الطيران الإسرائيلي يوقع عشرات الضحايا.. و«حزب الله» يقصف قاعدة جوية شمال فلسطين ويصد محاولات تقدم

اليوم الثامن للحرب على لبنان: تركيز على استهداف المدنيين

TT

افتتحت اسرائيل الاسبوع الثاني لحربها على لبنان بارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين. ودمرت طائراتها الحربية امس ستة منازل في بلدة صريفا بجنوب لبنان على رؤوس ساكنيها، فسقط ثلاثون شخصاً بين قتيل وجريح. كما قتلت غارة جوية على بلدة النبي شيت في وسط البقاع احد عشر شخصاً. وأوقعت غارة على ثلاث سيارات مدنية شرق صور اربعة قتلى وعدداً من الجرحى كانوا هاربين من عيترون التي اوقعت فيها الطائرات الاسرائيلية مجازر عدة منذ بدء العمليات العسكرية في الثاني عشر من الشهر الحالي. وفي المقابل، مضت «المقاومة الاسلامية» (الذراع العسكرية لحزب الله) في تصديها للقوات الاسرائيلية.

وأحصت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي سقوط 212 قتيلاً وجرح 497 آخرين جراء الغارات والقصف الاسرائيلي على مدى اسبوع. فيما اشارت مصادر أمنية معنية الى ان هذه الاحصائية ليست رسمية، علما ان مصادر المستشفيات والصليب الاحمر تضع رقماً اكبر لضحايا العدوان الاسرائيلي.

وأعلنت «المقاومة الاسلامية» عن قصف مستوطنة نهاريا وقاعدة لسلاح الجو الاسرائيلي في رامات ديفيد على عمق 50 كيلومتراً في شمال فلسطين المحتلة. وتصدى مقاتلو «حزب الله» لثلاث محاولات توغل اسرائيلية بعد ظهر امس عند مشارف عيترون ومارون الراس.

وانحسرت الغارات الجوية وقصف البوارج لمنطقة الضاحية الجنوبية في بيروت ومحيطها. وسجلت خلال ليل الثلاثاء ـ الاربعاء وصباح امس غارات محدودة على مناطق الشويفات، السانت تيريز، الاشرفية. واسفرت الغارة الاسرائيلية على منطقة السانت تيريز ـ غاليري سمعان عن مقتل المواطن رياض الخولي (54 سنة) واصابة ثلاثة مواطنين بجروح. اما الغارة على الشويفات فاستهدفت مصانع. واقتصرت الاضرار على الماديات. كما استهدفت غارات اخرى «المربع الأمني» في الضاحية الجنوبية الذي بات خالياً من السكان. وبعد الظهر عاودت الطائرات الاسرائيلية قصف مطار بيروت. وحلقت بكثافة في اجواء العاصمة اللبنانية ومحيطها.

وفي البقاع اوقعت الطائرات الاسرائيلية ستة عشر قتيلاً وسبعة جرحى. ففي السابعة صباحاً استهدفت غارة طرقاً ترابية في سلسلة جبال لبنان الشرقية تسلكها سيارات البيك آب وصهاريج المحروقات المعدة لنقل المواد الغذائية والمحروقات من سورية. وقد دمرت سيارتان وقتل سائقاهما، كما قتل ثلاثة مواطنين من بلدة معربون الحدودية. كذلك اغار الطيران الاسرائيلي على مبنى تعاونية «الهدى» الاستهلاكية في بعلبك ودمره. ثم اغار على بلدة النبي شيت حيث دمر مبنى سكنياً قتل فيه 11 شخصاً وهم نيام. وبين الضحايا عائلة من آل شقير كانت نزحت من بلدة ميس الجبل على الحدود الجنوبية. واغارت طائرات اسرائيلية على مركز الهيئة الصحية التابعة لـ «حزب الله» في بلدة الهرمل ومركز آخر في بلدة العين، فدمرا كلياً. وشملت غارات الطائرات الاسرائيلية على البقاع بلدة لوسي حيث قتل شخص وجرح اربعة، ومدخل مدينة زحلة حيث استهدفت مزرعة للدواجن فنفقت آلاف الطيور. ودمرت جسر الدلافة في البقاع الغربي الذي يربط المنطقة بالجنوب.

وفي القطاعين الاوسط والغربي في الجنوب، استهدفت الغارات الجوية وعمليات القصف المدفعي الاحياء السكنية في بلدة ميس الجبل. في المقابل، اعلنت «المقاومة الاسلامية» انها ردت على «تمادي العدو في استهداف المناطق اللبنانية فقصفت عند الثانية و45 دقيقة من بعد الظهر (امس) قاعدة عين زيتيم قرب مستعمرة صفد بعشرات الصواريخ، وهي قاعدة تخزين اسلحة وتجمع آليات عسكرية كبيرة». وفي بيان آخر، ذكرت انها «قصفت عند الواحدة وعشر دقائق (من بعد الظهر) قاعدة سلاح الجو الرئيسية في المنطقة الشمالية الواقعة في رامات ديفيد. وهي تبعد عن الحدود اللبنانية حوالى 50 كيلومتراً».

وجاء في بيان ثالث للمقاومة: «في سياق ردها المتواصل على الاعتداءات الصهيونية، قامت المقاومة الاسلامية عند الاولى والربع من بعد ظهر اليوم (امس) بقصف مستعمرة نهاريا في شمال فلسطين المحتلة بعشرات صواريخ الكاتيوشا».

وفي بيان آخر، قالت: «حاولت قوة اسرائيلية عند الثانية عشرة و50 دقيقة التقدم في اتجاه منطقة المشيرفة في القطاع الغربي، فتصدى لها مجاهدو المقاومة الاسلامية. وما زالت الاشتباكات مستمرة حتى الآن بمختلف انواع الاسلحة». وكانت المقاومة الاسلامية أعلنت ان مقاتليها تصدوا صباحاً لقوة اسرائيلية حاولت التقدم في اتجاه تلال اللبونة على اطراف الناقورة و«اجبروها على التقهقر في اتجاه الاراضي المحتلة». وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان اشتباكات دارت ظهر امس بين رجال المقاومة وقوات اسرائيلية حاولت التقدم على مشارف عيترون ومارون الراس في منطقة بنت جبيل.

* 280 قتيلا و850 جريحاً ضحايا الحرب الإسرائيلية على لبنان

* بيروت: «الشرق الأوسط»

* اعلن وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة، عقب اجتماع عقده امس مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ان عدد ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان زاد على 280 شهيداً و850 جريحاً معظمهم جروحهم خطرة.

وقال الوزير خليفة: «اشتد الاعتداء بشكل كثيف حيث اصبح معدل القتلى والجرحى في الساعات الاخيرة يعادل 30 في المائة منذ بداية العدوان. وحتى الآن هناك اكثر من 280 شهيداً. وعدد الجرحى وصل الى 850 جروحهم خطرة. واوجه نداء الى المواطنين انه وفي ظل الظروف الصعبة نقوم بأقصى جهد ممكن لايصال الدواء لمن يحتاجه. لذلك اؤكد على ضرورة البقاء على قدر المسؤولية لكي نستطيع مساعدة الناس.

وانا اوجه نداء لمن يستطيع تلبية احتياجاته بنفسه بعدم الضغط علينا لاننا نعمل لتلبية الحاجات الاشد الحاحاً. اما بالنسبة لمن يتسلم ادوية للامراض المزمنة ولأمراض السرطان فأبواب مستودعات الكرنتينا مفتوحة من العاشرة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً للحصول على الادوية ولا ضرورة للاتصال في هذا الشأن. وسنعلن قريباً عن مراكز في مؤسسات في المناطق والمحافظات وفي المستشفيات الحكومية التي يمكن ان يعود اليها المواطن».