الجزائر: بوعلام غمراسة

TT

أعلنت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية عن مقتل قيادي بارز لديها، كان شارك في حرب أفغانستان، ودرب المسلحين الجزائريين على المتفجرات. وترى مصادر امنية ان فقدان الجماعة لهذا القيادي سيزيد من متاعبها، بعد ان فقدت العديد من القيادات خلال السنين الماضية.

وأفاد بيان لـ«الجماعة السلفية» نشر على موقعها بالإنترنت أمس، بأن إبراهيم غريقة المدعو «أبو إسحاق الأفغاني»، توفي متأثرا «برصاصة غادرة» اصيب بها في هجوم قاده ضد حامية عسكرية شمال موريتانيا مطلع يونيو (حزيران) 2005. واوضح البيان ان غريقة توجه إلى أفغانستان عام 1991 «رفقة ثلة من الأخيار للالتحاق بمراكز التدريب، فكانت لهم أرض الأفغان الحصن والمحضن ليلتقوا مع الغرباء القادمين من شتات بلاد الإسلام، وكلهم يحمل بين أضلعه حرقة على واقع أمته». وأوضح البيان أن غريقة التقى في أفغانستان بالجزائري مختار بلمختار المدعو «خالد أبو العباس»، الذي سيصبح في ما بعد ذراعه اليمنى في العمل المسلح جنوب الجزائر.

وذكر البيان الموقع باسم «اللجنة الإعلامية للجماعة السلفية» بتاريخ 16 من الشهر الجاري، أن «أبو إسحاق» المتحدر من منطقة «غرداية» (600 كلم غرب العاصمة) «التحق بدورة عسكرية مركزة في معسكر صدى شهير (أفغانستان) دامت ثمانية أشهر، فنبغ في تلك الدورة، مما دفعه إلى مواصلة المشوار في العلوم العسكرية فأتقن العديد من الفنون خاصة فن التفجير». ويشير البيان إلى أنه كان يتدرب تحت قيادة شخص اسمه «أبو برهان السوري»، وإلى قيادات اصولية عاش معها في بلاد الأفغان، مثل «أسد الإسلام خطاب» و«أبو ثابت المصري» و«أبو بنان الجزائري» و«أبو حكيم المدني». وما لا يوضحه البيان، أن غريقة محل مذكرة توقيف دولية اصدرتها بحقه الشرطة الدولية، وأن لديه شقيقا مسلحا يسمى نور الدين يوجد حاليا في السجن.

وأفاد البيان بأن اشتداد الحرب الدائرة بالجزائر دفع بالجزائريين المقيمين في مراكز التدريب بأفغانستان، إلى العودة «للثأر للدين والحرمات وذودا عن الإسلام الجريح». وفيما التحق «أبو العباس» وآخرون بالبلاد أولا، عاد غريقة متأخرا عنهم حيث دخل في 1993 عن طريق المغرب وانخرط في صفوف مسلحي «كتيبة الشلف» (غرب الجزائر)، وكان، حسب البيان، «له الفضل في إدخال علم التفجير» إلى المقاتلين في الجزائر. وانتقل غريقة إلى الصحراء في 1995، وخرَج مجموعة تتقن فن التفجير، وأوضح البيان أنه شارك في معارك مع الجيش، وأنه اشتبك مع جيوش الساحل الأفريقي خارج الحدود الجنوبية، منها قوات محاربة الإرهاب بالنيجر.

وعين «أبو إسحاق» في 1996 مستشارا عسكريا لما يسمى «أمير الصحراء» مختار بلمختار، أحد أهم قيادات «الجماعة السلفية»، ويعود له الفضل، حسب البيان، في جعل الصحراء قاعدة خلفية للمسلحين ومنطلقا لإمداد معاقل الشمال بالسلاح والذخيرة. وقتل غريقة في هجوم دبره «أبو العباس» ونفذه هو، ضد حامية عسكرية بمنطقة «لمغيطي» بموريتانيا (خلف مقتل 15 جنديا موريتانيا). واللافت أن التنظيم المسلح لم يكشف عن سقوط زعيمه إلا بعد مرور أكثر من سنة.

ويشار إلى غريقة في تقارير الأمن الجزائري، على أنه مسلح يقيم صلات وثيقة مع مهربي السلاح عبر حدود الجزائر المشتركة مع مالي والنيجر وموريتانيا. ويعد اختفاؤه، حسب متخصصين في الشأن الأمني، ضربة كبيرة للجماعات المسلحة التي تتعرض لضغط كبير من طرف قوات الأمن في معاقلها الرئيسية، لتصفيتها قبل انتهاء آجال «المصالحة» المرتقبة نهاية الشهر المقبل.