينة قبيل منتصف الليل بهدوء حسبما علق دبلوماسي فرنسي كان في عداد ركابها، فغالبيتهم من الصحافيين الاوروبيين والاميركيين المحترفين الذين تعودوا على حروب لبنان المتكررة.

ومع الصحافيين استقل الباخرة من لارنكا نحو مائة لبناني كانوا في قبرص او في الجزر اليونانية في رحلات سياحية، فحال العنف دون عودتهم الى وطنهم. وقد اجرت السفارة اللبنانية في قبرص اتصالات مع السفارة الفرنسية لنقل هؤلاء الى بيروت ولو تحت القصف بدلا من البقاء في غربة هي في احسن الاحوال مكلفة ماليا على غالبيتهم.

سمير ،35 عاما، من زحلة كان يقوم بجولة سياحية على جزر يونانية مع اثنين من رفاقه وزوجاتهم عندما بدأت الحرب في لبنان الاربعاء الماضي.

وبما ان سفينتهم لم تكن قادرة بالطبع على اكمال جولتها الى بيروت انزلتهم في لارنكا وكان عليهم تدبر امرهم للعودة الى الوطن.

وبعد تردد قرر الثلاثة ارسال زوجاتهم واولادهم الى دمشق عبر مطار لارنكا للانتقال منها الى زحلة، في حين فضلوا هم البقاء وانتظار اي وسيلة تنقلهم بحرا لانهم لا يريدون العودة عبر طريق دمشق لاسباب سياسية. ووجدوا اخيرا ضالتهم في السفينة اليونانية.

ولم تكن هذه السفينة اليونانية وحدها في البحر، فقد شوهدت مروحيات بريطانية وفرنسية تحلق في طريقها من بيروت الى لارنكا كما شوهدت سفينة سياحية اخرى تسير على مقربة منها باتجاه بيروت ايضا. ضابط فرنسي بشاربين كبيرين كان يصرخ بصوت عال موجها الواصلين الى حافلاتهم، بينما وقف الى جانبه ضابط لبناني ينسق معه وصول حافلات الجيش اللبناني الى داخل المرفأ لنقل الركاب على الاقل الى المدخل الرئيسي للمرفأ.

ولم يكد ركاب السفينة اليونانية ينزلون حتى بدأ الاستعداد لاستقبال الوافدين الفرنسيين اليها بشكل خاص، وهم حسبما اوضح دبلوماسي من السفارة الفرنسية في نيقوسيا ينتظرون في مدرسة الليسيه الفرنسية في بيروت للتحرك باتجاه المرفأ والمغادرة قبل الليل اذا سار كل شيء على ما يرام.

وبحسب وزارة الخارجية الفرنسية فإن ثمة 17 الف فرنسي مسجلون في القنصلية في لبنان، غير ان حوالي 14 الفا منهم فقط موجودون حاليا في هذا البلد بسبب العطلة الصيفية، يضاف اليهم خمسة الى ستة الاف سائح بين اشخاص يزورون عائلاتهم في لبنان ورجال اعمال.

وكان مسؤول اميركي قد اعلن ان سفينة تقل 1059 اميركيا تم اجلاؤهم من لبنان غادرت بيروت بعد ظهر امس متوجهة الى قبرص.

كما رست في مرفأ لارنكا (جنوب شرق) سفينة نرويجية تنقل 1100 شخص تقريبا وفرقاطة يونانية تنقل 270 شخصا معظمهم يونانيون وقبارصة يونانيون.

وكانت ثلاث سفن تقل نحو 1500 بريطاني ومواطنين اوروبيين آخرين وصلت الى قبرص آتية من لبنان الاربعاء.