جمعية أميركية تسلم وزارة العدل لائحة تضم أسماء ضحايا «البوليساريو»

اللجنة الأوروبية تتقصى وضعية الأطفال الصحراويين في كوبا

TT

سلم «المجلس الأميركي لأسرى الحرب المغاربة»، وزارة العدل الأميركية، لائحة مؤقتة تضم أسماء الضحايا الذين تعرضوا لمختلف أشكال الابتزاز والتعسف من قبل قادة البوليساريو.

وأعد اللائحة، التي تضم أسماء 35 مدنيا وعسكريا، محتجز مغربي لدى البوليساريو، يدعى عبد الله لاماني، الذي تم تشغيله كحفار للقبور طيلة مدة احتجازه التي بلغت 23 سنة. وأكد المجلس أن الأمر يتعلق بـ«جرائم ضد الإنسانية» و«جرائم حرب»، كما أدان أشكال التعسف الممارس ضد هؤلاء المحتجزين. وشدد على ضرورة «تحميل الأفراد وتنظيم البوليساريو المسؤولية الجنائية، عن إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية». وأفادت الجمعية، التي دعمت رسالتها بنسخة من التقرير الذي أعدته مؤسسة «فرنسا للحريات»، التي تتزعمها دانييل ميتران، أرملة الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، أن الجرائم تتضمن الاختطاف والنقل القسري للأشخاص والقتل والإعدام التعسفي والمحاكمات غير القانونية وخرق الحقوق الأساسية للمعتقلين.

وأصدر المعتقل المغربي لاماني، الذي كان موجودا في سجن تابع لجبهة البوليساريو في تيندوف (جنوب غربي الجزائر) منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، شهادته في كتاب بعنوان «الرعب: المساعدات الإنسانية الدولية في خدمة الرعب»، والذي استطاعت جهات مغربية بالتعاون مع الصليب الأحمر الحصول عليه، وهي مجموعة أوراق دونها «لاماني» باللغة الفرنسية في سجنه. وكشف لاماني في كتابه أشكال التعذيب القاسية، التي يتعرض لها السجناء يوميا من طرف جبهة البوليساريو، وكذا الممارسات غير الأخلاقية التي تجري في مخيمات تندوف مثل الاغتصاب الجماعي وتفريق أفراد العائلة الواحدة، ودفعهم للعيش في أماكن متفرقة بقصد «التعبئة الايديولوجية».

وفي سياق آخر، أعلنت اللجنة الأوروبية أخيرا انه تم إرسال «عدد كبير»، من الأطفال الصحراويين من مخيمات تندوف بالجزائر إلى «كوبا وإلى بلدان أخرى»، مشيرة إلى انها طلبت مندوبياتها بالمنطقة اطلاعها على هذه القضية.

وأوضحت اللجنة في جواب مكتوب على برلمانية أوروبية كانت قد تساءلت حول الخطوة التي تعتزم (اللجنة) اتخاذها «لدى الحكومتين الجزائرية والكوبية بخصوص مصير الأطفال الصحراويين»، ان بروكسيل «واعية بأن عددا كبيرا من الشباب الصحراويين» تم إرسالهم إلى كوبا.

وكانت البرلمانية الأوروبية، الفنلندية إيجا ريتا كورولا، قد أطلعت اللجنة على حالة هؤلاء الأطفال، «الذين تم إرسالهم ضد رغبة أسرهم، والذين يتم استغلالهم كوسيلة إكراه قصد إجبار آبائهم على البقاء في الجزائر بمخيمات تندوف، التي تسيطر عليها (البوليساريو)، وهو الأمر الذي يحرمهم من حقوقهم الأساسية في تحديد مستقبلهم الشخصي».

وأضافت البرلمانية الأروبية انه خلال «السنوات الأخيرة، تم بانتظام إثارة قضية نفي أطفال صحراويين يعيشون في الجزائر، تحت حراسة (البوليساريو) إلى كوبا، خلال الدورات السنوية للجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة»، مبرزة ان «حوالي ثلاثة آلاف طفل» صحراوي يوجدون حاليا بكوبا، وانه يتم إيفاد بضع مئات منهم إلى هناك سنويا.

واستعرضت البرلمانية الأوروبية بهذا الخصوص نموذج طفل «تم اختطافه وهو في سن الثمانية من تندوف، ضد رغبة آبائه لإرساله إلى كوبا للالتحاق بمدرسة عسكرية، حيث قضى ست عشرة سنة».

وأضافت أنه «خلال إقامته بكوبا، لم يرخص له بالاتصال بأبويه أو ممارسة شعائره الدينية الإسلامية»، مؤكدة أنه من «المفهوم أن يرى في تجربته بكوبا مساسا بحقوقه الأساسية كطفل، وكذا بحرية الممارسة الدينية، وذلك في خرق فاضح للمبادئ المعلن عنها من طرف الأمم المتحدة».

وبعد أن أشارت إلى «شكاية قدمها بعض الصحراويين، الذين قضوا طفولتهم بكوبا»، أكدت البرلمانية الأوروبية ان «(البوليساريو) متهمة أيضا بتقييد حرية التعبير بمخيمات تندوف، وكذا حق التجمع السلمي وتكوين جمعيات وأيضا التنقل».