وزير الخارجية اللبناني يؤكد عدم وجود مساع دولية لوقف العدوان الإسرائيلي

تخوف من أن يكون المجتمع الدولي «يريد الاقتصاص منا»

TT

أكد وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ لـ«الشرق الاوسط» امس عدم وجود أي مساع لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، مبدياً تخوفه من ان يكون المجتمع الدولي «يريد ان يقتص من لبنان» ومحذراً من «امر ما يحاك له وللمنطقة».

وقال صلوخ في اتصال مع «الشرق الاوسط» امس ان «لا مبادرات متكاملة بعد» مشيراً الى ان كل ما يجري تداوله هو «افكار ومشاريع لم تتبلور». واضاف: «لا يوجد اي شيء. لقد اتونا (بعثة الامم المتحدة) بافكار طوروها عندنا وذهبوا الى اسرائيل. لكننا فوجئنا بهم يذهبون بعد اسرائيل الى نيويورك، بينما كان يفترض بهم العودة الينا». وذكر ان وزارة الخارجية اللبنانية ـ على الاقل ـ لم تتلق اي تبريرات من الامم المتحدة حول هذا التغيير في برنامج الزيارة، مضيفاً: «لا ادري، ربما لم يوفقوا في اسرائيل او انهم ذهبوا للتشاور مع الامين العام للامم المتحدة».وافاد صلوخ: «لقد اتى رئيس وزراء فرنسا (دومينيك دو فيلبان) ووزير خارجيته الى بيروت للدعم المعنوي فقط، مع اننا كنا نأمل منهم (الفرنسيون) استثمار مشاركة الرئيس جاك شيراك في قمة الثماني لاصدار قرار بوقف العدوان». واضاف: «اما منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي (خافيير سولانا) فقد اجتمع بوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي واختلفت الآراء، اذ يطالب بعضهم لبنان بتسليم الاسرى فيما يشجع آخرون اسرائيل، اما الموقف الاميركي فمعروف والروسي كذلك، والياباني متأثر بالموقف الاميركي وكأن المجتمع الدولي يريد ان يقتص من لبنان ويعمل على هدمه، ليس من اجل الاسيرين، لكن يبدو ان امراً ما يحاك لهذه المنطقة». وشدد صلوخ على ضرورة التوصل الى وقف للنار «من دون تباطؤ لان ما يجري في كل لحظة من لحظات العدوان هو هدر لدماء اللبنانيين». ونفى تلقي لبنان اي معلومات رسمية حول اقتراح نشر قوة فصل دولية في جنوب لبنان، مشيراً الى «ان هذا الموضوع سيبحث اذا ورد الينا في مجلس الوزراء».

الى ذلك، شدد رئيس الجمهورية اميل لحود على «ان الاولوية الآن هي لوقف النار ومنع تدمير اسرائيل لبنان وقتل شعبه وضرب بناه التحتية. وبعد ذلك يمكن البحث بكافة الاقتراحات والافكار المطروحة لانهاء الحرب الاسرائيلية». وقال خلال لقاء مع اعلاميين اجانب امس: «ان لبنان ممتن للاهتمام الذي تبديه الدول الشقيقة والصديقة للوضع المأساوي الذي يعيشه. لكن عبارات الادانة والشجب والاستنكار لم تعد تكفي، لان المطلوب خطوات عملية لانقاذ اللبنانيين من الاعمال الاجرامية التي ترتكبها اسرائيل في حقهم وتستهدف حياتهم وممتلكاتهم».

على ان العدو تجاوز بكثير اهداف حربه المعلنة على لبنان».

من جهته، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في كلمة وجهها الى اللبنانيين امس: «قالوا انهم يحرصون على لبنان، فبدلاً من ان تصطف البواخر وتنظم القوافل لنقل الرعايا، كان في الامكان وقف النار، ام ان المطلوب ان يصبح اهل لبنان جميعاً رعايا للخروج منه وتسليمه ساحة في الجنوب لاسرائيل وملاحة في الشمال للغرب، بينما تستثمر اسرائيل على الوقت الممنوح لعدوانها اقليمياً ودولياً من اجل استكمال حربها ومجازرها ودمارها؟... ألم يعد في العالم صوت صارخ في البرية ان هؤلاء من فصيلة الانسان؟ الامم المتحدة ومنظمتها التي حديثا حولت الى مجلس لرعاية حقوق الانسان كانت تجربتها الاولى امام لبنان. وها هي تركع كالعادة عندما يتعلق الامر باسرائيل لأن هذه دائماً استثناء لا تطبق عليها القرارات والمعايير الدولية».

واضاف: «اننا نعتبر ان هذه الحرب بين الطائرة والمنزل في لبنان ليست سوى حرب ضد الانسان ونحمل مسؤوليتها ونتائجها للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وفي الطليعة الولايات المتحدة الاميركية، ليس لان السلاح اميركي فحسب، ولكن لانها تحمي اسرائيل دائماً وعلى مر الزمن بحق النقض الذي تملكه».

هذا، وواصل النائب سعد الحريري تحركاته الدولية الهادفة الى المساعدة في وقف العدوان. وسيلتقي مساء غد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ويبحث معه الوضع السائد في لبنان والجهود المبذولة لانقاذه من الازمة الخطيرة التي يواجهها بفعل العدوان المستمر على اراضيه. وزار السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الياس المر لتعزيته بضباط وجنود الجيش اللبناني الذين سقطوا نتيجة القصف الاسرائيلي. وشدد المر، وفقا لبيان صدر عن مكتبه، على ضرورة «ان تبذل الولايات المتحدة جهدها لحمل اسرائيل على وقف النار وانهاء التدمير المنهجي للبنى التحتية اللبنانية وقتل المدنيين الابرياء واستهداف الجيش».