إسرائيل تتقدم بشروط تعجيزية منها جعل لبنان دولة منزوعة السلاح الصاروخي

خلال اللقاءات مع سولانا ولارسن

TT

في محاولة لزيادة المصاعب في المحادثات السياسية وتأخير وقف العمليات الحربية في لبنان، طرح المسؤولون الاسرائيليون، أمس، شروطا تعجيزية اضافية منها الاعلان عن لبنان دولة منزوعة السلاح الصاروخي بتاتا.

وطرح هذا المطلب في اللقاءات التي أجراها رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ونائبته وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، مع كل من تري رود لارسن مندوب الأمين العام للأمم المتحدة، ومع مسؤول الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، خافير سولانا، ليضاف الى الشروط السابقة التي وضعتها اسرائيل وساندتها فيها دول الثمانية الكبار. ونقل على لسان لفني قولها ان اسرائيل تصر على ان تنتهي المحادثات السياسية بالتوصل الى اتفاق يخلق قواعد عمل جديدة في المنطقة تكون فيها لبنان دولة مستقلة وذات سيادة تعيش مع اسرائيل بجيرة حسنة وهادئة من دون أي خطر للتدهور نحو العنف.

وعددت لفني شروط اسرائيل فقالت: أولا على حزب الله ان يطلق سراح الجنديين الاسرائيليين ويوقف اطلاق صواريخ الكاتيوشا تماما على الشمال الاسرائيلي ويفرغ المنطقة الممتدة من نهر الليطاني وحتى الحدود مع اسرائيل. فقط بعد تحقيق هذه المطالب توقف اسرائيل عملياتها الحربية، تحت شرط الاستمرار في العودة اليها في حالة فشل بقية بنود التفاوض. وقالت لفني ان المفاوضات يجب ان تستمر تحت التهديد باستئناف العمليات الحربية لأنها لا تثق بأن حزب الله ومن يقف وراءه في دمشق وطهران معنيون فعلا بانهاء الأزمة والتجاوب مع المطالب الاسرائيلية. فهي تريد ان تتواصل المفاوضات من أجل التطبيق الكامل والنهائي لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 القاضي بتجريد أسلحة جميع التنظيمات العسكرية والميليشيات على اختلافها ونشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب وبسط السيادة اللبنانية عموما على كل لبنان. وأكدت ان اسرائيل لا تمانع في أن يتحول حزب الله الى حزب سياسي، «فمشكلتنا معه انه تنظيم عسكري يمارس الارهاب على اسرائيل ويدعم ويمول الارهاب الفلسطيني ضد اسرائيل».

وكان سولانا قد سئل في مؤتمر صحافي، لدى خروجه من اللقاء مع لفني، لماذا لم يضع الاتحاد الأوروبي حزب الله في قائمة التنظيمات الإرهابية، فأجاب ان الأمر غير وارد على جدول أوروبا حاليا وأن هناك نقصا في المواصفات الواجب توفرها حتى يعلن هذا التنظيم ارهابيا. فسأله الصحافي الاسرائيلي بإلحاح: لقد أطلق حزب الله 1500 صاروخ على المناطق الإسرائيلية. فماذا تنتظرون بعد؟ فأجابه: الاتحاد الأوروبي يعمل وفق حساباته وأجندته ويتابع الأمور بدقة وهمه الأساس هو أن يعمل على وقف اطلاق النار الذي يؤذي المدنيين من الجانبين.

يذكر ان اسرائيل لا تتعاطى بجدية زائدة مع الجهود الدولية لوقف اطلاق النار في لبنان وتنظر الى الجبهة السياسية كجبهة ثانوية في المرحلة الحالية وهي تنتظر ان تتدخل الادارة الأميركية مباشرة في هذه الجهود. وأبلغت ان وزيرة الخارجية الأميركية، كونداليزا رايس، سوف تصل الى المنطقة في القريب لتدير المفاوضات حول اتفاق يأخذ بالاعتبار المصالح الاسرائيلية كأفضلية عليا. وطالما ان رايس لم تصل فإن المحادثات بالنسبة لها مجرد حوار لبلورة مواقف.

وقد اعترف مصدر سياسي رفيع، أمس، بأن الحكومة تشدد من مواقفها وترفع سقف مطالبها بشكل مقصود، حتى تماطل في المفاوضات وتحقق مكاسب عسكرية على الأرض.

ولكن هذا التكتيك يثير معارضة في اسرائيل نفسها. وهناك من يقول ان هذه المواقف الاسرائيلية لا تأخذ بالاعتبارات حسابات أخرى. ففي حال وقوع أية مفاجأة في الساحة الحربية، مثل انهيار عمارة مليئة بالسكان بسبب النيران الاسرائيلية أو اصابة مدنيين بطريقة أخرى كما حصل في سنة 1996 بمجزرة قانا أو غيرها، فعندئذ ستضطر اسرائيل الى تقديم تنازلات والتوصل الى اتفاق أسوأ بكثير من اتفاق يمكن تحقيقه حاليا.