الأمير سلطان وشيراك يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان

ولي العهد السعودي يبدأ زيارة رسمية إلى فرنسا ويجري جولة مباحثات ثانية اليوم مع الرئيس الفرنسي

TT

بحث الامير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في اجتماع عقداه في قصر الاليزيه في باريس امس, الوضع في الشرق الاوسط وجهود التوصل الى وقف لاطلاق النار في لبنان.

وكان الرئيس شيراك قد استقبل الامير سلطان بعد ظهر امس وسيعقد معه اجتماعا ثانيا اليوم، وحمَّله تحياته الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية ان الرئيس شيراك اطلع ولي العهد السعودي على اجواء مقررات قمة الدول الثماني الكبرى التي عقدت اخيرا في سان بترسبورغ في روسيا، وعلى الدور الذي تقوم به فرنسا مع الامم المتحدة ومجلس الأمن من اجل تهيئة الظروف لوقف اطلاق النار في لبنان. وحسب المصادر الفرنسية، فان شيراك تحدث في الاجتماع عن اهمية الموقف الموحد للاسرة الدولية من أجل الافراج عن الجنديين الاسرائيليين المخطوفين في لبنان، ومن أجل وقف الاعمال الحربية ضد المدنيين. وطالب الرئيس الفرنسي بتطبيق القرار 1559 من أجل مد سيطرة الحكومة اللبنانية على كامل اراضيها. وجرى البحث في الاجتماع حول اقتراح نشر قوة دولية في جنوب لبنان للحفاظ على أمن الحدود. كما أطلع شيراك الامير سلطان على تفاصيل الاقتراح الفرنسي بإقامة ممرات آمنة في لبنان للسكان والاغاثة الانسانية. من جهة اخرى، اكد شيراك حسب المصادر الفرنسية ضرورة اعادة الحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتوصل الى حل الدولتين؛ الفلسطينية والاسرائيلية. وطالب الرئيس الفرنسي بعد اجتماع مجلس الوزراء الفرنسي ظهر أمس بهدنة إنسانية من اجل تأمين المعونات الاساسية التي تحتاجها الدولة اللبنانية في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.

وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي «ان الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا سيجتمع مجددا مع الرئيس شيراك اليوم قبل حفل غداء على شرفه».

وأقام رئيس الجمعية العمومية جان لوي دوبريه حفلة عشاء مساء أمس في قصر لاسي على شرف الأمير سلطان. كما يقيم رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان حفل عشاء رسميا مساء اليوم على شرفه.

وصرح الناطق بأن «هذه الزيارة تأتي قي إطار العلاقات الفريدة بين فرنسا والسعودية وضمن الشراكة الإستراتيجية التي تجلت على اثر زيارة الرئيس الفرنسي إلى السعودية منذ سنة 1996. وفرنسا تعلق أهمية كبيرة على الحوار بين البلدين والذي تم الاتفاق عليه خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى باريس في ابريل (نيسان) 2005 وزيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة إلى الرياض في شهر مارس (آذار) الماضي».

واعتبر الناطق «إن هذه اللقاءات الدورية تبرهن على تقارب الرؤية التي تشارك فيها المملكة في مجمل القضايا الإقليمية.

وقال «ستمكن هذه المباحثات من التطرق إلى المواضيع الإقليمية والدولية خاصة الوضع في لبنان والشرق الأوسط والعراق. كما انه سيتم بحث الملف الإيراني».

وأفاد الناطق الرسمي «بالنسبة إلى القضايا الثنائية، فسيجري بحث الجوانب السياسية والمدنية والعسكرية لعلاقة البلدين. وسيتم تقويم المسائل الاقتصادية».

وتريد فرنسا من خلال هذه الزيارة تدعيم التعاون في جميع المجالات في الوقت الذي قررت فيه المملكة إصلاحات اقتصادية واجتماعية. وكان رئيس الوزراء دوفيلبان قد تقدم مستقبلي الأمير سلطان لدى وصوله في وقت سابق إلى مطار أورلي بالعاصمة باريس، حيث بدأ زيارة رسمية لفرنسا تستمر عدة أيام تأتي تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس الفرنسي شيراك.

وأجريت لولي العهد مراسم استقبال رسمية في المطار، استعرض خلالها حرس الشرف، وعزف السلام الوطني للدولتين، ثم صافح بعدها كبار مستقبليه، وهم كل من الأمير بندر بن سعود بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، والأمير سعد بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، والأمير وليد بن بدر بن سعود، والأمير فيصل بن تركي بن عبد الله، والأمير فهد بن جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، وحشد من الأمراء.

كما كان في استقباله الدكتور محمد آل الشيخ سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي المعتمدون لدى فرنسا وأعضاء السفارة السعودية والملحقيات التابعة لها.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد غادر في وقت سابق أمس مدينة جدة، حيث ودعه بمطار الملك عبد العزيز الدولي كل من الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير خالد بن فيصل بن سعد، والأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز مستشار وزير الداخلية، والأمير ممدوح بن عبد العزيز، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والأمراء والوزراء وكبار المسؤولين.

ويضم الوفد المرافق لولي العهد السعودي كلا من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير خالد بن سعد بن فهد، والأمير فيصل بن سعود بن محمد، والأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لمؤسسة الأمير سلطان الخيرية، والأمير السفير محمد بن فيصل بن تركي رئيس إدارة الاتحاد الاوروبي بوزارة الخارجية، والأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز الوزير المفوض بمكتب وزير الخارجية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وخالد القصيبى وزير الاقتصاد والتخطيط، وحمد السويلم نائب رئيس ديوان ولي العهد، ومحمد المري السكرتير الخاص لولي العهد، ومحمد بن عبد العزيز الشثري رئيس الشؤون الخاصة بمكتب وزير الدفاع والطيران، وعبد الله الغريري مدير عام المراسم بديوان ولي العهد.