مبارك: الاتصالات المصرية ـ السعودية ـ الأردنية هدفها وقف الحرب وليست حلفا ضد «حزب الله»

توقع حلا قريبا لأزمة الجندي الإسرائيلي المخطوف في غزة

TT

أكد الرئيس المصري حسني مبارك أن محاولات مصر لن تتوقف وسوف تستمر من أجل وقف فوري لإطلاق النار في لبنان لوقف قتل المدنيين وضرب البنية الأساسية والتدمير وحماية الشعب اللبناني الأعزل، مشيرا إلى أن مصر سعت فور عملية «حزب الله» التي تم فيها خطف الجنديين الإسرائيليين للاتصال بالإسرائيليين لإنهاء المشكلة سلميا خشية انفجار الوضع في المنطقة. وكشف الرئيس مبارك أن مصر استأنفت من جديد جهودها من أجل إيجاد حل لازمة الجندي الإسرائيلي المختطف في غزة وان اتصاله الأخير مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أوضح إمكانية حل قريب لهذه الأزمة يتيح وقف عمليات الاقتحام التي تقوم بها القوات الإسرائيلية لقطاع غزة ويتيح الإفراج عن عدد ليس قليلا من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية خاصة أن مصر كانت قد توصلت من قبل إلى حل لهذه الأزمة لولا تدخل بعض الجهات التي عطلت تنفيذ هذا الحل وقتها. ونفى مبارك في تصريحات لمجلة «المصور» في عددها الصادر أمس بالقاهرة نفى بحسم ما نشرته صحيفة «يديعوت» الإسرائيلية حول إقامة مصر والأردن والسعودية ما أسمته الصحيفة «جبهة عمل» ضد «حزب الله» تعمل سرا لحل الحزب وإبعاد النفوذ الايراني عن لبنان، مشددا على أن مصر مثلما تحرص على عدم تدخل أحد في شؤونها الداخلية فإنها تحرص أيضا على عدم التدخل في شئون اي دولة أخرى، وأن «حزب الله» شأن لبناني داخلي يهم اللبنانيين أساسا ولا تتدخل مصر في أي أمر يتعلق به. وأكد أن إجراء اتصالات مصرية أردنية وسعودية هدفه الاساسي احتواء الموقف المتفجر حاليا في المنطقة ومساندة الشعبين اللبناني والفلسطيني وليس التدخل في شؤون الآخرين، مشددا على أن الاتصالات المصرية العربية سوف تتواصل لهذا الغرض ولن تنقطع والهدف منها بلورة موقف عربي مشترك تجاه القضايا العربية المشتركة وإيجاد حلول للازمات العربية. وقال إن الاتصالات المصرية استمرت بعد أن بدأ الإسرائيليون بضرب لبنان وطالبناهم بالتوقف عن ضرب المدنيين العزل والتوقف عن تدمير البنية الأساسية للبنان وحرصنا على حماية بيروت من التدمير الواسع الذي كادت أن تتعرض له هذه العاصمة العربية إذا ما استمر الإسرائيليون في استهداف ضرب البنية الأساسية للبنان كما فعلوا في أول يومين للعمليات العسكرية. وقال مبارك أن مصر تكثف جهودها لوقف إطلاق النار حتى لا تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان لفترة طويلة بما يؤدي إلى مزيد من القتل والتدمير وسقوط المزيد من الضحايا ووقوع المزيد من الخسائر في لبنان خاصة أن الإسرائيليين يعتقدون أن لديهم فرصة للتخلص من سلاح «حزب الله» والخطر الذي يمثله لهم ويحاولون استثمار هذه الفرصة الآن بالاستمرار في القصف لوقت غير قصير وربط وقف القتال بتنفيذ القرار 1559 الذي يقضي بنزع أسلحة الميليشيات العسكرية في لبنان. ونبه مبارك إلى أن استمرار الحرب كما سيلحق الأضرار والخسائر الفادحة بلبنان فإنه لن يفيد إسرائيل بل على العكس ستخسر منه لأنه سيؤدي إلى إذكاء وتنامي العداء لها في كل أنحاء المنطقة العربية، مشيرا إلى اعتقاده صعوبة توسيع الإسرائيليين العمليات العسكرية لتشمل سورية حاليا لان الإسرائيليين مهتمون أساسا بإبعاد «حزب الله» عن جنوب لبنان. وأكد مبارك أن مصر على اتصال دائم ومستمر بسورية، مشيرا إلى أنه أوفد وزير الخارجية احمد أبو الغيط إلى دمشق في وقت مبكر ليتولى السوريون الاتصال بـ«حزب الله» وذلك من اجل احتواء أزمة اختطاف الجنديين الإسرائيليين قبل أن تبدأ العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان. وتابع «والآن بعد أن اندلع القتال فالمهم وقف فوري وغير مشروط للقتال لإتاحة الفرصة للتفكير بهدوء والتحدث بعقلانية والتوصل إلى حل للمشكلة لأنه ليس هناك طرف مستعد للاستجابة لأي شرط إلا في ظل وقف إطلاق النار». وقال مبارك إن الاتصالات المصرية مع واشنطن بخصوص هذا الأمر لم تتوقف أيضا وأن الحوار الاستراتيجي المصري الاميركي الذي بدأ الثلاثاء كان الوضع المتفجر في المنطقة في مقدمة القضايا التي تناولها بالإضافة إلى العديد من الموضوعات والقضايا الإستراتيجية.