الاستقبال في معرض طرابلس.. والتوزيع على المؤسسات التربوية.. والجميع مصرون على مواجهة إسرائيل بـ«عنفوان وكرامة»

الشرق الاوسط تتفقد النازحين إلى شمال لبنان

TT

حصة محافظة الشمال اللبناني من العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد لبنان منذ 12/7/2006 كانت كبيرة، وتركت تداعيات على الصعيد الاجتماعي والانساني، فاضافة الى قصف مدارج مطار الرئيس رينيه معوض في بلدة القليعات (قضاء عكار) القريب من الحدود اللبنانية ـ السورية، وقصف بعض الجسور والمراكز العسكرية العائدة للجيش اللبناني، التي ادت حتى الآن الى سقوط نحو عشرة قتلى واكثر من عشرين جريحاً، فإن الشمال بدأ باستقبال المئات من العائلات التي هجرت قراها ومدنها في الجنوب اللبناني او في بيروت، نتيجة الضغط العسكري المتواصل والقصف الجوي والبحري على مدى الاسبوع الفائت.

«الشرق الاوسط» أجرت اتصالاً بمحافظ الشمال ناصيف قالوش فقال: ان عدد العائلات النازحة التي وصلت الى الشمال تجاوز الالف عائلة حتى مساء 17/7/2006، وانه ترأس اجتماعا للمسؤولين الأمنيين والاداريين في المحافظة، لبحث استيعاب الوضع، كما تم استنفار الهيئات الاجتماعية والمنظمات والجمعيات الاهلية والخيرية، من اجل ضم جهودها الى جهود الدولة للمساعدة على استيعاب المشكلة وتقديم افضل الخدمات الى النازحين، الذين تم توزيعهم على مختلف اقضية الشمال، من البترون الى الكورة وزغرتا والمنية ـ الضنية وعكار وبشري. اما الحصة الاكبر فكانت من نصيب مدينة طرابلس، حيث تم تأمين اقامتهم بشكل اساسي في المدارس الرسمية. في حين لجأت عائلات عدة الى منازل اصدقاء او اقارب.

وافاد قالوش بانه اذا طالت الازمة واضطر نازحون آخرون للمجيء الى الشمال فان التوجيهات تقضي بان يتم تجميعهم في منشآت معرض رشيد كرامي الدولي، ليصار بعدها الى توزيعهم بشكل مدروس على المدارس التي يواظب مديروها على متابعة اوضاع النازحين وتسجيل متطلباتهم ونقلها الى الهيئة العليا للاغاثة، من اجل تأمين المتطلبات الضرورية، لا سيما منها الغذائية والطبية، مع العلم بانه في كل مدرسة توجد فرق دائمة للصليب الاحمر اللبناني من أجل تقديم المساعدات اللازمة، موجهاً الشكر الى مختلف الجمعيات التي ساهمت في المساعدة على مواجهة الوضع المستجد.

وجالت «الشرق الاوسط» في بعض المؤسسات التربوية، التي استقبلت النازحين، حيث لاحظت أمرين اساسيين: الاول صعوبة تأمين كل ما تتطلبه العائلات من احتياجات، خلال هذا الوقت القصير من وجود المشكلة. والثاني اصرار جميع النازحين ومن كل الاعمار على التحدث بعنفوان وكرامة عن مسألة مواجهة اسرائيل من دون خوف منها ومن نتائج عملياتها العسكرية.

في مدرسة النصر الرسمية للبنات قالت السيدة فاطمة. ص (25 سنة) النازحة من منطقة صور: «ليست هذه المرة الاولى التي تعتدي فيها اسرائيل على لبنان... سنبقى صامدين والى جانب المقاومة من اجل احقاق الحق وعدم اغتصاب حقوق الآخرين». اما عبد الله. ب (55 سنة) وهو أب لستة اولاد من منطقة النبطية، فقال: «نود اولا ان نشكر جميع المسؤولين والجمعيات في الشمال على ما قدموه لنا من اهتمام ومستلزمات. ونعد الجميع بأننا سنعود قريبا الى قرانا وبلداتنا ونعيد بناءها لنبرهن لاسرائيل ومن يدعمها انها لن تستطيع اقتلاعنا من ارضنا لتنفيذ مخططاتها، ولكن عتبنا كبير على الدول العربية لان معظمها بخل علينا حتى في المواقف فكيف بالضغوط المجدية؟».

وفي مدرسة الحدادين الرسمية قال الطفل محمود. ع (سبع سنوات) من منطقة صيدا: «أريد ان اعود الى منزلي وضيعتي لارى رفاقي والعب واياهم. وعندما نكبر سنحارب اسرائيل بعد ان ننضم الى المقاومة التي تدافع عن لبنان».

من جهتها السيدة زينب. ط (80 عاما) من منطقة النبطية قالت والدموع في عينيها: «انها المرة الثالثة التي نترك منازلنا بعد عامي 1982 و1996 وتهدم منازلنا وقرانا... لقد توفي احد ابنائي ولم استطع المشاركة في وداعه... وان شاء الله تستطيع المقاومة الاسلامية ان تدمر اسرائيل وتنتصر».