الطفلان ربيع وعلي كانا في طريقهما إلى دكان عندما سقط قربهما صاروخ حزب الله

الصاروخ الثاني انفجر داخل وكالة لبيع السيارات يملكها عربي

TT

كان الجو حارا عند الرابعة والنصف أمس في مدينة الناصرة، البعيدة في منطقة الجليل شمال اسرائيل 40 كيلومترا عن الحدود اللبنانية، حين خرج طفلان عربيان شقيقان من بيتهما الكائن في حي الصفافرة التحتا بالمدينة التي يقطنها 70 الف نسمة، وما أن وصلا عند زاوية الشارع الضيق والمكتظ ببيوت متراصة الى بعضها، وهما ذاهبان الى الدكان ليشتريا شيئا للبيت، إلا ودوّى صاروخ في أجواء المدينة ثم استقر منفجرا قربهما تماما، فحولهما في وسط الشارع الى أشلاء دموية في الحال. كما أصيب بجروح 8 أشخاص من عائلة واحدة كانوا داخل أقرب بيت من موقع انفجار أول صاروخ من «حزب الله» يسقط في الناصرة حتى الآن.

وقد بحثت «الشرق الأوسط» أمس عن الطفلين اللذين سيتم دفنهما اليوم، فصادف أن المُلِمَّ أكثر من سواه بقصتهما هو صحافي من المدينة وقريب من العائلة الأخرى التي أصيب أفرادها بجروح ونقلوا جميعا الى المستشفى النمساوي في المدينة التي تضم أكبر تجمع لعرب 48 في اسرائيل، وأحد أبرز المواقع المقدسة للمسيحيين في العالم، لأنها كما تقول الأناجيل، المدينة التي ولد فيها السيد المسيح، عليه السلام، قبل ألفي عام. وروى زكريا حسن، وهو صحافي يعمل في جريدة «الصنارة» الصادرة بالعربية مرتين في الأسبوع بالناصرة، ان العائلة التي أصيب أفرادها بجروح هي عائلة شقيقته سهاد، وعمرها 30 سنة، وهي متزوجة من الذي يكبرها بعام، وقد أصيبت هي وزوجها وأولادها الثلاثة (3 و6 و8 سنوات) بجروح متنوعة ومتوسطة الخطر، كما أصيبت معها حماتها وأيضا سلفها وزوجته، والجميع كانوا في بيتها في اللحظة التي سقط فيها الصاروخ وأحدث رعبا لدى السكان وأجبرهم على النزول الى الملاجئ»، كما قال.

أما الطفلان القتيلان فهما ربيع وعلي طلوزي (12 و9 سنوات)؛ وهما طالبان في مدرسة بالناصرة، وكانا قد رغبا في شراء زجاجتي كوكاكولا من دكان قريب من بيتهما في حي الصفافرة الذي يسكنه أكثر من 1500 نسمة.

كما سقط صاروخ ثان في الناصرة بعد لحظات من الأول، لكنه انفجر داخل وكالة لبيع السيارات يملكها الفلسطيني أسعد أبو ناجي، فدمر قسما كبيرا من مبناها ومكاتبها وأحرق 3 أو 4 سيارات كانت داخل صالة العرض «لكن أحدا لم يصب بضرر لحسن الحظ، لأن الوكالة كانت مُقفلة بموجب ساعات العمل في فصل الصيف، فيما كان معظم سكان الصفافرة التحتا يغطون في قيلولة بعد الظهر عندما أيقظهم، مرتعبين، سقوط الصاروخين» بحسب ما قال زكريا حسن.