قوات الاحتلال تقتل 9 فلسطينيين في غزة ونابلس وتتكبد 5 إصابات

الجيش الإسرائيلي يقرر «حلاقة» الأراضي الزراعية شرق القطاع

TT

في يوم دام آخر في الضفة الغربية وقطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس 9 فلسطينيين وجرحت العشرات بنيران جيش الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية. في المقابل، تعترف قوات الاحتلال بإصابة 5 من جنودها في غزة، بينما يؤكد الفلسطينيون مقتل جنديين إسرائيلين وجرح عدد غير محدد.

ففي الساعة الواحدة والنصف من فجر امس، رصد المقاومون الفلسطينيون المرابطون على التخوم الشرقية لمخيم المغازي وسط قطاع عددا من عناصر الوحدات الخاصة يستقلون الدراجات النارية ويأخذون طريقهم وسط بساتين البرتقال، متجهين من الخط الفاصل بين القطاع واسرائيل صوب الحي الشرقي من المخيم. وعندما تصدى المقاومون لهم، فوجئوا بعدد من عناصر وحدة اسرائيلية يطلقون النار عليهم من الخلف من كمين نصبوه في احد بساتين البرتقال، الأمر الذي اوقع في البداية ثلاثة قتلى من عناصر «كتائب عز الدين القسام» ـ الجناح العسكري لحركة حماس، وعشرة جرحى. وفي حين قال المقاومون إن جنديين اسرائيليين قتلا وأصيب عدد آخر خلال الاشتباكات، اعترف جيش الاحتلال فقط بجرح خمسة من الجنود. وفي الوقت نفسه، اطلقت طائرة استطلاع اسرائيلية من دون طيار صاروخا على تجمع للمدنيين كانوا يحاولون الفرار والاحتماء بجدار احدى المدارس، مما اسفر عن مقتل مدنيين وجرح خمسة وثلاثين آخرين. في هذه الاثناء، وبينما كان المقاومون منشغلين بمحاولة وقف تقدم قوات الاحتلال المتوجهة من التخوم الشرقية للمخيم، فوجئ الاهالي في المعسكر بتقدم قوات الاحتلال في منطقة «مقبولة»، شمال شرقي المخيم بغطاء من ثلاث طائرات هليكوبتر من طراز «أباتشي»، الاميركية الصنع، التي أطلقت نيران رشاشاتها على المقاومين، فقتلت مقاوما من «كتائب شهداء الأقصى» ـ الجناح العسكري لحركة فتح، واصابة خمسة عشر مدنياً كان بعضهم فاراً من منازلهم في الريف المحيط في المخيم. وفي بيان صادر عنها تبنت «كتائب القسام» نصب كمين محكم في منطقة السعايدة لعدد من أفراد القوات الإسرائيلية الخاصة وإطلاق الرصاص من الأسلحة الرشاشة وقذائف «الياسين» عليهم مما أدى إلى وقوع إصابات محققة في صفوفهم، وإعطاب ثلاث دبابات. ومهدت قوات الاحتلال لاقتحام المنطقة بقصف محول الكهرباء الرئيسي الذي يغذي المنطقة الوسطى، وتعطيله.

في هذه الاثناء، قامت جرافات ضخمة تابعة لوحدة الهندسة الميدانية التابعة للواء المشاة «جفعاتي» بتجريف مئات الدونمات من الاراضي شرق مخيم المغازي. وتحولت الأراضي الزراعية الى مناطق جرداء. وبعد أن كانت بساتين البرتقال وكروم الزيتون تحجب الرؤيا، أصبح بإمكان المرء أن يشاهد الخط الفاصل بوضوح من عند آخر نقطة في المخيم. وقالت مصادر في جيش الاحتلال إنه اتخذ قرارا بـ «حلاقة» المنطقة، وتجريف كل الاراضي الزراعية الواقعة في التخوم الشرقية لكل التجمعات السكانية الفلسطينية في الطرف الشرقي لشارع صلاح الدين. وادعت المصادر أن هذه الخطوة ضرورية لتقليص قدرة المقاومين الفلسطينيين على اطلاق صواريخ «القسام»، انطلاقاً منها. وأكدت المصادر أن جيش الاحتلال يعتمد آلية «الشفط»، في استدراج المقاومين الفلسطينيين للمناطق المفتوحة من اجل قتل اكبر عدد مهم.

لكن مصدرا في المقاومة اكد لـ«الشرق الأوسط» أنه رغم ادراك حركات المقاومة خطورة مواجهة جيش الاحتلال في المناطق المفتوحة، إلا أن ظروف المواجهة تفرض نفسها، ويجبر المقاومون على الخروج للمناطق المفتوحة.

وفي مدينة نابلس شمال وسط الضفة الغربية، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح امس، ثلاثة، واعتقلت أكثر من 150 عنصرا من رجال الأمن، ودمرت مقر جهاز الأمن الوقائي في المدينة. وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال الإسرائيلي احتجزوا جثامين القتلى للتأكد من هوياتهم، قبل أن يسمحوا لطواقم الإسعاف الفلسطينية بنقلها.

وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت مبنى المقاطعة بالدبابات وعشرات الآليات واندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة مع المقاومين الفلسطينيين قبل مقتلهم. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال طالبت عبر مكبرات الصوت رجال الأمن بتسليم أنفسهم وأجبرتهم على خلع ملابسهم قبل الخروج من مبنى المقاطعة الذي يضم جهاز الاستخبارات العسكرية وقوات حفظ النظام والتدخل، وسجن نابلس المركزي. وقال شهود عيان يسكنون في محيط المقاطعة إن أفراد القوات الخاصة اعتلوا أسطح العديد من المنازل واتخذوها نقاطا عسكرية، وصوبوا فوهات الدبابات باتجاه المقاطعة لتطلق النار بين الفينة والأخرى.

وقال الدكتور غسان حمدان مسؤول الإغاثة الطبية في محافظة نابلس إن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى المنطقة المحاصرة رغم وجود جرحى آخرين، حيث تركتهم ينزفون لساعات طويلة. واكدت مصادر فلسطينية أن ما قامت به قوات الاحتلال هو عملية انتقامية لمقتل احد عناصر وحدة «دوخيفات» الخاصة وجرح 7 آخرين؛ من بينهم نجل الجنرال يائير نافيه قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الذي اصيب بجراح بالغة، أثناء محاولة اعتقال مطلوبين في البلدة القديمة من المدينة يوم الاثنين الماضي. من ناحية ثانية، اعلنت مصادر طبية فلسطينية أن 135 قتيلا فلسطينياً قتلوا وجرح نحو 410 آخرين منذ أن شنت قوات الاحتلال حملة «أمطار الصيف»، على غزة وذلك عقب عملية «الوهم المتبدد»، التي قتل فيها جنديان اسرائيليان وأسر ثالث. وقال معاوية حسنين مدير عام الطوارئ والإسعاف في وزارة الصحة الفلسطينية ان من بين المصابين 70 ما زالوا يرقدون في غرف العناية المركزة في مستشفيات القطاع، ووصف إصابة 60 آخرين من الجرحى بأنها «خطيرة»، في حين حول 20 مصابا إلى مستشفيات إسرائيل. واضاف حسنين أنه في أقل من شهر تم التعامل مع 385 شخصا أصيبوا بصدمات نفسية وعصبية، جراء الغارات الإسرائيلية المتكررة على مدن قطاع غزة، في حين أن 185 طفلا فلسطينيا أصيبوا بالخوف والهلع وما زالوا يترددون على مراكز العلاج النفسي في قطاع غزة.